*حشد من المخرجين والعاملين الفلسطينيين في مجال السينما * افتتاح بفيلمين قديمين، واحتفاء بالمخرج التشيلي الذي تعود جذوره الى بيت ساحور، ميغيل ليتين*

حيفا - مكتب "الاتحاد" - في تظاهرة ثقافية فنية حاشدة يلتقي عدد كبير من المخرجين والممثلين والنقاد والأكاديميين والمنتجين السينمائيين الفلسطينيين، والمهتمين بالشأن السينمائي الفلسطيني، في افتتاح مهرجان الفيلم الفلسطيني "أحلام أمة" في 26 شباط الجاري، في رام الله وغزة والناصرة والقدس.

وسيفتتح المهرجان الذي تقيمه مؤسسة "يبوس" للإنتاج الفني بالشراكة مع مشروع "أحلام أمة" على شرف المخرجين الفلسطينيين حيث سيحضر اكثر من 25 مخرجا منهم: مصطفى ابو علي وان ماري جاسر وهاني ابو اسعد ومحمد بكري ونزار حسن وعلا طبري وصبحي زبيدي وعلياء ارصغلي وسليم ضو وحنا الياس وندى اليسير وايهاب سلطي وعبد السلام شحادة، في حين لن يتمكن مخرجون آخرون من الحضور، مثل ايليا سليمان ورشيد مشهراوي وعمر القطان وجاكلين سلوم وليلى صنصور وهيام عباس وآخرين.

بين الروائي والوثائقي

يعرض في المهرجان 36 فيلما روائيا ووثائقيا، طويلا وقصيرا، تم اختيارها من قبل لجنة خاصة اعتمدت على معايير معينة، وهي تقول انها غطت مساحات شاسعة من الأفلام ولكنها لا تستطيع الإحاطة بجميع الأفلام في مهرجان واحد، رغم المحاولات التي بذلتها.

وسيفتتح المهرجان بفيلمين فلسطينيين قديمين، أولهما الفيلم الوثائقي "ليس لهم وجود" للمخرج مصطفى أبو علي الذي أنتجته مؤسسة السينما الفلسطينية في العام 1974. وأبو علي هو من أوائل المخرجين الفلسطينيين الذين ركزوا على القضية الفلسطينية في أفلامهم، حيث اخرج في العام 1968 فيلم "لا للحل السلمي"، وفي 1971 فيلم" بالروح بالدم"، وفي 1972 فيلم" عدوان صهيوني"، وفي 1973 فيلم" مشاهد من الاحتلال في غزة".

  أما الفيلم الثاني الذي سيفتتح به المهرجان فهو الفيلم الروائي "عائد الى حيفا" عن قصة غسان كنفاني للمخرج قاسم حول الذي أشرفت على إنتاجه مؤسسة "الأرض" الفلسطينية. ورغم ان المخرج قاسم حول عراقي الأصل إلا ان الكثيرين كانوا يظنون انه فلسطيني وكانوا يسمونه في الصحافة "المخرج الفلسطيني"، وقد تم إنتاج هذا الفيلم بإمكانات فقيرة ومتواضعة جدا، وتطوع اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي نهر البارد والبداوي بإمكانياتهم وممتلكاتهم وأثاثهم وملابسهم القديمة من اجل إنتاج الفيلم.

ليتين يعود الى فلسطين

 وسيكون ضيف شرف المهرجان المخرج التشيلي  الفلسطيني الأصل ميغيل ليتين الذي سيشارك بفيلمه "ضبع نهويلتورو" الذي أنتجه في تشيلي عام 1969. ليتين من مواليد عام 1942 في تشيلي من عائلة فلسطينية من بيت ساحور  تدعى عائلة اليتيم . ويعتبر من اشهر مخرجي أمريكا اللاتينية. بدأ العمل في السينما اعتبارا من 1965 وانتج فيلمه الأول " ضبع نهويلتورو" في العام 1969.  له 17 فيلما شاركت خمسة منها في مهرجان "كان" الدولي في باريس، وآخر أفلامه هو "ارض النار" الذي أنتجه عام  2000.

في العام 1985 عاد ميغيل ليتين الى تشيلي لمناهضة النظام العسكري الديكتاتوري، وقد تاثر الروائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز بسيرته الذاتية فاستلهمها في كتاب خاص يتحدث عن التجربة المثيرة للمخرج. 

يستضيف المهرجان فيلم ميغيل ليتين "ضبع نهويلتورو"، الذي يعتبر من اكثر الأفلام مشاهدةً في تاريخ السينما التشيلية. وهو يوثق برهافة وابداع معاناة الطبقات المسحوقة في تشيلي والظلم الاجتماعي السائد هناك في ظل سيطرة الطغمة الحاكمة، ويحكي  قصة مزارع تشيلي فقير يقتل زوجته وأطفاله وهو مخمور.

ليتين أخرج أول أفلامه التي تتناول القضية الفلسطينية بعنوان " السجل الفلسطيني"، ووضع مؤخرا اللمسات الأخيرة لفيلم بعنوان "القمر الأخير" يركز على المهاجرين الفلسطينيين المقيمين في تشيلي. وقد أصر ليتين على تصوير الفيلم في فلسطين بعدد قليل من أعضاء طاقم الإنتاج، ويقول: "كان من الممكن ان أقوم بتصوير هذه اللقطات في تشيلي وكتابة النص هناك، لكن المعايشة المباشرة والحميمية لحالة المجابهة والدفاع عن قيمة الحرية والحياة من قبل الفلسطينيين تستحق ان نكون بينهم ومعهم... ان واحدا من أهم أهداف السينما هو الدفاع عن الحياة، والذي يعتبر المهمة اليومية الخاصة للشعب الفلسطيني".