رسومات ومنحوتات في بيروت عن الأسرى المحررين


بيروت - الوكالات- احتفاء بالاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية أقام الفنان اللبناني شربل فارس معرضا حمل عنوان "النحت رسما" في قصر الاونيسكو في بيروت.

المعرض الذي جاء بدعوة من المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ضمن سلسلة النشاطات الثقافية في ذكرى مرور 40 عاما على تأسيسه أتى حصيلة أكثر من 20 عاما من الرسم والنحت ومواكبة لقضية حمل همها أو كما قال فارس "واجب اليوم أن أتحرر منها".

يرتكز المعرض على وحدة متكاملة لها علاقة بالاحتلال الاسرائيلي ومقاومته والتحرير وتحرير الاسرى. لكن فارس يقول انه يجزىء هذه الوحدة الى أربع مراحل "الاولى هي الاجتياح الاسرائيلي لبيروت والمقاومة في وجه هذا الاحتلال والقصف والملاجىء ومعظم هذه الرسومات واللوحات قدمت في رزنامات وافيشات ووزعت في لبنان والخارج.
"من ضمن هذه المرحلة أرشيف صحفي من رسومات وكتابات تعود الى عام 1982 حتى 1990 كنت قد كتبتها ورسمتها ونشرت في صحف لبنانية وهي عملية رصد لمحطات أساسية للمقاومة وفيها كتابات منها شعرية ووجدانية تستوحي هذه المحطات والرسومات المرافقة."

والمرحلة الثانية هي مرحلة الانتفاضة في فلسطين حيث رسم لوحات عن بيت لحم ولوحة "تحية الى ناجي العلي" رسام الكاريكاتور الفلسطيني الراحل حيث يبدو "حنظلة" وهو رمز الرجل العربي الذي اعتمده ناجي العلي في كل أعماله كالمسيح المصلوب.

وتناول شربل فارس في مرحلته الثالثة قضية العولمة وهيمنتها على العالم حيث بدت في احدى لوحاته المرأة المشوهة التي ترضع من ثدي واحد وحولها مجموعة من النساء المعارضات للعولمة اتخذن جميعهن شكل حرف النون.

أما المرحلة الرابعة فهي "أما وقد تركوا الحصان وحيدا" التي قال انه استوحاها كجواب على تمني الشاعر محمود درويش في ديوانه "لا تتركوا الحصان وحيدا" فرسم مجموعة أحصنة من دون خيال ومن دون فارس.

وتوسط المعرض مجموعة من المنحوتات التي هي دراسات لانصاب كبيرة الى جانب مشهد أسير يجلس على كرسي التعذيب وقد ذوب التعذيب جسده اضافة الى مشهد "قبر الشهيد" الذي علاه جمجمة حقيقية عثر عليها الفنان في أحد المغاور اللبنانية.

وهناك صور لمشاريع تعنى بالاسرى منها تحويل معتقل الخيام الى متحف. ومن المشاريع المعروضة أيضا "متحف الجنوب" وهو عبارة عن منحوتة تحمل اسم "حمامة السلام" تتحول الى مبنى خاص برعاية تأهيل الاسرى في بلدة الهبارية في جنوب لبنان وهذا العمل تبنته جمعية بلجيكية.

وشربل فارس من مواليد صربا في جنوب لبنان عام 1952 ومنذ عام 1973 أقام أكثر من 15 معرضا فرديا في لبنان والخارج اضافة الى معرض حمل عنوان "نهوض المقاومة الوطنية" عام 1985 تنقل في عدة مدن وقرى لبنانية.
ويعتبر فارس من أكثر الفنانين اللبنانيين الذين واكبوا في رسوماتهم ومنحوتاتهم قضية الاسرى والمقاومة والتحرير. وقال لرويترز "انها ليست قصة احتفالية بقدر ما هي مسيرة جاء موعد عرضها لانني أريد أن أتحرر من هذا المعرض الذي أحمله منذ نحو عشرين سنة."


الأثنين 16/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع