* يصادف غدا الاثنين، الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، وننتهز هذه المناسبة النضالية لنتقدم بأحر التهاني القلبية الى جميع الزميلات العاملات في "الاتحاد"، الى قارئات "الاتحاد" والى جميع النساء المناضلات من اجل السلام العادل ومساواة المرأة في شتى المجالات، الى جميع النساء اليهوديات والعربيات في بلادنا، الى جميع النساء الفلسطينيات المناضلات ضد الاحتلال وجرائمه ومن اجل زواله واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد اكدنا دائما ونؤكد اليوم ايضا ان مكانة المرأة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا في اي مجتمع تعتبر مرآة ومقياسا يعكسان طابع المجتمع ومستوى تطوره الحضاري وهوية العدالة الاجتماعية والمساواة السائدة فيه، هوية النظام القائم في نهاية المطاف. وفي بلادنا، ووفقا لجميع المقاييس والمعايير الانسانية والسياسية والاجتماعية والثقافية والقومية والعائلية فان المرأة لا تعيش في "جنة النعيم" بل تواجه انياب التمييز في مختلف مجالات التطور والحياة وعلى مختلف الصعد. ففي ظل نظام الاستغلال الرأسمالي البشع القائم في بلادنا لا يزال التمييز في الاجور قائما بين الرجل والمرأة ولا يزال المعدل الوسطي لاجور النساء لا يصل الى ستين في المئة من المعدل الوسطي لاجور الرجال وبالرغم من ان المرأة تقوم بنفس العمل وحتى انها تتفوق على الرجل بالمهارة والنوعية مهنيا وعطاء في احيان كثيرة. ولا تزال المرأة تعاني من التمييز واللامساواة في المجال السياسي، في المواقع القيادية التمثيلية في البرلمان والسلطات المحلية وداخل الاحزاب السياسية في دولة الدمقراطية المنقوصة. ولعل اكثر ما تعاني منه المرأة في السنوات الاخيرة هو مواجهة مختلف اشكال العنف في المجتمع وداخل العائلة. المعاناة من جرائم الاغتصاب والقتل والتحرشات الجنسية والقتل على خلفية "شرف العائلة" المزعوم.
لقد رفعت جماهيرنا منذ منتصف السبعينيات، وخاصة منذ "يوم الارض" الخالد شعارها الكفاحي "المساواة ولا اقل من المساواة للجماهير العربية" في المعركة لمواجهة ودفن سياسة القهر القومي والتمييز العنصري الممارسة سلطويا بشكل منهجي. واليوم نحن نرى من الاهمية بمكان ولمصلحة وخدمة الكفاح العادل من اجل السلام العادل والمساواة والتقدم الاجتماعي ان تتضمن أجندة النضال "المساواة ولا اقل من المساواة للمرأة". وهذا يعني مساواة المرأة في البيت والمجتمع، مساواة المرأة في العمل ومستوى الاجور، مساواة المرأة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فالدفاع عن حق المرأة بالمساواة في شتى المجالات قضية المجتمع باسره وليس قضية المرأة لوحدها او المنظمات النسائية لوحدها.
وحقيقة هي ان المرأة بكفاحها، ومن خلال منظماتها الكفاحية، حركة النساء الدمقراطيات وغيرها، قد حققت العديد من المكاسب في مختلف المجالات، ولكنها مكاسب لم ترتق بعد الى مستوى مساواة الرجل في شتى المجالات. ولهذا فرسالة "الاتحاد" بهذه المناسبة الهامة، هيّا لتصعيد الكفاح السياسي الجماهيري المتواصل لتجسيد شعار "المساواة ولا اقل من المساواة للمرأة في شتى المجالات" على ارض الواقع. وكل 8 آذار وانتن بالف خير.
(الاتحاد)
الأحد 7/3/2004