كلمة <<الاتحاد>>
سياسة مهينة للمسنين

يجري في مختلف بلدان الدنيا العمل على توفير حتى لو الحد الادنى من الاستقرار المعيشي للمسنين المتقاعدين وذلك لضمان قضاء ما تبقى لهم من شيخوختهم وحياتهم المديدة بهداة بال وبظروف الحفاظ على كرامتهم الانسانية. اما في اسرائيل فإن من المعالم البارزة لتدهور الاوضاع الاجتماعية في ظل حكومة الكوارث اليمينية وسياستها الممارسة الاوضاع المأساوية المزرية  التي يواجهها الجمهور الكبير من المسنين اليهود والعرب، اوضاع الفقر والمجاعة والضائقة  الاقتصادية الاجتماعية.

لقد نشرت وسائل الاعلام المختلفة امس الاربعاء تقريرًا تم اعداده في معهد "بروكديل" التابع لمنظمة "جوينت" الصهيونية تعكس معطياته الصارخة حالة الفقر والمجاعة التي يعاني منها المسنون في اسرائيل، الذين يبلغ عددهم ستمائة واربعين ألف مسنة ومسن. فوفقًا لهذا التقرير فإن كل خامس مسن في اسرائيل يعاني من المجاعة، وان 64% من المسنين الجياع يضطرون الى التنازل عن وجبات  الطعام حتى يوفروا الدفع مقابل ادوية او خدمات اخرى، وان كل مسن ثالث يعاني من البرد في الشتاء لانه لا يمتلك النقود لتوفير التدفئة في البيت، وان عشرين في المئة من المسنين يتنازلون عن مهاتفة الاولاد والاقرباء والامتناع عن زيارتهم وذلك بسبب عدم توفر النقود لدفع فاتورة حساب الكهرباء والهاتف ومقابل تذاكر السفر في المواصلات العامة او الخاصة. ويورد التقرير معطيات مأساوية عن عجز نسبة كبيرة محترمة من المسنين تمويل احتياجات علاجية ضرورية وملحة، فكل مسن خامس يعاني من مشاكل في الرؤية ولا يستطيع معالجة عيونه و12% من المسنين لا يستطيعون معالجة مشكلة حاسة السمع واكثر من خُمس المسنين لا يجد النقود لمعالجة المشاكل في اسنانهم.

لقد شاءت الصدف ان تنشر معطيات هذا التقرير، امس الاربعاء - في نفس الوقت  الذي كان يرتكب فيه جنود هولاكو الاحتلال مجزرة دموية همجية جديدة، جريمة حرب جديدة في قطاع غزة، اوقعت الكثير من الضحايا الابرياء بين قتلى وجرحى. وتزامن هذين الحدثين، المعطيات عن الجرائم اجتماعيًا واحتلاليًا يعكس من حيث المدلول السياسي حقيقة الهوية السياسية والاجتماعية لحكومة الكوارث اليمينية الشارونية الملطخة بدماء وبمعاناة الشعب العربي الفلسطيني وبالفئات الاجتماعية المسحوقة من الفقراء والجياع وذوي الضائقة الاقتصادية والاجتماعية. والحقيقة هي ان حكومة شارون - موفاز - نتنياهو تشن الحرب العدوانية على مختلف الجبهات في آن واحد، الحرب ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية والحرب ضد العاملين والعاطلين عن العمل، والحرب ضد الفقراء والمحتاجين من مستلمي مخصصات التأمين الوطني، من الاطفال وحتى المسنين. ولهذا فإن مصلحة الشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، مصلحة جميع ضحايا سياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء الحكومية، تصعيد الكفاح المشترك، وباوسع وحدة صف يهودية - عربية، عربية - يهودية، ضد سياسة حكومة الاحتلال والاستيطان والافقار ومن اجل السلام العادل والعدالة الاجتماعية.

("الاتحـــــــــــاد")


الخميس 12/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع