كلمة <<الاتحاد>>
الحماية لشعب يواجه المجازر

علّقنا في افتتاحية عدد الأمس من "الاتحاد" وتحت عنوان من "يرفض الهدنة" عن اجتماع الوفد المصري رفيع المستوى مع الرئيس ياسر عرفات بخصوص التوصل الى هدنة جديدة توقف نزيف دم الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وتهيء الظروف لاستئناف المفاوضات السياسية. واكدنا في سياق التعليق ان حكومة الكوارث اليمينية لا يؤتمن جانبها ولا يمكن ضمان التزامها  بوقف نار جرائم عدوانها الآثم. ولم تمض حتى 24 ساعة على كتابة هذا التعليق حتى كان رد حكومة الاحتلال والدماء اليمينية على الترتيبات التي اتفق عليها وزير الخارجية المصري، احمد ماهر ورئيس المخابرات عمر سليمان  مع ابو عمار لضبط الوضع الامني، سريعًا  ومخضبًا بدماء الابرياء الفلسطينيين. كان رد حكومة شارون - موفاز - يعلون رسالة واضحة المعالم مضمونها ومدلولها السياسي ان لا تراجع عن التصعيد الاحتلالي  الهمجي ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية. فأمس صباحًا قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب جريمة حرب جديدة في مدينة غزة هاشم. فقد قامت دبابات ومجنزرات  قوات الاحتلال بالتوغل  داخل الاحياء المدنية في غزة مرتكبة مجزرة دموية كان ضحيتها تسعة شهداء من بينهم  الاطفال والنساء، والرجال من المدنيين الابرياء، وأربعة شهداء من العاملين في الاراضي الزراعية  في الشيخ عجلين، كما جرح عدد كبير من المواطنين المدنيين المسالمين والابرياء. وما تقشعر له الابدان الانسانية انه ووفقًا لمصدر طبي من غرفة العمليات المركزية التابعة لوزارة الصحة في السلطة  الوطنية الفلسطينية، ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعدمت خمسة مواطنين فلسطينيين كانوا يعملون في احدى الورش الصناعية بدم بارد وبوحشية بهيمية.

اننا نحمل المجتمع الدولي، هيئة الشرعية الدولية واللجنة الرباعية (الكوارتيت) المسؤولية الكبيرة على سكوتهم وتقاعسهم وعدم التحرك الجدي للجم عربدة المحتل الدموية وفي وقت  يواجه فيه المواطنون المدنيون الفلسطينيون  المجازر الدموية وجرائم الحرب التي تمارسها اذرع القمع والموت والتدمير الاحتلالية. ان مسؤولية هذه المصادر المذكورة، مسؤولية الانظمة العربية والجامعة العربية الضغط الجدي لتوفير حماية دولية، قوات دولية، لضمان امن الشعب الفلسطيني وحمايته من بطش ومجازر وجرائم قوات هولاكو الاحتلال وعصابات ووحوش المستوطنين. فبدون تدخل دولي حاسم لردع ذئاب الاحتلال المفترسة واجبارهم على وقف نزيف عدوانهم فانه لا يمكن ضمان لا أمن الشعب الفلسطيني ولا الامن والاستقرار في المنطقة. وضع ينذر بمخاطر مأساوية مرتقبة، فما رأيكم يا سادة الانظمة العربية ويا حضرة وزير الخارجية المصري؟ وأين هو دوركم يا قوى السلام والدمقراطية وحق الشعوب في الحرية في مواجهة ما يرتكبه الاحتلال من جرائم ضد شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله الوطني؟

("الاتحــــــــاد")


الخميس 29/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع