في سياق النقاش حول اقتراح حجب الثقة عن الحكومة والتي قدمته كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، بسبب قيام السلطات بهدم عدة بيوت في قرية البعنة والاعتداء على اهالي القرية، قال النائب محمد بركة، رئيس الكتلة، ان ايهود اولمرت، الذي وقف على منصة الكنيست واجاب على اقتراح حجب الثقة، هو انسان وقح وعديم الاخلاق، فهذه ليست المرة الاولى التي يقوم بها بالتشهير ضد المواطنين العرب وممثليهم في الكنيست، باسلوب ساقط وحقير، ويقوم بالتهجم عينيا على مواطنين غير قادرين على الرد عليه من على منصة الكنيست.
واضاف بركة ان بعد وقاحة نائب رئيس الحكومة، وقفت عضوة كنيست من الليكود ( روحاما ابراهام )، والتي تريد ان تتقدم في حزبها بواسطة علم الجينات وليس بعلوم السياسة، حيث انها وجدت طريقة جيدة لذلك، وهي ان تقوم كل اسبوع بتقديم اقتراح عنصري ضد المواطنين العرب. ولكي تعزز شرعية هدم البيوت في قرية البعنة ادعت ان اصحاب البيوت من عائلة تيتي هم اعضاء في حزب التجمع، وماذا كانت ستقول اذا اتضح ان غالبيتهم من اعضاء الجبهة وهذه هي الحقيقة !! هل كان هذا سيزيد من احتمال هدم بيوتهم او كان سيقلل الاحتمال؟! وماذا ستقول لو ان بعض ابناء العائلة ينتمون الى حزب العمل او ميرتس ؟؟؟
بمعنى آخر هل الانتماء الحزبي والتذيل للسلطة يقلل الاحتمال بان يهدم بيتك وهل الحصول على الحقوق المدنية مرهون بالولاء للحزب الحاكم ؟ اننا نرفض هذا التوجه بشكل مطلق وقاطع ونعلم ان سياسة الحكومة موجهة ضدنا جميعا وحتى رئيس بلدية الشاغور السيد احمد ذباح لم يسلم من اعتداء الشرطة.
وقال بركة موجها كلامه مباشرة الى رئيس الحكومة شارون ان الحكومة قد تلقت قبل عدة اشهر تقرير لجنة اور فيما يتعلق باحداث اكتوبر وان احد الامور التي ذكرت في التقرير هي وجوب ترتيب موضوع الخرائط الهيكلية وتنظيم البناء وبدل ان تتبنى الحكومة توصيات اللجنة قررت اقامة لجنة وزارية لتعقير التقرير وتفريغه من اي مضمون، بمشاركة وزراء اعلنوا سلفا انهم يرفضون اقامة لجنة اور، ويرفضون تقريرها. وانت تعلم ان قضية البناء غير المرخص لدى المواطنين العرب ليست هواية انما هو تعبير عن ضائقة. واريد ان اؤكد انه اذا تم تخيير المواطنين، ايا كانوا عربا او يهودا، بين حقهم فى المأوى وبين احترام قانون مبني على اساس خاطئ، فانهم سيختارون المأوى لانه حق لا يمكن التفاوض عليه.
وقال بركة ان المواطنين في قرية البعنة ابدوا استعدادهم لشراء الاراضي التي صودرت منهم قبل عشرات السنين شرط ان لا تهدم البيوت، وكانت هناك توجهات من رئيس البلدية الذي يحاول منذ ثلاثة اشهر التوصل الى حل لهذه المشكلة ولكن لا حياة لمن تنادي، اذ انه في قمة المفاوضات على ايجاد الحل تقوم السلطات بهدم البيوت والقاء قنابل الغاز على البيوت وفيها والاعتداء على اهالي القرية.
وقال بركة موجها كلامه الى شارون ثانية : انه قد حان الوقت لان تقوم حكومات اسرائيل وحكومة شارون بالتعامل مع المواطنين العرب كمواطنين وليس بعقلية الاحتلال التي تقول انه اينما تواجد العرب يجب التعامل بالقوة. واقول لك ان المواطنين العرب لا يقيمون هنا مؤقتا، وليسوا عابري طريق، ولا مرشحون للتهجير. لهذا، حان الوقت لان يقف شارون وان يتحمل رئيس الحكومة مسؤولية تنفيذ توصيات لجنة اور .
وعليه، يتوجب القيام بترتيب قضية الخرائط الهيكلية على الفور، على ضوء احتياجات المواطنين ومتطلبات الوضع الحالي.
الثلاثاء 2/3/2004