توقيع الاتفاق بين حزبي <<العمل>> و<<عام إحاد>> بات وشيكاً


أكدت مصادر مطلعة في حزب "العمل" لـ "الصنارة" ان موعد التوقيع على اتفاق، ما أسموه بـ "انصهار" "عام إحاد" في حزب "العمل" وشيك، وقد يتم هذا في خلال الاسبوع القادم، أو الذي يليه، إذا لم يحدث أي "انفجار مفاجئ" في اللمسات الأخيرة على الاتفاق، حسب وصف تلك المصادر. فيما قال عضو طاقم المفاوضات، عضو الكنيست افرايم سنيه لـ "الصنارة" انه لم يُعقد اي اجتماع منذ اربعة أشهر.

وحسب معلومات "الصنارة"، فإن ملامح الاتفاق تتماشى نوعا ما مع شروط مجموعة المعارضين لبيرس في حزب "العمل"، بمعنى أن حزب "عام إحاد" بزعامة رئيس الهستدروت سيدخل في تحالف حزبي مع حزب "العمل"، وانما سيتم حل الحزب، وانتساب اعضائه لحزب "العمل" بشكل انفرادي. ولكن مصادر مسؤولة في "عام إحاد" رفضت، بشكل غير مباشر، هذا الادعاء، وأدعت ان "عام إحاد" سيكون كتلة في داخل حزب "العمل".

وعلى أي حال فإن الدافع الأكبر الذي يقف وراء المعارضة والتأييد لدخول عمير بيرتس لحزب "العمل" هو الخوف من أو الطموح الى تغيير موازين القوى داخل الحزب قبل انتخاب مؤسساته ورئيسه الجديد في نهاية العام القادم، خاصة وأن بيرتس يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، وما زال له مؤيدون في داخل "العمل".

اتفاق وتفاهمات

وتفيد المعلومات التي وصلت "الصنارة" ان مجموعة عمير بيرتس سيكون لها حصة حوالي 16% في مؤسسات حزب "العمل"، واقامة كتلة واحدة في الكنيست، تضم كتلة حزب "العمل" (19 عضوا) واثنين من كتلة "عام إحاد" (بيرتس وايلانه كوهين) إذ سيبقى عضو الكنيست الثالث في كتلة "عام إحاد"، دافيد طال، خارج التحالف.
كما سينعكس الاتفاق على التحالف في قيادة الهستدروت، فهناك حزب "العمل" موجود في المعارضة، وقوته 13%، وإذا ما دخل القيادة فسيحظى بأربعة أعضاء في قيادة الهستدروت، ليصبح عدد أعضاء القيادة 34 عضواً، وسيحظى "العمل" بوظفيتين براتبين.

وكانت معلومات استقتها "الصنارة"، من مصادر في الهستدروت، تفيد بأن دخول حزب "العمل" الى قيادة الهستدروت، قد يسرّع الخطة التي يسعى اليها رئيس كتلة"عوز" المعارضة، عضو الكنيست حاييم كاتس، الذي انضم الى "الليكود" في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وتقضي خطته بانتزاع كتلة "الليكود" و"يسرائيل بعلياة" و"غيشر"، من كتلة "عام" بقيادة عمير بيرتس، واقامة جسم معارض داخل الهستدروت تصل نسبته الى 40%، ولكن رئيس كتلة "الليكود" في الهستدروت، يعقوب شماي، رفض هذا الادعاء بشدة، مؤكدا انه سيبقى في تحالف عمير بيرتس، كما قال لـ "الصنارة".
ما هو أكبر من الاتفاق، الذي اصبح في مرحلة ارقى من "مرحلة المسودّة"، هو التفاهمات غير المكتوبة بين زعيم حزب "العمل" "الموقت" شمعون بيرس، وبين زعيم "عام إحاد" عمير بيرتس، وهي تضمن بالأساس مكانة الاثنين في كل قيادة مستقبلية، إن كان هذا على صعيد حزب "العمل"، او على صعيد حكومة تحالفية تضم "الليكود" و"العمل".
فعلى صعيد قيادة الحزب، التزم عمير بيرتس وبيرس على تشكيل كتلة واحدة داخل الحزب لدعم مرشح واحد لرئاسة الحزب، وهنا قد يكون شمعون بيرس، وإذا تنازل، فعمير بيرتس، وفي حال تنازله هو ايضا، فمرشح ثالث متفق عليه.

عمير بيرتس وزيرا

وفي حال انضم حزب "العمل" الى "الليكود"، فسيتم منح عمير بيرتس منصب وزير "كبير"، وقد ذهب أحد مصادر حزب "عام إحاد" بعيدا حين قال إن الوزارة التي سيحصل عليها عمير بيرتس هي وزارة المالية، علما بأن وزارة كهذه، إذا كانت اصلا من نصيب حزب "العمل"، فتنتظرها شخصيات كبيرة جدا في داخل الحزب، من أمثال متان فلنائي وابراهام شوحط.
وأيضا على صعيد الحكومة التحالفية، فإن بيرتس التزم أمام بيرس، بدعمه ليبقى الوزير الأول في الحكومة، حتى بعد انهاء فترة ولايته في منصب رئيس حزب "العمل".

غسان مقشلي.. بشروط

وقد بادرت "الصنارة" الى طرح ما عندها من معلومات على شخصيات بارزة في الحزبين، واختار الجميع، تقريبا، النفي أو الموافقة جزئيا.
فقد أكد العضو العربي البارز، في "عام إحاد" النقابي غسان مقلشي، ورئيس المعهد اليهودي العربي، في "بيت بيرل"، على انه يعارض مبدئيا الانخراط في حزب "العمل"، وفي أفضل الأحوال فإنه يؤيد تحالفا ليس حزبيا وليس انصهارا.
وفي رد على سؤال "الصنارة"، حول ما إذا كان يقف منصبه الحالي في الهستدروت من وراء معارضته، وخوفه على فقدان منصبه، قال مقلشي: "عندما انتسبت الى "عام إحاد"، فقد كان هذا بقناعة بأن هذا الحزب قد نقش شعار العدالة الاجتماعية ويعمل من اجلها، واكثر من هذا فإن نشاط رئيس الهستدروت، عضو الكنيست، عمير بيرتس، أكد انه يناضل من اجل الشرائح الضعيفة والفقيرة، الى جانب مواقفه المساندة للسلام العادل".

واضاف مقلشي قائلا، "إذا انخرط عمير بيرتس في حزب "العمل" كعضو عادي، فإن هذه خطوة غير سليمة، لأن حزب "العمل" دمّر كل شيء اسمه نضال اجتماعي، كما انه فشل فشلا ذريعا في العملية السلمية، خلال وجوده في حكومة "الليكود"، وإذا ما قرر بيرتس التنافس على زعامة حزب العمل، فأنا سأدعمه، لأننا، خاصة كعرب، بحاجة الى جسم سياسي قوي بامكانه اسقاط "الليكود" عن الحكم، ويناضل من أجل الشرائح الفقيرة والضعفية، التي غالبية جماهيرنا العربية هي جزء منها".
وقال مقلشي، لقد عمل بيرتس الكثير للوسط العربي، وهو أول رئيس للهستدروت يعطي الاحزاب الفاعلة في الوسط العربي، والعرب بشكل عام، مناصب تنفيذية هامة في قيادة الهستدروت، وأكد قائلا، "انا أومن بعمير بيرتس وموقفي نابع من هذا الايمان، وآمل ان يكون بيرتس، إذا تم الاتفاق، رئيسا للحزب، ليتم التغيير المنشود".

دافيد طال و"اللاءات الثلاث"

وقال عضو الكنيست الثالث في كتلة "عام إحاد" البرلمانية، دافيد طال، في حديث لـ "الصنارة"، انه يرفض كليا الانخراط في حزب "العمل"، ولكنه شدد على انه يرفض ايضا الانضمام الى كتلة "الليكود"، او حتى العودة الى حزبه الاصلي "شاس".
وردا على سؤال، إذا كان بامكانه البقاء في الكنيست مستقبلا بعد اي انتخابات قادمة، في حال اصراره على لاءاته الثلاث، قال طال، "حين تقترب الانتخابات سنرى"، "منشوف" (قالها بالعربية). ولكنه أكد ان لا علاقة له بالقانون الذي يسعى الى اقراره رئيس كتلة "الليكود" غدعون ساعر، الذي يسمح لعضو كنيست وحيد بأن ينضم الى كتلة عدد اعضائها أكثر من ستة أعضاء.
وقال طال: "لقد تم انتخابي ضمن قائمة "عام إحاد" التي رفعت شعار العدالة الاجتماعية، وأنا سأبقى أمينا لجمهور المصوتين، وسأبقى احتفظ بالكتلة، حتى وإن كنت "كتلة عضو كنيست وحيد".
وقد رفض طال في حديثه لـ "الصنارة" الافصاح عن مستقبله السياسي، ولكن تتضح وجهة طال من خلال رده على سؤالنا السياسي، وحول اي اتفاق سلام قد يؤيد. فقد قال طال: "أنا ساؤيد اي اتفاق سلام يحضره اريئيل شارون الى الكنيست، إن كان هذا مع شمعون بيرس أو بدونه"، ولكن طال رفض الالتزام بتأييد اتفاق سلام يجلبه شمعون بيرس، مثلا.
وقال طال إن لديه حساسية قصوى لقضية القدس وحق العودة، ولكنه "ليّن في ما يتعلق بقضية المستوطنات"، ويؤيد تجميعها في كتل استيطانية كبيرة. كما يعتقد طال أن رئيس السلطة الفلسطينية أخطأ حين رفض مقترحات رئيس الحكومة ايهود براك، وهذا على الرغم من أن طال نفسه يعارضها، وانه كان سيصوت ضدها لو طرحت امام الكنيست.ونفى طال، في حديثه، أي عرض من "الليكود"، او حتى استماعه لأي من هذه العروض.

آفي تسور: هناك اتصالات

وقال السكرتير العام لـ "عام إحاد" آفي تسور، في حديثه لـ "الصنارة"، انه ليس سرا ان هناك اتصالات، لكنه رفض الافصاح عن المرحلة التي فيها الاتفاق الآن، او عن موعد التوقيع.
وحول وضعية عضو الكنيست دافيد طال، قال آفي تسور، "ما استطيع ضمانه لك هو ان عضو الكنيست طال سيكون بامكانه التعايش مع الاتفاق المقبل بين "العمل" و"عام إحاد".

بينيس و"الختيارية"

اما السكرتير العام، المستقيل، لحزب "العمل"، عضو الكنيست اوفير بينيس، فقد اكتفى بالقول ان المحادثات "مكثفة جدا"، "من اجل اقامة جسم اقوى في مواجهة الحكومة"، ولكن ردا على سؤال "الصنارة"، حول الاصوات التي تنادي بدعم عمير بيرتس لزعامة حزب "العمل"، قال بينيس انه قرر في هذه المرحلة "دعم الختيارية". وردا على سؤال ما إذا كان يقصد شمعون بيرس، قال بينيس، أنا لم اقل ختيارا، بل "ختيارية".
وقال لـ "الصنارة" انه مستقبلا ينوي التنافس على زعامة الحزب. ولكن مصادر في حزب "العمل" قالت إنه ليس من المستبعد ان يُقدم على مفاجأة، ويُعلن في هذه المرحلة تنافسه على زعامة الحزب. وقالت هذه المصادر انه حتى وإن كانت فرصه ضئيلة، إلا ان تنافسا كهذا سيؤمن لبينيس مكانا ما في قمة الحزب.

سنيه: لم نجتمع منذ اربعة أشهر

وفي حديث لـ "الصنارة"، قال عضو الكنيست افرايم سنيه "أنا عضو في طاقم المفاوضات عن حزب "العمل"، واؤكد لك انه لم يعقد اي اجتماع مفاوضات بين الحزبين منذ اربعة أشهر". وحين أكدت له "الصنارة" أن زملاءه في المفاوضات يقولون غير ذلك، قال سنيه: "أنا لا أعلم بأي مفاوضات، لربما تجري مفاوضات غير رسمية، ولكن يجب ان يفهم الجميع ان المكتب السياسي للحزب قرر أن اي اتفاق يجب ان يعرض بداية على لجنة التوجيه، ومن ثم على المكتب السياسي لاقراره، ثم يطرح على مركز الحزب".
ونفى سنيه ان تكون بينه وبين عمير بيرتس اي خلافات، وقال "هناك توافق كبير بيني وبين بيرتس في ما يتعلق بالرؤيا للقضايا الاجتماعية، ونحن بحاجة اليوم الى حزب عاملين كبير، يثبت قوته على الساحة من جديد".


برهوم جرايسي - الصنارة
السبت 6/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع