العلمانيّة ومبدأ التصالح بين الدين والدولة في الغرب

تقول إحدى الموسوعات الفلسفية الاجتماعية ان كلمة علمانية وُضعت عند العرب في أواسط القرن التاسع عشر، في مقابل (Laicisme) بالفرنسية و (Secularism) بالانكليزية. وكانت الكنيسة قد أطلقت على المؤمنين العاديين اسم (Laikas)، بينما تسمية (Clerikos) ارتبطت بالأساقفة والكهنة والرهبان، ومنها اشتقت كلمتا "Clerc" و"Clerge" في القرن الثاني عشر، وبقيت تدل على رجال الدين حتى اليوم.

ومن هنا، فإن العلماني هو الذي يعيش في العالم ولم يرفضه كالرهبان والكهنة، فالعلمانية دخلت الى الغرب في القرن العشرين، وهي مفهوم غربي، جاءت من كلمة عالَم وليس من كلمة علْم. فهي مصطلح يُطلق نسبةً الى "العَلْم" بمعنى العالَم، ويراد بها الاشاحة عن الدين، فالتسمية إذًا ليست نسبة الى "العِلم" إذ لا علاقة لها بالعِلم من قُرب أو من بُعد. ويقال للعاميّ الذي ليس باكليريكيّ "العلماني". وقد اقترح عبد الله العلايلي أن تسمى "الحِلاّنية"، وأن يوضع لضدها كلمة "الحَبْرانية" نسبةً الى "الحَبْر" وهو، العالِم، أو العالِم بتحبير الكلام، ويُراد بها البيعية المنُتسِبة الى السلك الكهنوتي.

والعلمانية وُضعت في الغرب ردًا على سلطة الدين (الكنيسة) وأخذت طابعًا جدليًا. ومفهوم العلمانية نشأ في فرنسا بوجه خاص، وتطوّر ليصبح فكرة سياسية تولّدت عن فصل الكنيسة عن الدولة. وبنتيجة هذا "الفصل" ترتّب على الكنيسة الا تمارس أي سلطة زمنية أي سياسية وصار يُعرف هذا النوع من الحكم باسم "نظام الفصل" (Re`gime de Se`paration). فالعلمانية بالاجمال هي نتاج العقل العلمي في الفلسفة، وثمرة من ثمرات العقل والعلم، في البحث عن حلول لمشكلات ومعضلات الحياة الانسانية. وكما ذكرنا فإن فكرة العلمانية قد برزت في القرن العشرين في الغرب أكثر من أي فترة سابقة من التاريخ المُسجّل أو الموثّق. والتركيز على هذا  العصر (في اللاتينية Saeculum) بدلاً من التركيز على الالهي، أصبح الارثوذكسية الحقيقية الواقعية للمؤسسة الحديثة. وفي حدّها الأدنى، فإن العلمانية (أو العلمنة بمفهومها التطبيقي) تعني إنحدار أو انحطاط  هيبة قوة المعلمين الدينيين. إنها تتضمن نهاية أو انتهاء دعم الدولة  للجهات الدينية، وكذلك نهاية التعليم الديني في المدارس الوطنية القومية، وانتهاء الاختبارات الدينية للمكاتب الحكومية الشعبية أو الحقوق المدنية، بالاضافة الى انتهاء الحماية الدستورية للعقائد والمبادئ الدينية (مثل حظر استخدام موانع الحمل)، واخيرًا انتهاء الرقابة على الأدب والعلوم وغيرها من النشاطات الفكرية التي كانت تهدف الى حراسة الدين، وبهذا أصبح الأفراد أحرارًا في الانحراف علانية عن التعاليم والمبادئ والاخلاقيات الدينية (dogmas & ethics). وفي معظم هذه المعاني، فإن العلمانية أو العلمنة تبدو مرغوبة عند الكثير من المؤمنين في الدين، تمامًا كما هي مرغوبة عند اللاأدريين (الذين يعتقدون بأنّ وجود الله وطبيعته وأصل الكون أمور لا يمكن معرفتها). وفي الولايات المتحدة الامريكية، على سبيل المثال، فإن هناك فصلا تاما بين الكنيسة والدولة، مع أن معظم الامريكان مرتبطون بكنيسةٍ أو بأخرى من الكنائس المسيحية المتعدّدة هناك. وكذلك فإن جمهورية الهند هي رسميًا دولة "علمانية" مع ان معظم الهنود من الهندوس المتدينين والمتمسكين بدينهم.

والاستناد الى ذلك، فإن مصطلح "العلمانية" قد يعني أيضًا انخفاض وانحدار ذلك الاهتمام الواسع في التقاليد الدينية، بحيث ان الهيئات والجهات الدينية لم تعد تجذب اليها كثيرًا من المؤيدين الممارسين أو أن تحوز على احترام شعبي. ولقد نما لدى فئة كبيرة من العمال الصناعيين التفكير والشك أن الدين يشكل "أفيونًا للشعوب" لاعتقادهم وقناعتهم أنه قد يبقيهم عرضة للظلم وغياب العدل الاجتماعي، وأن الدين في رأي الكثير منهم ملوم في كونه سبب ركود الحياة الريفية. وهكذا، فإن العديد من المفكّرين والمثقفين يميلون الى التحفظ، لا بل ورفض تدخل الدين في حرية الرأي والسلوك، مفضّلين الحركة الانسانية الخيريّة أي محبة الخير والتأكيد على الهموم الدنيوية (Humanism). وفي الدول الشيوعية كالاتحاد السوفييتي السابق والصين، كانت هناك محاولات رسمية نظامية لاستبعاد الدين باعتباره مضادًا للمجتمع. وفي أقصى الأمر، فإنّ العلمانية أو العلمنة قد تعني نهاية كل اهتمام في المسائل والمواقف الدينية بما فيها التصوّف والصوفية. وعلى النقيض من ذلك، فان الشيوعية وثقافة الشباب عالمية الانتشار، يبدو أنها مدينة ببعض شعبيتها الى تضمين (ولو بشكل علماني) مقوّمات دينية كالمثالية، وحدانية العقيدة والمبدأ، وتقديس وعبادة البطل. وعليه، فإن العلمنة هي عملية يفقد من خلالها التفكير، والممارسة والمؤسسات تلك الدلالة والأهمية الدينية والاجتماعية. وهذا المصطلح يستند على نظرية لبعض علماء الاجتماع، والتي تقول على إنه عندما تصبح المجتمعات صناعيّة او مصنّعة، فإن الاخلاقيات، القيم والمؤسسات تتراجع وتنهار وتفسح مجالاً لتلك العلمانية بحيث تصبح بعض السمات الدينية ممارسات علمانية عادية شائعة ومألوفة.

ومن الضروري في هذا السياق، التمييز بين مصطلحي العلمانية (Secularism) والعلمنة (ٍSecularization)، فالعلمانية نظرية أو حركة نشأت وتطوّرت في السياق التاريخي للصراع بين الكنيسة والدول القومية في اوروبا، للفصل بين الدين والدولة وحياة المجتمع من جهة، وبين مفاهيم الكنيسة والمفاهيم العلمية الحديثة عن الكون والحياة والمجتمع، من جهة اخرى، أما العلمنة، فهي التطبيق العملي لتلك النظرية في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وميل المجتمع البشري للتصرّف بمعزل واستقلال عن الدين والديني. وفي هذا الصدد، يقول الباحث الانكليزي شادويك (Chadwick) ان العملنة تعني "اللاديني"،  وهي تكتفي بنفي أي دور "للإلهي" أو "الديني" في تنظيم شؤون  المجتمع العامة، كالادارة والسياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة، والإبقاء على هذا التنظيم بشريًا بحثًا.

لقد تطوّر مفهوم العلمانية الى الدولة المدنية، وليست الدولة المعادية للدين، ولكن الدولة التي ترحّب بجميع الأديان وبالانسان غير الديني، حتى ولو كان مُلحدًا. فالهدف من العلمانية أو العلمنة هو كيفية بناء مجتمع شامل يشمل ويضم كافة الأديان. والفئات غير الدينية أيضًا. ولذلك، فإن طرح موضوع العلمنة هو امر خارج عن الدين، وليس رافضًا للدين، بل نظامًا مبنيًا على قيم دينية معينة، فمن اهداف الدين بناء مجتمع انساني فاضل، واذا كان هذا النظام الانساني العلماني كاملاً، فانه سوف يحترم الدين، ولكن لن يتقيّد بكل ما شرّعه الدين. وهذا النظام العلماني يكون نظامًا مبنيًا على احكام وضعية وليس على شرائع دينية. فالعلمانية تؤكد مبدأ الفصل بين المجتمع المدني والمجتمع الديني، أي أن الدولة ليس لها أي سلطة دينية والسلطة الدينية ليس لها أي سلطان مدني. وهذا يشير الى ان العلمانية لا تعني الالحاد، بل دولة محايدة - كدولة - بين الأديان ولا تشترط على أشخاصها الالحاد. وبعبارة أخرى، فإن العلمانية  تعني ان ما يتعلق بشؤون الحياة الدنيوية هو من اختصاص الدولة، وليس الدين اختصاص الدولة، كما ليس اختصاص الدين (الكنيسة) الشؤون الدنيوية.

يرجع معنى العلماني في الكنيسة الى المعنى القديم في قوانين الرسل حيث يعني الشخص المؤمن العادي الذي ليس كاهنًا أو أسقفًا، وأحيانًا يُطبق على المؤمن الذي ليس براهبٍ، مع ان الراهب قد يعتبر علمانيًا أو خارجًا عن العلماني، فهو طبقة بين بين، لانه اختار أن ينعزل عن العالم، وبما انه ليس بكاهن فهو علماني. ومن هنا، فإن العلماني بمفهوم الكنيسة هو المؤمن العادي، وقد يكون له دور في الكنيسة.

إن المبدأ الأساسي للعلمانية هو ان الدين له مجال، والدنيا لها مجال، أي لا يجوز ان يسيطر أحد الاثنين على الآخر، بل ان هذا الامر لديها مرفوض، وكذلك وضع أنظمة وأحكام باسم الدين هو امر مرفوض أيضًا. وعليه، فإنه لا يمكن لانسان في المجتمع العلماني أن يفرض بالقول  إن الانجيل يقول ذلك في قضيةٍ ما. فالمفهوم العلماني لذلك هو محاولة إقناع الشعب كله بان الطرح الانجيلي مثلا مفيد لكل البشر  (كتحريم القتل مثلاً). كذلك، فإن الانجيل قد منع الطلاق، ولكن لا يحق للدولة أن تمنع الطلاق. وهذا يؤكد ان فكرة العلمنة تنطوي على رفض تسلّط الدين ورجال الدين على المجتمع. كما ان من حق الملحد أن يجهر بالحاده واقناع الشعب بذلك. والفكرة هنا هي أن المجتمع للجميع، فلا يمكن لجماعة أن تفرض نفسها على الجميع باسم معتقدها.

فهذه الجماعة تحاول أن تقنع الجميع بمعتقدها، والمجتمع قد يقبل هذا المعتقد أو قد لا يقبله، وهذا شيء آخر. وهذه الفكرة مقبولة لأنها ترجع الى حق كل انسان ان يختار فلسفة حياته.

إن العلمانية تحاول أن تعالج مشكلة البحث عن حرية الانسان المعقولة، وكيفية التوفيق بين التعدّدية والحرية الدينية.
إنّ موقف العلمانية هو ذلك الموقف الذي لا ينضوي تحت سلطة الدين، وانما تركّز اهتمامها على موضوع الحرية مع الحفاظ على قيم ومبادئ فيها الشيء الكثير من الروحية والاخلاقية الدينية. وهنا تبرز علاقة المجتمع بالدولة، فإذا اعتبرنا الدولة هي صاحبة السيادة السلطوية، نجد ان الدولة العلمانية في الغرب قد تصالحت مع الدين بكونها سلطة علمانية غير قامعة، بينما نجد نماذج أخرى من الدول والمجتمعات العلمانية تكون فيها الدولة قامعة للدين أي ضد الدين.
ومن الجدير الاشارة هنا الى انه ليس هناك مجتمع خالٍ من البُعد الديني حتى في الدول والمجتمعات العلمانية كنظام قيم. وكما هو معروف فإن هناك اختلافًا في المجتمعات المتعددة، فالدولة إما ان تخوض علاقة تصادم مع هذه القيم او تدخل في علاقة تصالح، فالدول  الغربية، مثلا، حالها متنوع ومختلف في الموضوع الديني، ولكن ما يجمع بينها هو كسر سلطة الدين على المجتمع.

ومن الفرادة انه يمكن للدولة ان تستقي كل أفكارها من دين معيّن ولكن لا يمكنها ان تفرض تشريعًا من هذا الدين، فالدولة العلمانية مبنيّة على اتفاق المواطنين انطلاقًا من قيمهم، ومفاهيمهم ومعاييرهم، وهي دينية غالبًا. وعلى هذا الأساس يمكن ان تقدم الدولة مشروعًا قد يأخذ شيئًا من مبادئ اخرى، خصوصًا اذا كانت الدولة مكوّنة من بيئات مختلفة. ولذلك تقول الدولة العلمانية بانها تقبل جميع المبادئ، وتبرهن انها في صالح الانسان لانها تتبنّى نظام قيم بشرية هدفها انساني، علمًا بأن محور القيم والأخلاقيات هو الدين. ومن هذا المنطلق يتم توظيف الموقف العلماني للتصالح بين جميع الشرائع الاجتماعية، ولكن هذا التصالح لا يكون على حساب القهر الاجتماعي كضرب القيم والحرية الدينية.

إن هناك فلاسفة وضعوا نموذجًا للقيم لا علاقة له بالتنزيل أو الالهيات، وكما هو معلوم لنا، فإن منبع القيم هو الدين بالنسبة لرجل الدين، ولكن يمكننا ان نقبل القول بأن منبع القيم لا ديني، وأن يعرف الانسان المؤمن كيف يعيش مع المُلحد، فكل انسان - كما يُقال - لديه تيار إلحاد، وهناك اناس يقولون انهم وجدوا السعادة الكاملة بصرف النظر عن الدين. ومن هنا، كانت فكرة العلمانية حول كيفية ان يستطيع المواطنون والناس العيش معًا، وبناء مجتمع فاضل على قيم فلسفية مشتركة على أساس حقوق الانسان. فالدولة العلمانية في المفهوم المعاصر مبنيّة على تحقيق أحسن صورة لحقوق الانسان، ومن الأمثلة الساطعة على ذلك موضوع الإعدام، فالحياة في نظر الكثيرين هي من حق الله، وليست من سلطة الانسان في حرمان الآخرين منها، ومن هنا جاءت المعارضة لحكم الاعدام في العديد من دول العالم والمجتمعات الانسانية حفاظًا على حقوق الانسان ومصلحته.

إن الدولة العلمانية تشدّد على أنه لا يمكن خرق قوانين الدولة والمجتمع باسم الدين، وهذا الأمر مقبول في كل الدول العلمانية، ولكن هناك حق الاعتراض الضميري كرفض الحرب مثلا، وعليه تسعى الدولة العلمانية الى ايجاد حلول لمثل هذه الأمور دون مخالفة قوانين الدولة. ومراعاة القوانين هو واجب في كافة الشرائع الدينية، ففي المسيحية مثلا يتوجب هذا الأمر وفقًا لما جاء في الانجيل: "أعط ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". واستنادًا لذلك، يمكن للانسان أن يعيش في مجتمعات علمانية، متصالحًا معها، مهما كانت معتقداته، ومع ان الله فوق الجميع، فإن بعض الفلاسفة العلمانيين وغيرهم في الغرب يقولون ان تصورات الله راجعة للانسان، وفي نظرهم انه لا يمكن أن يقال  إن أحكام الدين فوق سيادة القانون، بل على الانسان ان يوفّق بين الايمان الديني والتشريع إذا شعر ان هناك تناقضًا بينهما.
خلاصة:

مما سبق، يتضح أن العلمنة بمعناها الشامل فلسفة تنطوي على محاولة لادراك معنى العالم المادي بوصفه معقولاً، وعلى امكانية إداركه، وبالتالي تغييره دون حاجة للقوى الفوقية والسماوية، والدينية. وتعتبر الماركسية والليبرالية من أهم فلسفات العلمنة، وجزءًا جوهريًا من كل تحولاتها وخياراتها المتاحة امام المجتمعات الحديثة. فالعلمنة لا تعني الالحاد او المادية، بل إبعاد الدين عن ميدان تنظيم المجتمع الانساني وشؤونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على ان يُحفظ له دوره الأساسي في المجالين الروحي والأخلاقي. وفي أوروبا، حيث نشأت العلمانية نجد ان تياراتها الفكرية والفلسفية تنضوي تحت تيارين متضادين، هما المادية والمثالية. فالمادية بمعناها الفلسفي هي النزعة القائلة بأن كل ما هو موجود مادي، أو يعتمد كلية في وجوده على المادة. وهذا الرأي يشمل القضية الميتافيزيقية العامة التي مؤداها انه لا وجود لغير نوع واحد أساسي من الواقع، وهذا النوع مادي. اما المثالثة فيختلف معناها الفلسفي اختلافًا تامًا عن معناها الشائع حين يراد بها أن تشير الى الأهداف الاخلاقية السامية. وبينما استخدم الفلاسفة هذه اللفظة في بعض الأحيان لتشمل كافة الآراء التي تجعل أساس الكون روحيًا في نهاية الامر، فإن هذه اللفظة تعني عادة (في مقابل الواقعية) نظرية تذهب الى ان الأشياء الطبيعية لا يمكن ان يكون  لها وجود بمعزلٍ عن ذهن يعيها. ومهما يكن من امر، فإن احد فلاسفة التيار المثالي هو عمانوئيل كنط كان يعتقد ان هناك حجة أخلاقية يمكن أن تبرهن على وجود الله، وان لم تتسم بيقين أو وضوح نظريين، ولكنها كافية لتبرير العقيدة. وقد كان معتقدًا بموضوعية القانون الأخلاقي، ودلّل على أن القانون الأخلاقي يأمرنا بأن نسعى الى تحقيق المثل العليا، تلك المثل التي لا يمكن ان تتحقق الا إذا كنا خالدين، والا اذا خضع العالم لما فيه تحقيق القانون الأخلاقي، ذلك القانون الذي لا يمكن تصوره الا باعتباره مخلوقًا ومحكومًا بكائن يتصف بالقدرة المطلقة وبالخير المطلق. وقد اشتهر من اتباع المادية كل من فولتير وماركس وداروين وهكسلي، ومن روّاد المثالية كل من ديكارت وكنط وهيغل، وجميع أتباع هذين  التيارين علمانيون.

(كفرياسيف)


دراسة: د. منير توما
السبت 28/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع