العنصرية الفاشية المعادية للعرب وللفلسطينيين وصلت الى درجة سافرة منفلتة العقال في ظل سياسة حكومة الاحتلال الاستيطاني والاجرام اليمينية الشارونية المنتهجة. فأمس الثلاثاء جرى في الكنيست احياء الذكرى السنوية السادسة والعشرين لتفجير الباص على شارع الشاطئ، وفي كلمته بهذه المناسبة كشف نائب وزير "الامن" الليكودي زئيف بويم عن هُويته العنصرية السافرة المعادية للعرب وللفلسطينيين وللمسلمين التي تعيد الى الاذهان توجهات ومواقف وتفوهات عنصرية فاشية اطلقها في حينه النازيون والفاشيون ضد اليهود والساميين قبل وابان الحرب العالمية الثانية.
فبلغة العنصريين الفاشيين قال بويم ما يلي "على ظاهرة الارهاب الصعبة الممارس ضد الابرياء تسأل اسئلة كثيرة: ماذا يدفع المتطرفين المسلمين للنشاط بهذه الطريقة؟ هل هذا من منطلق ديني، خلل جيني (وراثي)؟ ثقافي؟"!! وردد وراءه عواء ذئاب العنصرية الفاشية، رئيس لوبي اوباش المستوطنين في الكنيست، عضو الكنيست الليكودي يحيئيل حزان الذي قال عن العرب ان قتل اليهود لديهم "مزروع في دمائهم، فقتل اليهود لديهم هو عمل يمارس بصورة طبيعية. وهذا هو مدلول العبارة انه يجب عدم الثقة بالعرب"!!
ان هذا التوجه العنصري السافر الذي يتهم العرب عامة والفلسطينيين خاصة كمجموع، كقومية وكأمة كقتلة بالدم على خلفية خلل وراثي وتخلف ثقافي موروثين يعكس مدى التدهور الفاشي العنصري الذي يكشر عن انيابه السامة المفترسة ضد العرب والدمقراطية. ولا تخرج من اطار هذا السياق الفاشي العنصري المعادي للعرب وللدمقراطية الهجمة التحريضية الهستيرية الحكومية والاعلامية ومن قوى اليمين والاستيطان ضد مشاركة النواب العرب، بركة والطيبي وبشارة، وبعض قوى السلام اليهودية الاسرائيلية من رافضي الخدمة في الجيش ومن مناهضي بناء جدار العزل العنصري، في النشاطات السياسية - الجماهيرية ضد الاحتلال والجدار في لاهاي وفي وقت بحث المحكمة الدولية قضية الجدار. عواء يميني فاشي وعنصري لا يتحمل وجود قوى معارضة لسياسة الحكومة الاجرامية تمارس حقها الدمقراطي الاولي في التعبير عن موقفها ورأيها. عواء وصل الى أروقة الكنيست، فنائب رئيس "الشاباك" السابق، جدعون عزرا، الذي أصبح وزيرًا، انفلت امس الثلاثاء في الكنيست، بهجوم تحريضي ضد النائب الجبهوي عصام مخّول لانه اطلق على الجدار العنصري "جدار الشر" متهمًا اياه بأنه يقف ورفاقه الى جانب "الارهابيين".
ان صيانة الدمقراطية من جراثيم الفاشية العنصري تستدعي اقالة نائب الوزير زئيف بويم ورفع الحصانة عن نائب المستوطنين حزان لتقديمهما الى المحاكمة والعدالة بتهمة العنصرية السافرة ووفقًا لقانون محاربة العنصرية الذي أقرته الكنيست. ولعل أكثر ما يصون الدمقراطية من انياب ذئاب الفاشية العنصرية تصعيد الكفاح المشترك اليهودي العربي للتخلص بأسرع ما يمكن من حكم اليمين.
("الاتحــــــــــاد")
الأربعاء 25/2/2004