المهم ان نعمل سوياً!


*الفنانان ابراهيم ميعاري وميراف كيبربيرج في جولة عروض مسرحية في امريكا *

*انطلقت الفكرة في ايلول الماضي 2003، عندما كانا ابراهيم ميعاري وميراف كيبربيرج، في سان فرانسيسكو في الولايات التحدة في مشروع مسرحي آخر. عنده توجه اليهم من "مركز اسرائيل" هناك للاشتراك في مشروع جديد يتضمن (3) اصعدة،: الرقص، الموسيقى والمسرح، وكان من نصيب ميعاري وميراف، المسرح، والهدف من كل المشروع هو ان يكون مشتركا بين اليهود والعرب، بمعنى آخر، اظهار نوع من التعايش الممكن رغم كل ما يجري في البلاد.. اي لا بد ان يشترك في كل عمل عربي ويهودي من اسرائيل.. "ليس من المهم اذا تصارعنا في نفس العمل، المهم ان نعمل سوياً"- يقول ابراهيم ميعاري، ويضيف: "لقد اعطونا كامل الحرية في الاشياء التي نريد ان نقدمها معاً، واذا كانت هناك رقابة أو خطوط حمراء، فهذا جاء من عندنا واثناء عملية الترجمة التي قام بها المخرج هوارد ريف، مدير مسرح "تياترون هنيفش" في تل ابيب، والذي توجهنا اليه ليقوم بترجمة ما كتبناه انا وميراف، على اعتبار انه من اصل كندي ويجيد لغة اهل البلاد هناك، وقد قام بالترجمة والاعداد المسرحي والاخراج".

ويعلق ميعاري: "صحيح اننا طرحنا وجهات نظرنا، انا كعربي اسكن في هذه البلاد، وميراف كيهودية ومواطنة اسرائيلية، لكن هناك الكثير من الامور ضاعت بالترجمة، او عندما اخذنا بالحسبان كيف سينظر الينا الجمهور الامريكي".

انطلق ميعاري وميراف يوم الاحد الماضي، ليقوما بجولة عروض في جامعات سان فرانسيسكو والمنطقة، والتي يصل عددها الـ (7) عروض.. ميعاري سيستغل الفرصة ليقوم بجولة سياحية هناك، فليس في كل مرّة يستطيع الحصول على تأشيرة مرور الى امريكا، خاصة بعد التشديد الزائد عل فحص كل زائر لها، فبالصدفة كان على ابراهيم السفر قبل شهرين الى هناك، مع طاقم مركز المسرح من عكا، للمشاركة في مهرجان دولي ضمن مسرحية "حلم عربي" الا انه لم يحصل على تأشيرة دخول، هو وزميله خليل قدورة، بسبب تشابه الاسماء مع آخرون.

رغم ان العرض الذي يقدماه ميعاري وميراف، يحسب على انه "باروديا سياسية"، الى انهما في بداية العرض وبعد ان يرحبا ببعض بلغة انجليزية سليمة، يعدان الجمهور بعدم التكلم بالسياسة.. "هذا ما نعد به، ولكن هل يمكن لعربي ويهودي يتحدثان عن نفسيهما وكيف يعيشان في دولة واحدة دون التطرق للسياسة"- يتسائل ميعاري بسخرية! ويضيف: خلال العرض نقدم مقاطع قمنا بتصويرها، وهي عبارة عن رحلة داخل اسرائيل، واثناء تصويرنا في ميناء عكا التقينا بالصفة مع احد الصيادين، فاخذ يشكو عن عدم زيارة السياح للمدينة وعن مشاكل الصيادين العرب، وعندما كنا في تل ابيب دعونا العالم لزيارتها وقلنا لهم: لا تخافوا فالمطاعم كلها محمية من اجلكم.. وينتهي العرض في عملية انتحارية في مطعم "مكسيم" في حيفا، ونتحدث كلينا عن موقفنا من هذه العملية التي راح ضحيتها من الطرفين، اليهود والعرب.. اليس كل هذا سياسة؟!".

يتفق ميعاري وميراف على انهما بعد عودتهم الى البلاد، سيقومان بترجمة العرض الى العبرية، "فالعرض ملائم جداً لجمهور البلاد، وربما تعلمت ميراف العربية، فسيكون عندها العرض بلغتي"- يقول ابراهيم ميعاري.

(اسامة مصري)


الأثنين 1/3/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع