كلمة <<الاتحاد>>
العالم ضد الاحتلال وجداره العنصري

اعتادت حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية والمنظمة الصهيونية العالمية أن يخلطوا الأوراق بين مفهومي الدولة والحكومة وذلك بهدف الدفاع عن السياسة الاجرامية العدوانية الحكومية واتهام منتقديها باللاسامية والعداء لكيان دولة اسرائيل. فأمس الاثنين ومع بدء اعمال محكمة العدل الدولية في لاهاي حول بناء جدار العزل العنصري الذي يقيمه المحتل الاسرائيلي على الارض الفلسطينية عنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صفحتها الرابعة وبالبنط العريض الكبير "العالم ضد اسرائيل" !! وذلك للايحاء بأن المحاكمة الجارية في لاهاي التي تقاطع اسرائيل المشاركة المباشرة فيها لا تعدو كونها "لاسامية" في توجهها وان توصياتها المرتقبة معروفة مسبقًا بمدلولها المعادي الذي سيدين ويؤكد عدم شرعية بناء جدار العزل العنصري بصفته بندوقًا غير شرعي لاحتلال غير شرعي.

وتضمن الخبر تصريحات لمسؤولين اسرائيليين عادوا لتكرير اسطوانة التضليل والاكاذيب. فعلي سبيل المثال يؤكد وزير الخارجية في حكومة شارون اليمينية، سلفان شالوم، في تقرير قدمه الى الوزراء ان الاستراتيجية الاعلامية لاسرائيل الرسمية مبنية على الترويج لـ "اننا في هاج (المحكمة الدولية) ليس للحديث عن الجدار، بل للحديث عن الارهاب، وحتى يفهم العالم ما هو السبب الأساسي والوحيد الذي دفعنا الى بناء الجدار"!! ورئيس الحكومة، اريئيل شارون، يهدد أن أية ادانة من المحكمة الدولية لبناء الجدار تعني نسف "خارطة الطريق"!! وكأنه لم يخمد انفاس خارطة الطريق ببناء جدار العزل العنصري وخطة "فك الارتباط" من طرف واحد.

ان شالوم وشارون وغيرهما من ابواق الدعاية الحكومية يلجأون الى قلب الحقائق والتضليل بهدف اخفاء جرائمهم الممارسة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه الشرعية. فالاحتلال هو الارهاب بعينه، وبوجوده وما يمارسه وعصابات مستوطنيه من جرائم حرب في المناطق المحتلة ينتعش في مستنقعه الآسن  العديد من مظاهر الارهاب والفاشية ووقوع الضحايا الابرياء من الفلسطينيين والاسرائيليين. وبناء جدار العزل العنصري لم يكن دافعه ابدًا حماية امن الاسرائيليين، بل دافعه الاول والاخير خدمة المخطط الاستراتيجي العدواني لتكريس الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد برنامج شارون الاستيطاني بتقطيع اوصال الوحدة  الاقليمية للضفة بواسطة هذا الجدار، وبشكل يمكنه من ضم اكثر من نصف اراضي الضفة تحت السيادة الاسرائيلية. ومظاهرات الاحتجاج والغضب التي انطلقت بألوفها المؤلفة في مدن وقرى ومخيمات المناطق الفلسطينية المحتلة في "اليوم الوطني" امس، في ابو ديس ورام الله والخليل وقلقيلية وجنين ولا سلام ولا امن مع بقاء الاحتلال وجداره جاثمين على صدر الارض الفلسطينية  المحتلة. وما نأمله ان تنصف المحكمة الدولية الحق الفلسطيني المشروع وتدين الاحتلال وجداره العنصري.

("الاتحــــــــــــاد")


الثلاثاء 24/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع