ارتكبت قوات حكومة الكوارث اليمينية الشارونية صباح امس الخميس جريمة حرب جديدة ضد الناس الابرياء من الفلسطينيين المدنيين والمتضامنين معهم من قوى السلام الاسرائيلية. و"الدافع" لارتكاب الجريمة الجديدة ان اهالي قرية "بيت اجزا" الواقعة شمال غرب القدس خرجوا بمئاتهم للاعتصام على تراب اراضيهم احتجاجًا على مشروع الاحتلال مصادرتها وبناء جدار العزل العنصري عليها، ولحماية ارض الآباء والاجداد ومصدر معيشتهم من لصوص الاحتلال الاستيطاني الغاشم.
لقد استعمل اهالي بيت اجزا حقهم الانساني الاولي بالاعتصام سلميا دفاعًا عن الارض والوطن وبتضامن قوى سلام اسرائيلية مناهضة لبناء الجدار الابرتهايدي معهم. وبعيدًا عن كل القيم الانسانية والاعراف الدولية والقانون الدولي وخاصة وثيقة جنيف الرابعة قام جنود الاحتلال الاسرائيلي بعدوان همجي دموي على المعتصمين المسالمين حيث اطلقوا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية على المحتجين وطاردوا المتفرقين بهدف القتل عمدًا، الامر الذي أدى الى استشهاد الشابين الفلسطينيين زكريا محمود عيد ومحمد فضل ريان وجرح اكثر من خمسين فلسطينيا من الشباب والشيوخ والاطفال، جروح بعضهم بالغة جدًا.
ان سقوط شهيدي مناهضة بناء جدار العزل العنصري اثبات آخر ينسف جميع ادعاءات المحتل الاسرائيلي بأن بناء الجدار جاء لحماية الأمن الاسرائيلي. فجريمة الحرب الدموية ضد أهل بيت اجزا وسهولة ضغط جنود الاحتلال على الزناد يؤكد حقيقة ان هدف المحتل أبعد ما يكون عن حماية الأمن الاسرائيلي الذي لا يمكن ضمانه الا بضمان الأمن الفلسطيني وبتسوية سياسية تقر بالحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني. جريمة الحرب التي ارتكبها همج الاحتلال تعكس حقيقة ان هدف حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم اليمينية من وراء بناء الجدار العنصري مصادرة الأمن الفلسطيني ومصادرة الارض الفلسطينية ومصادرة الاستقلال الوطني في اطار دولة سيادية وليس دولة كانتونات مشوهة ومقطعة الأوصال والتواصل الاقليمي.
نامل ان يكون قد وصل الى مسامع هيئة القضاة في المحكمة الدولية تفاصيل ما عملت ايدي القتلة المجرمين في بيت اجزا وان يأخذوا هذا بعين الاعتبار حتى ينطقوا عدلاً ويقرروا في توصياتهم الى الامم المتحدة بان بناء جدار العزل العنصري جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني والانسانية.
اما نحن هنا في اسرائيل ومن مختلف القوى اليهودية والعربية المناهضة للاحتلال والاستيطان وبناء الجدار الابرتهايدي فإن مهمتنا الأساسية هنا في اسرائيل تصعيد الكفاح ضد حكومة الجرائم والدماء اليمينية وضد بناء الجدار، وتصعيد العمليات التضامنية مع نضال الفلسطينيين ضحايا جريمة بناء جدار العزل العنصري. فاستنكار جريمة الحرب الجديدة لوحده لا يكفي بل يجب ان يكون ممهورًا باجراءات كفاحية سياسية جماهيرية تصعيدية لوقف بناء الجدار ولزوال الاحتلال الاستيطاني.
("الاتحـــــــــاد")
الجمعة 27/2/2004