* الكتاب من تأليف الباحثين د. مصطفى كبها ود. نمر سرحان *

حيفا - مكتب "الاتحاد" - عن "دار الشروق" للنشر في رام الله صدر حديثًا كتاب بعنوان "بلاد الروحة في فترة الانتداب البريطاني، السنديانة نموذجًا" من تأليف الباحثين د. مصطفى كبها ود. نمر سرحان.
ويحمل هذا الكتاب قيمة واهمية علمية متميزة لكونه يشكل مرجعًا أكاديميًا للباحثين في مجال التاريخ الفلسطيني الحديث، ولجميع المهتمين في القضية الفلسطينية. فقد اعتمد الباحثان المنهج العلمي في صياغة الكتاب، الذي يحتوي على كم هائل من المصادر التاريخية الهامة والنادرة، والشهادات الشفوية. وما يميز المنهج العلمي لهذا الكتاب هو تطوير أسلوب الدمج المتميز بين الذاكرة الجماعية والرواية التاريخية الشفوية. وهذا هو ما يميز المدرسة التاريخية "للتأريخ الشفوي" التي بدأت  تتبلور ملامحها في العقد الاخير. ويعتبر الباحث د. مصطفى كبها أحد رواد هذه المدرسة.وهذا الكتاب (يقع في 304 صفحات من الحجم المتوسط) هو الكتاب الثالث من سلسلة التأريخ الشفوي التي صدرت حتى اليوم من قبل المؤلفين. فقد سبق وان أصدرا كتابين، الاول تناول السيرة الذاتية لقائد ثورة 1936 عبد الرحيم الحاج محمد والثاني تناول السيرة الذاتية لقاضي الثورة، بشير ابراهيم.
ويتناول الكتاب الذي بين أيدينا تاريخ منطقة هامة من المناطق الفلسطينية لم تاخذ حقها كما يجب من قبل الباحثين الفلسطينيين السابقين، لكونها - على الأغلب - منطقة ريفية كان جل اهتمام سكانها هو السعي لكسب الرزق اليومي والعمل في زراعة الارض. والسبب الثاني هو موقعها الجغرافي حيث لم تشمل هذه المنطقة أية مدينة فلسطينية، مما جعل المؤرخين والباحثين يهملون المناطق الريفية والتركيز في الأبحاث على المنطقة الوسطى التي تشمل المدن الفلسطينية الرئيسية مثل القدس يافا ونابلس. والمنطقة الساحلية الشمالية التي تشمل حيفا وعكا، والتي شهدت الاحداث الهامة في تاريخ فلسطين الحديث.
ويتناول الكتاب، بشكل تفصيلي دقيق، منطقة الروحة في فترة الانتداب، مستعرضًا جميع قراها ألـ-33، بحيث يتعرض لكل قرية وقرية من ناحية: الموقع، التسمية، السكان  ومعيشتهم، القرية خلال الثورة، الاراضي ومرحلة النكبة او التهجير عام 1948. وقد أبرز الباحثان بشكل  خاص العلاقات اليهودية - العربية التي تميزت بحسن الجوار بين القرية العربية أبو زريق والمستوطنة اليهودية "هزوريع".
ومن اللافت للنظر ان اسماء بعض القرى في المنطقة هي تكرار لأسماء قرى اخرى في البلاد، مثل قرية دالية الروحة، والريحانية.
أما الجانب الاهم في الكتاب فهو تاريخ قرية "السنديانة" والذي يستحوذ على الجزء الاكبر من مساحة الكتاب حيث يتحول هذا الفصل الى قصة دراما حقيقية، لكون د. نمر سرحان ولد وعاش في هذه القرية حيث يستعرض ذكريات أحد عشر عاما في السنديانة من 11/6/1937 وحتى  25/4/1948.
وقد اعتمد المؤلفان في صياغة هذا الفصل على مخطوط تاريخي نادر جدا لأحد أبناء القرية  الذين تشردوا كتبها سعيد الجانم. وقعت هذه المخطوطة في اربعة دفاتر صغيرة، ودفترين مجلدين. ويذكر المؤلف أهمية ما جاء في المخطوط ليحفظ مادة علمية قيمة عن التاريخ الشفوي للسنديانة  والروحة. ولو توفر مثل هذا المخطوط في قرى عربية اخرى مهجرة لكان بالامكان كتابة تاريخ القرى العربية بشكل أكثر دقة وتفصيلا.
وفي هذا الفصل يتطرق د. نمر سرحان الى وصف مشاعره عندما عاد الى السنديانة بعد نحو  خمسين عاما وكيف وجدها بعد هذ الفترة من الزمن باحثًا عن مكان بيته المندثر بين ركام  الحجارة المتناثرة هنا وهناك.
أسماء القرى في منطقة الروحة كما وردت في الكتاب:
1 - ابو زريق 2 - الغبية التحتى 3 - النغنغية 4 - الغبية الفوقا 5 - المنسية 6 - اللجون 7 -  بياضة 8 - المشيرفة 9 - مصمص 10 - عين ابراهيم 11 - جعارة 12 - ريحانية 13 - دالية  الروحة 14 - ام الدفوف 15 - البيار 16 البطيمات 17 - خبيزة 18 - ام الشوف 19 - قنير 20 - كفرقرع 21 - صبارين 22 - خربة المنشية 23 - زمارين 24 - السنديانة 25 - ابريكة 26 - المراح 27 - الصفصافة 28 - البرج 29 - ام العلق 30 - كبارة 31 - الكفرين 32 - عارة 33 - ابو شوشة.
* سليم سليمان *
(محاضر في الجامعة المفتوحة - تل ابيب)