كلمة <<الاتحاد>> لتوفير الحماية الدولية يا إنسانية!
قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بدباباتها ومجنزراتها العسكرية وبطائرات الاباتشي امريكية الصنع بارتكاب جريمة حرب جديدة في مخيم "البريج" في قطاع غزة. فقد ارتكبت مجزرة دموية همجية كان ضحاياها اربعة عشر شهيدًا وحوالي ستين انسانًا من المدنيين الفلسطينيين الابرياء. واستبسال جماهير المخيم في التصدي لرتل دبابات وجنود هولاكو القتل والدماء والاحالة دون تمكينهم من دخول المخيم منع وقوع مجزرة اكبر، "جينوسايد" اشبه بجريمة الحرب والمجزرة الدموية التي ارتكبهما المحتل في مخيم جنين. لقد ادّعى المحتل انه لجأ الى ارتكاب هذه الجريمة بهدف تدمير المواقع التي تطلق منها قذائف صواريخ قسّام باتجاه المستوطنات والبلدات الاسرائيلية. وسريعًا ما اتضح كذب وعدم صحة هذا الادعاء الاسرائيلي التضليلي. فحتى ان المجرمين المعتدين لم يعلنوا ان دباباتهم وطائراتهم الغازية ضربت أو دمرت أي موقع من مواقع اطلاق القسام المزعومة. ونحن نتساءل هل نسّق مدير عام مكتب رئاسة شارون، فايسغالس، مع ادارة بوش - رامسفيلد - رايس خلال زيارته الى واشنطن قبل عدة ايام طابع خطة "فك الارتباط" الشارونية من طرف واحد حتى قبل زيارة شارون الى "البيت الابيض" في نهاية هذا الشهر؟ ففي الوقت الذي كان فيه فايسغالس يودع "معزبيه" في "البيت الابيض"، في هذا الوقت بالذات كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي ودباباته ومختلف آلياته العسكرية الثقيلة تحاصر رام الله والبلدات المحيطة بها مرتكبة الجرائم وتتقدم لتطبق الحصار العسكري حول مقر رئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المقاطعة برام الله تشحذ انياب التهديد والوعيد. حصار لمقر الرئاسة الفلسطينية تبعه بعد أقل من يومين ارتكاب المجزرة الدموية الهمجية في مخيم البريج في قطاع غزة. الامر الذي يعكس حقيقة أن هدف المحتل الاسرائيلي المنسق مع ادارة العدوان الامريكية ليس ابدًا بذل جهد لوقف نزيف دم الصراع وخلق الظروف لاستئناف المفاوضات السياسية الاسرائيلية - الفلسطينية، بل الهدف الاساسي عرقلة ودفن اية مبادرة تقود الى تسوية سلمية ومحاولة املاء حلول مشروطة بالاطاحة بالقيادة الشرعية الفلسطينية المتمسكة بثوابت الحقوق الشرعية الدولية غير القابلة للتصرف والمسنودة بقرارات الشرعية الدولية واستبدالها بقيادة مرضي عنها اسرائيليًا وامريكيا، الاطاحة بالرئيس ياسر عرفات اولا، وتحويل قطاع غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة الى ارض محروقة مخضبة بدماء، ضحايا المجازر والجرائم التي يرتكبها المحتل في اطار خطة "فك الارتباط" من طرف واحد وقبل الشروع بتنفيذها. لقد آن الاوان ليتحرك الدم في شرايين البشر والانسانية والاسرة الدولية وهيئة الشرعية الدولية والعمل لانقاذ الشعب الفلسطيني من بين انياب ذئاب الاحتلال المفترسة، آن الاوان لتوفير الحماية الدولية لشعب يواجه يوميًا المجازر وجرائم الحرب الوحشية التي يرتكبها المحتل. ("الاتحـــــــاد")
الأثنين 8/3/2004 |