كلمة <<الاتحاد>>
دافع جرائم الفاشيين الكراهية للعرب!

واخيرًا قبضت الشرطة على بعض افراد عصابة الارهاب اليهودي الفاشية العنصرية السرية، في حيفا، التي نفذت العديد من الجرائم الدموية من خلال وضع المتفجرات في السيارات وغيرها بهدف قتل العرب. ولم يخف بهائم الفاشية العنصرية ان دافع ارتكابهم للجرائم الدموية هو الكراهية العمياء للعرب. ولم يخف رئيس العصابة، القزم الفاشي اليران جولان الذي خدم في قسم الهندسة  في الجيش الاسرائيلي انه ووالده وضعا القنبلة في سيارة النائب عصام مخّول بهدف قتله وبالصدفة نجت زوجته من نيران التفجير. وان رئيس هذه الزمرة القومية المتطرفة اقام عصابة فاشية عنصرية سرية اطلق عليها اسم "شبكة الوحدة رقم واحد"، التي مهمتها قتل العرب لمجرد انهم عرب. كما اعترف بأن الدور للتصفية بعد النائب مخّول في قائمة الفاشيين كان معدًا لاغتيال النائب الجبهوي محمد بركة، وبعده تصفية جميع النواب العرب في الكنيست.

لقد نفذت هذه العصابة الفاشية العنصرية العديد من التفجيرات الاجرامية خلال السنوات الثلاث الماضية منها تسع مرات وضع متفجرات انفجرت في مسجد الحاج عبد الله في الحليصة الحيفاوية مما ادى الى جرح العديدين بجروح بالغة يعاني اصحابها حتى يومنا هذا من الاوجاع.

شيء حسن ان الشرطة قبضت على الفاشيين العنصريين، اليران جولان ووالده، ولكن ما نود تأكيده ان وجود ونشاط هذه العصابة الفاشية السرية في حيفا وغيرها لم ينشأ من فراغ او  على هامش رصيف طابع مسار التطور في اسرائيل. فهذه الكراهية المحقونة بالعداء للعرب لدرجة ارتكاب جريمة التصفيات والاغتيالات بدم بارد تتأصل جذور وجودها ونشاطها الوحشي في دفيئة تصعيد السياسة العدوانية الرسمية، سياسة القهر القومي والتمييز العنصري التي تمارس بشكل منهجي سافر ضد المواطنين العرب. فعصابات الفاشية العنصرية تتنفس هواءها الملوث من رئات التصريحات العنصرية للمسؤولين في السلطة الذين يعتبرون العرب همجًا وانه لا يمكن الثقة بهم وان خللا جينيًا وراثيًا وراء كراهيتهم لليهود. في ظل دفيئة تصعيد المجازر والجرائم التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي الاستيطاني ضد شعب الانتفاضة في المناطق الفلسطينية المحتلة وما يرافق هذه الاعمال الوحشية من تصعيد الدعاية المعادية للفلسطينيين والعرب وزرع الكراهية في الشارع الاسرائيلي ضد كل من ينطق بالضاد، في ظل مستنقع كهذا تنمو وتترعرع جراثيم الفاشية الارهابية العنصرية المعادية للعرب. والارهاب الفاشي العنصري ضد العرب هو ارهاب فاشي ضد الدمقراطية في نفس الوقت. وهذا ما تعكسه جرائم العصابة الارهابية في حيفا، فقد وضعوا المتفجرات  في سيارات وفي باصات وصناديق بريد يهود "اتهموا" بربط علاقات تعايش جيدة مع عرب.

ان محاربة جدية لاجتثاث جذور العصابات الفاشية العنصرية اليهودية تستدعي اولا وقبل كل شيء محاربة وتغيير السياسة الرسمية، سياسة التمييز والقهر القومي والترانسفير والاحتلال والاستيطان، تغييرًا جذريًا. ففي ظل السلام العادل والمساواة والتعايش على اساس الاحترام المتبادل والمساواة يمكن تجفيف مستنقع الفاشية العنصرية المجرمة.

("الاتحـــــــــاد")


الجمعة 5/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع