كلمة <<الاتحاد>>
يهدمون ويُجرمون في بعنة الشاغور

لم يمض أقل من يوم واحد على تصريح  رئيس الحكومة، اريئيل شارون، في كفرقاسم بأنه يؤمن بامكانية العيش المشترك بين اليهود والعرب. وان المواطنين العرب جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسرائيلي حتى نسف بجرائم قوات سلطته القمعية في البعنة الشاغورية تصريحه واقواله. ففي صبيحة امس الاربعاء، تذكر اهالي البعنة احداث نكبة عام 48 عندما حاصرت قوات "الهجانا" القرية  وسدت جميع مداخلها واحتلت حاراتها بهدف الاذلال والترحيل. وهذا ما حدث امس، إذ قامت فرقة كبيرة من قوات الشرطة وحرس الحدود يبلغ تعدادها اكثر من الفي راجل وخيّال يتسلحون بالعصي والأسلحة وتتقدمهم سيارة كبيرة مزودة بخراطيم المياه وأربعة بلدوزرات جاءت لتنفيذ جريمة هدم خمسة بيوت تعود لعائلات يوسف جمال تيتي وعرفات تيتي ولابناء المرحوم جميل شوباش تيتي. ولم يتورعوا عن الاعتداء على الاهالي الذين حاولوا منع الهدم بالعصي وبالقنابل المسيلة للدموع. ولم يكتفوا بذلك وبهدم البيوت بل اقتلعوا اشجار الزيتون المحيطة بالمكان وتقدموا لاقتحام حرمة البيوت في مختلف شوارع وساحات القرية والاعتداء الآثم على الرجال والشباب والنساء والاطفال، ولم ينجُ من عصي عدوانهم حتى رئيس بلدية الشاغور أحمد ذباح  والعديد من وجهاء البعنة ودير الأسد. وقد استبسل الاهالي في الدفاع عن كرامتهم وعن محاولات  قوات القمع السلطوية اذلالهم "وتلقينهم" درسًا الامر الذي أدى الى جرح واعتقال الكثيرين من اهالي القرية.

إن لجوء السلطة الى هدم البيوت في البعنة القائمة على ارض بعناوية أبا عن جد، وتحت يافطة البناء غير المرخص، تندرج في اطار السياسة العنصرية الحكومية المعادية للعرب والتي تستهدف مصادرة حق العرب في الارض والوطن والمواطنة الكاملة. ومن هذا المنظور فاننا نعتبر الجريمة بهدم البيوت البعناوية جريمة بحق كل الجماهير العربية. ولهذا، فعند انتشار خبر جريمة الهدم سريعًا ما تنادت وحضرت الوفود التضامنية من مجد الكروم ودير الاسد وغيرهما  ورئيس لجنة المتابعة شوقي خطيب وسكرتير الجبهة عودة بشارات والنائب الجبهوي عصام مخّول ومحرر "الاتحاد" للتعبير عن استنكارها للجريمة ووقوفها الى جانب الضحايا من اهالي البعنة.

ان الرد على هذه الجريمة السلطوية يستدعي اولا تضافر جهود جميع اهل الخير والحق ماديًا ومعنويًا لاعادة بناء البيوت المهدومة ظلمًا. كما يستدعي ثانيًا وحدة جميع الأهل في  الشاغور وبين جماهيرنا ولجانها القطرية ونواب الكنيست وانصار العدل والحق والمساواة من القوى الدمقراطية اليهودية لتصعيد الكفاح السياسي الجماهيري وعلى مختلف الصعد البرلمانية والاعلامية وحتى الدولية لكبح جماح ودفن سياسة هدم البيوت العربية. فالدفاع عن حقنا بالمسكن جزء لا يتجزأ من حقنا الشرعي في هذا الوطن المشترك، حقنا بالبقاء والتطور بمساواة وبكرامة. و"الاتحاد" معكم دائمًا يا اهلنا في البعنة. فقضيتكم قضيتنا ايضًا.

("الاتحـــــــــــــاد")


الخميس 26/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع