عبّر الاهالي في القرى المشمولة قسرًا في مخطط الدمج السلطوي، يركا وابوسنان وجولس ويانوح - جث، بمختلف الوسائل عن رفضهم لقانون الدمج الجائر وعن التمسك بالهوية التاريخية الحضارية المستقلة لكل قرية. ففي القرى المذكورة تألفت لجان شعبية، ومن مختلف هويات الانتماء، بهدف العمل على توحيد الاهالي في المعركة لالغاء الدمج.

وفي قريتي يانوح وجولس عبّر الاهالي بصورة جماعية عن مقاطعتهم لانتخابات تثبيت الدمج في اطار مدينة "جايا" او "مدينة القرى الخمس". وفي يركا وابوسنان فان الانتخابات فرضت على العديد من القرى المناضلة ضد الدمج بسبب رفض بعض القوى مقاطعة الانتخابات. والتزمت هذه القرى المناهضة للدمج، ومنها الجبهة والحزب الشيوعي، بمواصلة المعركة ضد الدمج وبتعاون وتنسيق مع اللجان الشعبية ضد الدمج.

ونظمت القوى المناضلة ضد الدمج مظاهرتين في القدس امام بناية رئاسة الحكومة واجهتها السلطة وأذرعها القمعية بالعدوان الآثم. وجرت اتصالات مع وزير الداخلية ولجنة الداخلية ونواب كنيست بهدف اقناع وتجنيد الصعيد الرسمي لفك الدمج وان هذه المؤامرة لن تمر.

واقتنعت بعض الاوساط المعارضة للدمج وعن حسن نيّة بأنه لا حاجة مؤقتًا للنضال الشعبي وتنظيم المظاهرات والفعاليات الجماهيرية طالما ان القضية مطروحة على جدول الكنيست بشكل قوانين تعديلية لالغاء وتعديل قانون الدمج بشكل يحرر قرانا المذكورة من قيوده. وانه يجب بذل كل الجهود باتجاه اقناع الجهات الرسمية بفك الدمج والعمل لتجنيد اكثرية اعضاء كنيست من مختلف القوى  لتعديل قانون الدمج!

وقد أثبتت كل التجارب في مواجهة قوانين جائرة، ومن اجل الغائها او تعديلها، انه لا يمكن النجاح وتحقيق الهدف المنشود اعتمادًا على وسيلة احادية الجانب، اعتمادًا على "حسن نية" السلطة، بل انه لجعل هذه الوسيلة ناجعة واكثر تأثيرًا لا مفر من "تغذيتها" بتصعيد الكفاح الجماهيري المنظم، بمشاركة الالوف المؤلفة من اهالي القرى وقادتها وقواها السياسية والاجتماعية في المعركة لفك الدمج. وهذا ما توصلت اليه اللجان الشعبية ضد الدمج بعد ركود في النشاط الجماهيري دام اكثر من شهر ونيف. فبمبادرة اللجان الشعبية التي بلورت برنامجًا للكفاح الشعبي فانه من المتوقع ان يعقد غدًا السبت في مقام سيدنا الخضر عليه السلام تظاهرة شعبية بمشاركة جماهيرية واسعة من رجال دين افاضل من مختلف هويات الانتماء ومن ناشطين سياسيين واجتماعيين وعمال واعضاء سلطة محلية ورؤساء سلطات محلية سابقين وغيرهم لاداء قسم الاصرار على تصعيد المعركة حتى الغاء وفك الدمج، اداء قسم اللقاء في ساحة المعارك العادلة وبمشاركة اوسع وحدة صف جماهيرية من يركا وابوسنان وجولس ويانوح - جث لاطلاق الصرخة الجماعية بأن لا تنازل عن الهوية المستقلة لقرانا.

("الاتحــــــــاد")