كلمة <<الاتحاد>>
ألحريّة لجميع أسرى الحرية

نأمل ان لا تجري أية عرقلة لتنفيذ اتفاقية تبادل الاسرى بين حكومة اسرائيل وحزب الله اللبناني التي تمت من خلال الوسيط الالماني، وان يطلق سراح الاسرى ويعودوا الى احضان عائلاتهم، الى امهاتهم وزوجاتهم واولادهم والى شعبهم بعد غياب طال انتظاره. ولا نخفي حقيقة أنه مع مشاركتنا فرح كل ام وكل زوجة وكل ابن وابنة ينتظرون تقبيل واحتضان من صبروا على فراقهم اكثر من صبر ايوب فإن فرحتنا غير تامة، يشوبها الحزن الدفين، وممزوجة بالالم الصارخ. فكيف تكون  بهجتنا عارمة وفي وقت لا يزال يقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي الآلاف من اسرى الحرية الفلسطينيين والعشرات من المعتقلين والاسرى من مواطني الدولة العربي وغيرهم. كيف يمكن ان تكون فرحتنا تامة وشعب بأكمله في المناطق المحتلة الفلسطينية والسورية، يقبع في غياهب سجن جماعي كبير ورهيب، ويواجه في المناطق الفلسطينية  يوميًا جرائم المحتل من قتل وتدمير وتزويد سجون ومعتقلات الاحتلال يوميًا بالعشرات من سجناء ومعتقلي واسرى الحرية، الذين "جريمتهم" الأساسية رفض ومقاومة الوجود الاحتلالي والمطالبة بحق الانسان الاولي والشرعي بالحرية والسيادة الوطنية والسلام  العادل في ظل دفيئة دولة مستقلة يمارس فيها حياته بشكل طبيعي كباقي شعوب المعمورة. كيف تكون فرحتنا متكاملة وفي وقت يمارس فيه المحتل الاسرائيلي بناء جدار عزل عنصري ابرتهايدي يحّول فيه عشرات الوف الفلسطينيين من المناطق المحتلة الى اسرى  ومعتقلين في معسكرات اعتقال (غيتوات) على شاكلة جزر معزولة، كنتونات معزولة عن محيطها الفلسطيني تطوّق رقبتها أنشطة عزل استيطانية من جدران واسلاك الكترونية شائكة وطرق التفافية ومستوطنات  سرطانية.
منذ بداية الاحتلال وممارساته الاجرامية التي تجسدت بمختلف اشكال العقوبات  الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ومنها الاعتقالات الجماعية للشباب والشيوخ والاطفال والنساء، رفعنا سوية مع جميع انصار السلام العادل، مع جميع المناضلين لاطلاق سراح المعتقلين والاسرى السياسيين من مقاومي الاحتلال، مع مختلف جمعيات انصار السجين، رفعنا على الساحة النضالية السياسية - الجماهيرية شعار "الحرية لسجناء وأسرى الحرية". واليوم، وبعد أن أصبح اكيدًا تقريبًا اتمام تنفيذ الصفقة بين اسرائيل وحزب الله بتبادل اطلاق سراح الاسرى، فإنه  مع ترحيبنا بما اُنجز فإننا نأمل ان تؤلف هذه الخطوة رافعة جديدة في المعركة الجماهيرية - السياسية  في بلادنا وخارجها لاطلاق سراح جميع اسرى الحرية الذين يعانون في سجون الاحتلال الاسرائيلي. ان تكون منطلقًا جديدًا في المعركة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، مصدر كل  الشرور والآلام والمعاناة - ولانجاز التسوية السياسية العادلة التي تضمن للشعب العربي الفلسطيني حقه الشرعي بالتخلص من قيود الاحتلال  وبناء دولته السيادية المستقلة وكتابة تاريخ ابنائه الاشاوس الذين دفعوا المهر الغالي  دمًا وعرقًا ومعاناة في السجون ولم يحنوا هاماتهم  هامة شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله.

("الاتحــــــــــاد")


الأثنين 26/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع