الكنيست تناقش فضيحة <<القوائم السوداء>>:
(( قصة فضيحة معروفة سلفًا! ))


* النائب عصام مخّول: التدهور الفاشي والسيطرة المخابراتية على السياسة والمجتمع يحدث بأسرع مما كنا نتوقع! *

حيفا - مكتب "الاتحاد" - قصة "القوائم السوداء" والملاحقة السياسية الشاباكية ضد نشطاء اليسار ونشطاء السلام في اسرائيل، هي "قصة فضيحة معروفة مسبقًا". - هذا ما قاله النائب عصام مخّول في اطار مناقشته في الكنيست للفضيحة التي نشرها التقرير المفصل في ملحق "هآرتس" الاسبوع الماضي، حول "القوائم السوداء" المتوفرة لدى "الشاباك" وأذرعه الامنية لملاحقة نشيطي السلام.

وأضاف مخّول: ان موضوع الملاحقات المخابراتية لنشطاء اليسار والوطنيين التقدميين العرب في اسرائيل ليست ظاهرة جديدة. بل هي ظاهرة جرت الاشارة اليها غير مرة من على منصة الكنيست دون ان تلقى آذانًا صاغية. وظاهرة التحقيقات والتفتيشات والملاحقة المهينة والوقحة التي يتعرض لها المسافرون العرب عبر مطار بن غوريون، لم تهز احدًا في الماضي، فأخذت تطال المسافرين اليهود،  النشطاء في تنظيمات السلام واليسار على أنواعها.. وقال مخّول: حين مرت الملاحقة المخابراتية للعرب بتفهم المجتمع الاسرائيلي باتت القضية قضية وقت فقط لتنال هذه الملاحقة المخابراتية ذاتها من اليهود المعارضين والتقدميين ودعاة السلام،  وكل من لا يوافق على برنامج ونهج الحكومة الاسرائيلية.

وقال: "ان هذا التدهور الاخلاقي والدمقراطي والانساني، يصبح أشد خطرًا في ظل الافلاس المطبق والازمة الخانقة التي  يواجهها الحكم في اسرائيل اليوم. فهذه الحكومة التي فشلت في اثبات نفسها في القضية الامنية، وفي المواجهة السياسية، وفي المأزق الاجتماعي الاقتصادي، خلقت البنية التحتية للفاشية وتفشيها في شتى مجالات الحياة. وأضاف مخّول "ان هذا الحكم يصبح أشد خطرًا بمدى تخبطه في أزمته الشاملة، حتى بات يشكل خطرًا مخابراتيًا على الحريات الدمقراطية والحريات السياسية وحرية التعبير، وحرية الكلمة.

وأشار مخّول الى تورط رئيس الحكومة شارون والقائم بأعماله اولمرت بدعوة رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، جبر أبو كف، في الاسبوع الماضي، في محاولة لارهابه لئلا يتجرأ على مقاومة مشاريع تهويد النقب، ومن ثم قيام مسؤولي "الشاباك" باستدعاء أبو كف وانذاره أيضًا. وقال: ان التدهور الفاشي، والسيطرة المخابراتية على السياسة والمجتمع يحدث بأسرع ما كنا نتوقع.

وانهى مخّول نقاشه مستشهدًا بالقس الألماني مارتين نيملر الذي كان قائد غواصة المانية في الحرب العالمية الاولى، ثم تم رسمه قسًا بروتستانتيًا وداعية سلام، فألقى به النازيون في معسكر  تركيز، وقد اوصى بان يكتب على ضريحه ما يلي:
"عندما أخذوا الشيوعيين الى معسكرات التركيز التزمت الصمت. فأنا لم أكن شيوعيًا، وعندما أخذوا الاشتراكيين الدمقراطيين، التزمت الصمت ايضًا. فأنا لم أكن اشتراكيًا دمقراطيًا. وعندما أخذوا النقابيين لم أقم بأي احتجاج، فأنا لم أكن نقابيًا.. وعندما جاؤوا ليأخذوني لم يكن هناك من يقدر على الاحتجاج"... وعلى ذلك - انهى مخّول - فانني اوجه ندائي هذا الى اولئك الذين لم يخضعوا بعد للتحقيق، فربما  يتعلمون دروس التاريخ.


الجمعة 6/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع