كلمة <<الاتحاد>>
نحن مواطنون ولسنا رهائن يا شارون؟

كشفت صحيفة "معاريب" امس وامس الاول، تفاصيل قديمة وجديدة عن مؤامرة تنسج خيوطها في الدهاليز المعتمة منذ ثلاث سنوات، من أيام حكومة الوحدة الكارثية برئاسة شارون الليكود وشمعون بيرس من حزب "العمل". وجوهر ومدلول المؤامرة التخلص من مئات الوف من المواطنين العرب في اسرائيل عن طريق مبادلة مناطق آهلة، بالسكان العرب بضمها الى الدولة الفلسطينية العتيدة بكتل استيطانية يجري ضمها تحت السيادة الاسرائيلية الاقليمية والسياسية. والحديث يجري عن منطقة ام الفحم ووادي عارة كشكل من اشكال الترانسفير يجري تجسيده في اطار تسوية سياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية او في اطار خطة "فك الارتباط" الشارونية احادية الجانب، اي بشكل قسري.

يقول شارون بشكل سافر "اذا نفذنا تبادل مناطق، لماذا ننقل مناطق فارغة عندما يكون بالامكان نقل مناطق مع سكان عرب"!! وان شارون يفحص من ناحية قانونية  تنفيذ هذه الجريمة. ولا يخفي شارون والاوساط المقربة منه ان وراء تنفيذ هذه الجريمة ينشد العنصريون  تحقيق هدفين أساسيين، الاول: تحسين وضع الموازنة السكانية (الديموغرافية) لصالح اليهود بعد افراغ البلاد من مئات الوف العرب. والثاني:  الحصول على اراضي ذات جودة عالية وافضل يجري ضمها من الارض الفلسطينية المحتلة الى اسرائيل مقابل المناطق التي "تتنازل" عنها للكيان الفلسطيني العتيد!!.

ما نود تأكيده لشارون ولجميع العنصريين الترانسفيريين اننا لسنا رهائن في وطننا الذي نحن أهله الاصليون، ونحن مواطنون ولسنا ابدًا دخلاء ومغتصبين  كما هي حال المستوطنين الذين زرعهم الاحتلال في مستنقع احتلاله على ارض الغير المغتصبة. انه عدوان سافر على حق المواطنة وعلى حقوق الانسان العربي في وطنه. واذا كان بناء جدار العزل العنصري الذي يقيمه المحتل يعتبر جريمة حرب في العرف القانوني الدولي فإن جريمة الترانسفير لمناطق عربية يصادر من اهلها حق المواطنة جريمة حرب مضاعفة تستدعي محاكمة منفذيها أمام العدالة في المحكمة الدولية كمجرمي حرب. "فيا موفاز ويا شارون هذا وطننا ونحن هون". وكما افشلنا العديد من المخططات السلطوية  السوداء ضد جماهيرنا فاننا على يقين بأن وحدة الصف الكفاحية لجماهيرنا وبتضامن انصار حق المواطن والانسان في بلادنا والعالم كفيلة بدفن هذه المؤامرة الجديدة، وستبقى ام الفحم والقرى المجاورة لها الى ابد الآبدين درة في صدر هذا الوطن رضي العنصريون بذلك ام ستمائة عمرهم ما رضوا.

("الاتحــــــــاد")


الخميس 5/2/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع