صواريخ
(1) لأنني مصاب بخلل جيني.. كما جاء في حديث نائب وزير الحرب الاسرائيلي.. سأتحدث اليكم عن حالتين تعتبران مصيبة هذا العصر وهذه الدنيا، عن امريكا اولا وعن ابنتها المدللة جداً جداً والمحمية جداً جداً اسرائيل! وبادئ ذي بدء، واولا: "امريكا راس الحية هيك علمنا زيّاد. ولنبدأ بتقريرها عن "حقوق الانسان" في العالم والصادر عن طريق وزارة خارجيتها، عفوا عن طريق الابحاث والتخطيطات والتجسسات الجارية في مراكز بحثها القومية والاستراتيجية ووكالة مخابراتها واستخباراتها الكبيرة جدا جدا (سي.آي.ايه) ويتمحور تقريرها حول الحريات، ايضا في الشرق الاوسط وفي الدول العربية، وانها راضية عن بعض الاصلاحات التي اجريت في اليمن السعيد، والاردن الصديق، وعُمان "العُبي" والخناجر، والبحرين ودستور الملك، وقطر "الجلابيات" البيض والبدلات الافرنجية في الغرب، وافغانستان واناقة كرزاي، وعلى الطريق العراق ورُحماك يا عراق، التي سترضى عنه بعد ان تفرض عليه خطتها الدمقراطية جدا جدا في استغلال نفطه وبنزينه لآلتها الحربية واجهزتها "اللوغستية" حتى تصل العراق لوضع تستورد البنزين (ارض النفط والنخيل) من اسرائيل.. كل هذا بمؤامرة امريكية محكمة، وتحت غطاء وستار مشروع "تعمير العراق" واسماء شركات وهمية، وبطرق التفافية وبتعاون اردني "كقطر شقيق" لاسرائيل حتى لا يجد المواطن العراقي البنزين في بلاد النفط لتسيير سيارته وتسيير حياته واشغاله، (عَجبي) وتقديم انتقاداتها لأنظمة مثل تونس فارس "الزينين" وسوريا "الاسد الجملكي" والسعودية حامية النفط وامريكا على اعتقالاتهم الاستبدادية، والحد من الحريات الصحافية والحريات الدينية المعدومة في السعودية، وان اغلبية التغييرات المؤسساتية في هذه البلدان شكلية خالية من المضمون. وتشكيكها بنتائج الانتخابات في ايران، وضغطها على مصر بعد الغاء محاكم امن الدولة لالغاء قوانين الطوارئ، ليس هذا فقط وكالمعتاد اجرت الموازاة المعتادة في وصم الكفاح الوطني التحرري لشعبنا الفلسطيني للتخلص من الاحتلال "بالارهاب" وبنعومة معهودة وجهت النقد (م.ض) للانتهاكات الاسرائيلية في الاستعمال المفرط للقوة، والغارات والتفجيرات وتدمير المخيمات واستهداف المدنيين ايضا، ومحاولة اعطاء "روشيتة جاهزة على دمقراطية العم سام" النظيفة الطاهرة وانسانيتها، والقدوة لشعوب الارض على التقاليد الامريكية في فهم الدمقراطية واحترامها واحترام حقوق الانسان والمحافظة عليها.. غريب عجيب امر الامريكان كيف يقلبون الموازين كالعادة، في الاستبداد بالناس واعتقال ابناء الاقليات من الامريكان بدون محاكمة وايضا تقديم البعض منهم لمحاكمات سريعة شكلية، وهوس تقييد الحريات على المعابر وفي المطارات وعلى الحدود وأخذ البصمات والاذلال والتفتيش، ولكن يبقى السؤال الكبير.. ماذا مع معتقل "جوانتنامو"؟ وكيف تحترم به "حقوق الانسان". وثانيا: ايضا عن الامريكان.. وشروع "الشرق الاوسط الكبير" ومشروع الاصلاح السياسي في المنطقة فقد تعاظم الشك والريب لدى الدول العربية من هذه الخطة والمؤامرة على الشعوب العربية، فتحت اليافطة الجميلة والشعار الرنان يتحدث الامريكان عن "يوم تحرير الشعوب" من معسكرات الاعتقال والقمع في العالم العربي بعد ان يقدم "قادة الدمقراطية" على خيول الحرية لتحرير البلدان العربية من الاستبداد والديكتاتورية والاضطهاد كأنه لا توجد شعوب عربية لديها الاستعداد للتغيير من الداخل، وتتحمل مسؤولياتها وبطبقاتها لتعرف رسالتها في النضال من اجل العيش بحرية وكرامة ومساواة اجتماعية. هذه الوصفات الجاهزة وغير القابلة للتطبيق التي يفصلها الامريكان على قد مقاس فرسان الدمقراطية الجدد في العالم العربي من متعاونين جواسيس على شعوبهم خونة لطخوا جبين شعوبهم بالغدر. فحرية الشعوب العربية هي فقط بايدي الشعوب العربية، وليس بيد أحد غريب عن لون وتراب ومناخ ومجتمع وطبيعة هذه الشعوب، وكما أنه لا توجد نماذج معينة وواحدة للدمقراطية، بل ما يريده الامريكان، اقناعنا ان دمقراطيتهم هي المثلى والاحسن، ولنعلم ان ما تهدفه من مشروعها هذا ما هو الا تركيع الشعوب العربية لمزاجها وتخاذلها معها لتنفيذ برنامجها الجنوني في استعباد شعوب العالم واستغلالها تحت كذبة "مكافحة الارهاب"، وضرب حركات التحرر العربية وعلى رأسها حركة التحرر العربية الفلسطينية وتقويضها وتفريغها من محتوى نضالها في الاستقلال والحرية والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي البغيض. وليعلم الامريكان انه بدون حل عادل وشامل لقضية الشعب الفلسطيني، لن تهنأ بقبول اقتراحاتها ومبادراتها مع ان كل هذه الاقتراحات مشكوك بأمرها، لأنها لا تصب الا في مصلحة رأسمالها ورأساميلها واعوانها من العرب والدخلاء المتعاونين واسرائيل، والشعوب العربية ما زالت حية.. وتتحّين لا محالة فرصتها والوقت الملائم والمناسب لتعود لها حريتها وعزتها وكرامتها وتوريثها وحياتها، وإن غداً لناظره لقريب!. وثالثا: الرئيس الامريكي "بوش الثاني" عضو في الحركة المسيحية الآفانجالية" (التبشيرية) فرقة مسيحية امريكية متطرفة متغطرسة مثله، اغلبية قيادات حكومته اتوا من بين صفوف هذه الحركة، والذين يرون "بمحاربة الارهاب" مهمة دينية اساسية قبل السياسة ويوظفون الدين للبعد السياسي والقومي. لذا فهم مجموعة من المتعصبين والمتطرفين الدينيين لديهم رئيس لأقوى واعتى واقسى واشرس دولة في العالم "زعيمة العالم" (إخس)، وفي كتابهم "الرؤيا" عند عودة وقيامة السيد المسيح الثانية سيختار المسيح عند صرخة العودة كل المؤمنين به وهم وحدهم سيرفعون للسماء، وكل الكفرة والجهلة والمتخلفين من البشر والامم والشعوب، ستحرقهم جهنم الارض وسيغرقون بطوفان النار والزوال، وإذا اردت مستقبلا الدخول للجنة، فما عليك الا شراء كرت "وصك غفران" من "الافنجاليون". وهم اصدقاء اسرائيل الامناء وجامعو الاموال لها بلا حدود، لتستمر بالاحتلال ومعركتها الدينية ضمن التحالف "المسيحي اليهودي" البعثي التبشيري لانقاذ الارض المقدسة من خطر الاحتلال الاسلامي الغاشم. ولقد فرحوا جدا لعرض فيلم "آلام المسيح" والذي يصف معاناة السيد المسيح الاخيرة قبل الصلب وبعده، ويُذكر ايضا، بمحاولات اليهود الحميمة والناجحة في اقناع الحاكم الروماني بيلاطوس بقتل المسيح وتعذيبه وصلبه كما ورد ذلك في انجيل "العهد الجديد" فهم يؤمنون بقدوم مسيح آخر، يهودي خالص و"طهور". وحتى يقفوا مع اليهود الذين يتهمون مخرجي ومنتجي الفيلم وبطل الفيلم "باللاسامية" فهم يأملون "الافنجاليون" من وراء هذا الفيلم بتحويله لرافعة لتعميق الحوار اليهودي المسيحي الغربي، وعدم اتهام اليهود كلهم بصلب المسيح الا زيادة الاهتمام بدعم اليهود في العالم وخصوصا اسرائيل المحتلة. ولكن ما يُشغلني أليس هذا التطرف الديني (والذي يتهمون المسلمين به) لا يضر بالامة الامريكية التي تعيش فيها جميع الاديان من المسلم الى البوذي الى اليهودي والمسيحي العادي. ورابعا: ان العجيب الغريب في المدة الاخيرة في شكل استثمارات الامريكان... هو في تحسين صورتهم في العالم وخاصة في منطقتنا الشرقأوسطية والتي ستذهب سدى وتُهدر هباء منثورا.. فهي لن تدخل وترضى عنها عقول وقلوب الناس في منطقتنا العربية، فهي خرجت الينا بقنال فضائي اسمه "الحرة" وما ادراك ما الحرة والتي تبُث اثيرها بالعربية منذ 14 شباط الماضي ومن ولاية فرجينيا ايضا. اقاموا "الحرة" بادعائهم ان الفضائيات الاخرى وخاصة الناطقة بالعربية غير "حرة" لذا فهي تحرّض على الامريكان وتزيد العداء بين العرب لامريكا. يا سلام.. فاغلبية الفضائيات العربية تابعة للانظمة ورجالات الانظمة الاغنياء ولاصحاب رؤوس الاموال "ورؤوس الاموال والجنس" المتحالفة استراتيجيا مع الاخطبوط الامريكي في الترويج لنزعة المزاج الامريكية الغربية الاستهلاكية الهشة الفارغة الفضفاضة، "التكسيسية" الفوضوية، البراقة.. ببرامج التفريغ الحضاري والثقافي للامة العربية، فمحرروها وبعض عامليها تخرجوا من "مدارس" الاعلام الغربي "المتنور" وحتى انهم اصحاب جنسيات امريكية واوروبية. وحتى ان هذه الفضائيات لا تغطي القضية الفلسطينية بشكل واسع وملائم وحتى انها تتأتى في وصف الغزو الامبريالي التحالفي الامريكي البريطاني للعراق.. احتلالا. ان كان هدف "الحرة" ان نفهم الامريكان ونحبهم فهذا صعب المنال.. فطالما لم تغير امريكا سياستها المتغطرسة العدوانية الشرسة ضد شعوب العالم وخاصة نحن العرب وطالما تأييدها سيبقى مطلقا لاسرائيل في استمرار احتلالها للارض الفلسطينية وسفك دم الفلسطينيين واعطائها الضوء الاخضر في البطش والاستفراد الوحشي بشعبنا، وايقاف تدخلها السافر في حياة الشعوب العربية ومحاولات ترويضها وقمعها وهزمها من الداخل، لن نفهم ونحب الامريكان.. فصعب جدا تصور ذيل الكلب صحيحا! (2) أيظن: الامريكان انهم يستطيعون "ليّ" يد كوريا الشمالية، كما "لوُوا" يد العراق، فكوريا "بحق وحقيق" تمتلك السلاح النووي وتصرح وتجهر بذلك دون خوف من احد، ولديها من الصواريخ بعيدة المدى وغير التقليدية، ما يصل مداه الى نيويورك وتكساس وواشنطن والعديد العديد من المدن الامريكية فهذه قوة ردع ذرية فعالة، وهم مستعدون للحرب وللسلام، ويهددون ويفاوضون عن "جد" بثقة واعتزاز، فهذا ما تبقى للشعوب المظلومة المقهورة الفقيرة الضعيفة بعد كوبا.. كوريا الشمالية، فيا ليتني كوري شمالي!. (3) أحقاً: تجسس الامريكان و"البريطان" على أنان! أحقاً: الآن.. الآن.. وليس غدا ايها الامريكان اصبحت هيئة الامم المتحدة هيئة دولية مقبولة عندكم فقبل سنة عن اعلان الحرب العدوانية على العراق كانت هذه الهيئة عبارة عن قاعة لالقاء الخطابات الجوفاء من قبل الشعوب المتخلفة الخائفة المتخاذلة "والله الغرقان بتمسك بحبال الهوا"! أحقاً: امام الانتخابات الرئاسية الامريكية "اثبت العالم العربي بعد التحولات الخطيرة التي لحقت به منذ حرب اكتوبر، انه الساحة الوحيدة التي يستطيع فيها اي رئيس امريكي عاجز ان يحصل من اهله على اية تسهيلات يراها ضرورية لزيادة فرصه الانتخابية. وفي الوقت نفسه، فإن اسرائيل كانت تفعل العكس تماماً. فالفرص الانتخابية هي موعد استحقاقاتها الكبرى لدى الراغبين في دخول البيض الأبيض". أحقاً: ان عضو الكنيست الليكودي يحيئيل حزان لا يريد تصديق العرب حتى وهم بالقبر (اي ميتون) لذا قررت ان ابقى حيا.. وأُرزق. حتى اوافيكم في مقالة قادمة بحديث عن الحالة الثانية للبنت المدللة جداً جداً اسرائيل واستعراض وتلخيص مرور عام على انتخاب حكومة "الكوارث الشارونية". (عبلين)
يوسف حيد الجمعة 5/3/2004 |