في اقتراح حول جدار الفصل العنصري،النائب محمد بركة:
تحوّل أشدّ المعارضين للجدار إلى مؤيدين متحمسين تكشف حقيقة وأبعاد المؤامرة الترانسفيرية

حيفا- مكتب "الاتحاد"- "هذا الجدار الفاصل ليس الا جدار أبرتهايد وعداوة وهوجدار عنصري. فقد زعموا في البداية بأنه جدار أمني،لكن سرعان ما تكشفت حقيقة كونه أداة استعمارية وتهجيرية مجرمة"- هذا ما قاله النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، في مستهل النقاش الذي أجرته الكنيست، أمس الأول الأربعاء، حول الاقتراح العاجل الذي قدمه إليها.
واضاف بركة ان هناك اكثر من 400.000 فلسطيني سيتم سجنهم بين هذا الجدار العنصري وبين "الخط الاخضر"، أي ان 20 % من  الفلسطينيين سيكونون في سجن بدون أية إمكانية للوصول الى إلى الضفة الغربية أو إلى إسرائيل،علاوة على عدم تمكنهم من الوصول الى المدارس والمستشفيات والاسواق والخدمات العامة.
واعطى بركة مثالا على جرائم هذاالجدار  فقال انه في المقطع الذي يبنى بين قرية سالم بالقرب من جنين وبين مدينة قلقيلية ستكون هناك 17 قرية معزولة تماما عن الضفة وعن اسرائيل وسيعيش سكان هذه القرى في جيتو. وهذا بالإضافة إلى مصادرة 12.000 دونم من الاراضي وقلع أكثر من 100.000 شجرة مثمرة، من بينها 60.000 شجرة زيتون تشكل  مصدر رزق لآلاف من المواطنين، وبالاضافة إلى طمر عشرات آبار المياه التي تستعمل للشرب وللري. وبمعنى آخر، فان حياة مئات العائلات قد دمرت  نتيجة لهذا المقطع.
وأشار بركة الى انه كان من المفروض، في البداية، ان يكلف هذا المخطط لاقامة الجدار مليار وربع المليار شيكل، لكنه يكلف اليوم سبعة مليارات شيكل قابلة للزيادة. وهذا كله يعني أن هذا الجدار ليس امنيا، وإنما هدفه الساسي هو تحويل حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين الى جحيم لإرغامهم على الرحيل والنزوح الى الشرق. وليس صدفة ما صرح به وزير الخارجية الاردني من أن هذا الجدار يهدد أمن الاردن "لأنه سيؤدي الى نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين الى الاردن".
وأكد بركة إن مؤامرة الترانسفير، التي تزحف ببطء، تتكشف يوميا. وفي هذا الإطار، يجب الانتباه الى ان شارون ومؤيديه من المستوطنين قد تحولوا من معارضين لهذا الجدار الى مؤيدين متحمسين له، لأنهم اكتشفوا العنصر الاستعماري المتجذر في هذا المشروع العنصري، هذا الجدار الذي  ينسف أي أفق سياسي ويمنع إمكانية الإنفصال الى دولتين، هذا الجدار الذي يخلق وضعا مواتيا لتكريس الاحتلال والمواجهة، الأمر الذي يضر ليس بالفلسطينيين وحدهم، وانما ايضا بامكانيات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين على المدى البعيد.
الجمعة 23/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع