مخّول مخاطبًا حكومة اليمين:
سفيركم يهاجم <<عملا فنياً فيه دم>> وحكومتكم تغرقنا في بحرٍ من الدماء!


حيفا - مكتب "الاتحاد" - خلال نقاش الهيئة العامة للكنيست تحت العنوان " إحتجاج سفيرنا في السويد على المعروضة الفنية التي تمدح منتحرة "، قال النائب مخّول : إن صياغة العنوان مغالطة، لأنني لم أطرح بحث موضوع " تصرف سفيرنا في السويد ..."، لأن سفيراً يتصرف بهذا الشكل ليس سفيري ولا يمثلني إنما يخجلني! وحذرّ مخّول من ظاهره تسييس التعامل مع الفن بشكل فظ، مؤكدًا أن حرية الإبداع لدى الفنان ليست موضوعاً قابلاً للتفاوض مع أحد ، وليست موضوعاً للإبتزاز من قبل حكومة إسرائيل.
واستذكر مخّول محاولة وزيرة المعارف منع منح  جائزة للموسيقار والملحن دانيئيل بيرنباوم لأنه زار رام الله وبسبب موقفه السياسي من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأضاف مخّول : نحن نحيا واقعاً فيه هروباً إلى ظلام اللوم والإتهامات باللاسامية تجاه إسرائيلي يهودي في السويد، والذي يمثل موقفاً مغايراً لحكومة إسرائيل يرى من خلاله العالم من زاوية أخرى.
وأضاف مخّول: أعتقد أننا نعيش اليوم واقعاً يدعونا للتحذير من هذه الحكومة ومن هذا الائتلاف الحكومي الذي يدحرجنا يوماً بعد يوم في منحدرٍ يوقعنا في ثقافة "حرق الكتب" .
وأضاف مخّول: المعروضة ليست فاشية بل فنية وبالإمكان مناقشتها والإختلاف بالرأي حول تعبيرها، ولكن المساس بالمعروضة الفنية وتخريبها هي عملية بدون شك غير ثقافية وغير أخلاقية وهي بعينها عملية فاشية .
وأضاف مخّول : بدلاُ من مهاجمة واقع الموت والدم الذي خلقتموه من حول هذين الشعبين على هذه الأرض، برئاسة حكومة شارون السفاحة، تقومون بتخريب المعروضة الفنية التي فيها تعبيرٌ عن الدم ، والتي يحق لكم معارضتها والإختلاف بالرأي حول تعبيرها وجمالها، ولكن ليس لكم الحق في تخريبها على الاطلاق! فبدلا من أن تكرهوا فناً فيه دماً عليكم أن تكرهوا واقعاً خلقتم فيه بحراً من الدماء! مشكلتكم أنكم لا زلتم تعيشون في مغارة أفلاطون وترون فقط ظلال الأمور وليس ماهيتها! وأضاف مخّول : تخيلوا أن كل واحدٍ منا يتجول في متاحف إسرائيل ويقوم بتخريب كل معروضة فنية تمس بشعوره ولا تعبر عن مواقفه! إلى أين سنصل بعد ذلك؟! وما هي خطوطنا الحمراء للمساس بالثقافة؟!

وأضاف مخّول: نحن نتحدث عن فنان ورسام من دعاة السلام، فهو ملتزم أولاً بالحل السلمي بين الطرفين، بإمكاننا تقييم عمله الفني ولكن لا يحق لنا اتهامه باللاسامية والفاشية.
وأنهى مخّول قائلاً : علينا أن نسبح إلى شاطئ الأمان لننجو من بحر الموت والدم والدموع الذي تغرقوننا فيه.


الجمعة 23/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع