كلمة <<الاتحاد>>
كل عام والجميع بألف خير

يصادف بعد غد، الاحد، عيد الأضحى المبارك. وننتهز هذه المناسبة، التي من المفروض ان تكون سعيدة وتسود البهجة قلوب الناس، لنتقدم الى جماهير شعبنا، الى جميع المسلمين والى جميع بنات وابناء الطائفة العربية الدرزية المعروفية، والى قراء "الاتحاد" وموزعيها والعاملين فيها باحر التهاني وأحلى التمنيات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.

وكما في السنة الماضية والسنوات التي سبقتها فإن يد الشر والجريمة تصادر البهجة  من الصدور قبل بزوغ فجر العيد المبارك وتحرم الكثيرين حتى من معايدة "كل عام وانتم بخير". فعشية عيد الأضحى المبارك قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب مجزرة دموية رهيبة ضد المدنيين في غزة هاشم، وكان الرد على الجريمة بارتكاب جريمة مقابلة لها، بتفجير باص في القدس كانت نتيجته عشرات من القتلى والجرحى من المدنيين الابرياء. اننا إذ ندين قتل المدنيين من الناس الابرياء، من الفلسطينيين والاسرائيليين، نعود ونؤكد، كما أكدنا دائمًا ان الاحتلال ومواصلته مصدر الآلام والجرائم ويتحمل المسؤولية الاولى والاساسية عن كل نقطة دم تراق، ان كانت من الشرايين العربية الفلسطينية ام من الشرايين اليهودية الاسرائيلية. فحقيقة هي ان الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي، وبشكل أكبر بما لا يقاس الشعب الفلسطيني، يعانيان من مواصلة الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي وجرائمه الهمجية الممارسة في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وفي الوقت الذي تغمر فيه الفرحة عائلات الاسرى المحررين بفعل اتفاقية تبادل الاسرى بين حكومة اسرائيل وحزب الله، فإن الحزن والحرقة بفراق الغيّاب قسرًا، من  آلاف المعتقلين والاسرى الفلسطينيين، الذين يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي، سيخيمان على البيوت والعائلات الفلسطينية، على شعب قدم تضحيات تفوق طاقة البشر مهرًا لحريته واستقلاله الوطني. فهل سيتذوق طعم عيد الأضحى من تذوق المر يوميًا بغياب الزوج او الابن او الاخ؟ وكيف ستستقبل بهجة عيد عائلات الشهداء الثكلى، وأي  حلاوة عيد يمكن ان تكون لأم او عائلة قصفت اجله قبل الميعاد رصاص أذرع القمع والقتل والجريمة الاحتلالية؟!

اننا على ثقة بانه لن تكون اي بهجة لعيد او اي فرحة ما دام الاحتلال جاثمًا على صدر وأرض الشعب الفلسطيني الاصيل. ورسالتنا في هذا العيد موجهة الى كل من تجري في شرايينه دماء الانسانية ان ينهض ويقوم بدوره المتواضع لازاحة الغبن اللاحق بالشعب الفلسطيني. كما نضم صوتنا الى جميع الاصوات الخيّرة بمناشدة جماهيرنا بتكثيف عمليات ونشاطات الاغاثة لمساعدة شعب يواجه حصار الجوع والموت الذي يفرضه المحتل. ورغم كل شيء كل عام والجميع بألف خير.

("الاتحــــــــــــاد")


الجمعة 30/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع