<<جائزة إسرائيل>> في النحت للفنان يغئال توماركين
توماركين: وضعوني في آخر القائمة، بسبب لساني الطويل

حيفا- مكتب "الإتحاد"- " دائما أصاب بالمفاجأة عندما يفعلون شيئا جيدا، لأن ثمة سياسة بمحاصرتي وتضييق الخناق عليّ" - هذا ما قاله النحـّات الإسرائيلي المعروف يغئال توماركين، تعقيبا على قرار منحه "جائزة إسرائيل" في النحت لهذا العام.
وردا على السؤال عما إذا كان سيتسلم الجائزة أم لا، قال توماركين: " سوف أتسلمها، بالتأكيد. فأنا أعتقد بأنه إذا كان في إسرائيل ثمة نحـّات يستحق هذه الجائزة فهو أنا، وليس اليوم فقط، بل منذ سنوات السبعين. وهذا أمر مأساوي جدا أن أكون مضطرا لتمجيد أعمالي أنا. لقد وضعوني في آخر القائمة، فقط بسبب لساني الطويل"‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.
 وكانت وزيرة المعارف والثقافة، ليمور ليفنات، قد ابلغت توماركين، أمس الأول الإثنين، بقرار لجنة التحكيم إختياره هو لمنحه "جائزة إسرائيل" في النحت لهذا العام.
 وقالت لجنة التحكيم، في حيثيات قرارها : " إن مخزون التعبير الفني لدى توماركين غني جدا ومنوّع. إنه متمكن، بقوة، من تقنيات فنية مختلفة، كما أنه من رواد التجديد  ومن الطلائعيين في الفن الإسرائيلي. نتاجاته الفنية معروضة في مواقع عامة عديدة، في البلاد وفي العالم". وقد تشكلت لجنة التحكيم من: بروفيسور أبراهام رونين ( رئيسا)، بروفيسور جون بيل ود. استر ليفنغر.
وأعاد توماركين إلى الأذهان حقيقة أن المرة الأولى التي تم فيها ترشيحه لجائزة إسرائيل كانت في العام 1974، حين نصب تمثاله المعروف باسم "احداث" في جامعة تل أبيب. وأضاف : " كل واحد يحصل على ما يستحقه، مع الوقت"‍.
وفور الإعلان عن قرار اللجنة منح جائزة إسرائيل، هذا العام، ليغئال توماركين، دعا رئيس حركة "شاس"، عضو الكنيست إيلي يشاي، إلى "إعادة النظر في هذا القرار"، على خلفية تصريحاته التي كان قال فيها "عندما ترى الحريديم تعرف لماذا وقعت الكارثة اليهودية"‍. وقال يشاي : " إن منح الجائزة لفنان العنصرية يشكل مسا بمشاعر قطاعات واسعة في الدولة وإهانة للإنسان الفرد"‍‍‍‍‍.

*تأثر ببرتولد بريخت*

ولد يغئال توماركين في العام 1933 في مدينة دريزدن الألمانية لأب كان يمتهن الإخراج والتمثيل المسرحيين. هاجر إلى إسرائيل مع والديه وهو في السنة الثانية من عمره، واستقرت العائلة في مدينة تل أبيب. وفي العام 1955، سافر إلى ألمانيا حيث درس الديكور المسرحي وعمل فيه في مسرح برتولد بريخت. ثم انتقل إلى باريس، في العام 1958، حيث أمضى سنتين في العمل المسرحي.
 وفي العام 1961 عاد توماركين إلى البلاد واستقر في منطقة النقب، حيث أبدع لغة جديدة في النحت بقطع الأسلحة وكان النحات الإسرائيلي الأول الذي ينصب تماثيل في الصحراء. وفي سنوات السبعين، سافر توماركين إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ النحت بالكرتون والزجاج. وفي سنوات الثمانين، وبوحي من المدن المقسمة مثل برلين والقدس وبيروت، نحت توماركين تماثيل مصنوعة من جزئين. وإلى جانب النحت، عمل توماركين أيضا في التصميم الجرافي وتصميم المنصات. وقد صرح، ذات مرة، بأنه تأثر كثيرا بإبداعات برتولد بريخت.

*"الإبن العاق" في الفن الإسرائيلي*

بدءا من العام 1964، إتجه  توماركين إلى الإحتجاج السياسي من خلال أعماله الفنية، فصنع من قطع الأسلحة تماثيل وجسّد العلاقة بين الإنسان وبين الأرض. وقد أطلق عليه، مرات عديدة، لقب "الإبن العاق" في الفن الإسرائيلي بسبب تصريحاته السياسية والإجتماعية وعلى خلفية تماثيله المثيرة للجدل. ففي اعقاب العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967، مثلا، قدم بضعة أعمال فنية عبر من خلالها عن الإحتجاج الشديد والرفض لعسكرة المجتمع الإسرائيلي كما سخر في بعضها من شخصية "الجندي البطل".
قد اثار توماركين العديد من العواصف الجماهيرية في إسرائيل، كان أبرزها عندما أحضر خنزيرا ملفعا بثياب الصلاة اليهودية إلى "ساحة ملوك إسرائيل" في تل أبيب تعبيرا عن الإحتجاج على المستوطنات وممارسات المستوطنين. وفي العام 1998، حاز على "جائزة زوسمان" عن أعماله الفنية في موضوع المحرقة اليهودية، لكن منحه الجائزة قد ألغي تحت ضغط الإحتجاجات ضده.
هذا، وأكد توماركين أنه سيتسلم "جائزة إسرائيل"، خلافا للفنان موشي غرشوني الذي رفض تسلمها العام الماضي، لأنه رفض مصافحة وزيرة المعارف ليمور ليفنات. ومع ذلك، أكد توماركين أنه يتوقع تقديم التماسات إلى المحكمة العليا ضد قرار منحه "جائزة إسرائيل" وللمطالبة بعدم منحه إياها.


الأربعاء 28/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع