كلمة <<الاتحاد>>
<<إسترحْ وريّح>>

تدور الشبهات حول تورط رئيس الحكومة، اريئيل شارون، في قضية فساد جديدة. وهذه المرة يجري الحديث عن احتمال تورط شارون من خلال علاقته مع الحنان تننباوم العقيد المتقاعد الخاضع للتحقيق بعد عودته من الاسر في عملية تبادل الاسرى مع حزب الله اللبناني. وانه منذ سنوات السبعين تربط شارون علاقة وطيدة بوالد زوجة تننباوم، شمعون كوهين. وان كوهين هذا كانت له علاقات عمل مع شارون وغيره في عزبة "هشكميم". ويعترف كوهين انه "كان لنا مع شارون اعمال مشتركة كبيرة". والسؤال المطروح الذي يثير الشبهات حول تورط شارون هو، هل استغل كوهين علاقته بشارون لتخليص نسيبه تننباوم من أيدي  حزب الله! وهل صحيح ان شارون لا يعلم التاريخ الاسود للعقيد تننباوم تاجر المخدرات وزير النساء المزواج ورذالته بابتزاز النساء وتورطه بديون كبيرة متراكمة!؟

في رده على هذا التساؤل كان اريئيل شارون ضبابيًا في اجوبته وادعى انه لم يلتق بكوهين منذ سنوات، ولكنه اقفل فاه ولم يفسر في لقائه الاذاعي امس لماذا لم يخبر وزراءه وحكومته ويزودهم بالمعلومات عن علاقته بهذه العائلة المشبوهة.

لقد طمس اريئيل شارون من رأسه الى اخمص قدميه بتهم الفساد وتلقي الرشوة ويخضع للتحقيق في الشرطة  حول تهم مشينة كثيرة. ونحن نتذكر ان رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين، قدم استقالته من رئاسة الحكومة على قضية جنائية ارتكبتها زوجته وتعتبر هزيلة مقارنة بقضايا الفساد الشارونية. فزوجة رابين اخفت في احد بنوك امريكا حسابًا سريًا لم تكشفه امام مصلحة ضريبة الدخل. ودفع رابين الثمن الاخلاقي بتقديم استقالته. والمنطق السليم يقول انه من ناحية سياسية واخلاقيًا على اريئيل شارون المتورط بالكثير من تهم الفساد هو وولداه ان يستقيل، ان "يستريح ويُريح" الشعب والجماهير من حكمه الفاسد، فشارون فاسد سياسيًا لان حكمه وسياسته المنتهجة يجلبان الكوارث من جراء تصعيد العدوان والجرائم الهمجية التي يرتكبها الاحتلال في المناطق الفلسطينية وعرقلة اي احتمال  للتسوية السياسية. وشارون فاسد اجتماعيًا لان سياسته المنتهجة لا تنتج سوى زيادة  البطالة والفقر وتعميق فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي. وشارون فاسد اخلاقيًا لتورطه في قضايا الفساد والرشوة والتهم الكثيرة الموجهة اليه في هذا السياق. ورئيس حكومة هذا منهجه ونهجه فان بقاءه في مركز القيادة كارثة  مأساوية من الدرجة الاولى. فالمصلحة الحقيقية للشعبين في هذا الوطن المشترك، المصلحة الحقيقية لشعوب وبلدان المنطقة وتطلعها لسيادة ورفع رايات السلام العادل والمساواة والامن والاستقرار تستدعي غروب جنرال المجازر والاستيطان والورطات السوداء عن كرسي الحكم.

("الاتحــــــــــاد")


الخميس 4/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع