تنظيم الامم المتحدة في شهر نيسان المقبل من العام الفين وتسعة وفي مدينة جنيف السويسرية مؤتمرا خاصا حول مناهضة العنصرية والتمييز العرقي وكراهية الاجانب، ويعتبر هذا المؤتمر مؤتمرا مكملا لمؤتمر مناهضة العنصرية الذي عقد في مدينة دوريان بجنوب افريقيا عام الفين وواحد. وما ان اعلن عن موعد المؤتمر المناهض للعنصرية حتى سارعت اسرائيل الرسمية ممثلة بوزيرة الخارجية تسيبي ليفني الى الاعلان عن مقاطعة هذا المؤتمر ودعوة بلدان العالم الى عدم المشاركة فيه. ففي كلمة القتها ليفني امام مؤتمر عقد في القدس للمنظمات اليهودية في امريكا الشمالية ادعت ان المؤتمر المرتقب متميز ضد اسرائيل ويهدف الى "الانتقاص من شرعية الدولة اليهودية"!! وعمليا تعود الوزيرة ليفني الى ترديد الاسطوانة المهترئة حول "العداء" للدولة اليهودية وذلك لتبرير وطمس سياستها العدوانية وجرائم احتلالها ضد الشعب العربي الفلسطيني وسياسة التمييز القومي العنصري الممارسة ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية من المواطنين العرب في اسرائيل، هذه السياسة المدانة عالميا. وكما يقول المثل ان "المجرم على رأسه ريشة" فوزيرة خارجية حكومة الاحتلال والتمييز القومي والعنصري، تسيبي ليفني تدرك جيدا انه من غير المعقول ان يعقدر مؤتمر مناهض للعنصرية وان لا يتطرق الى معاناة الشعب العربي الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال وممارسات الاحتلال والمحتل الاجرامية والقهرية والعنصرية، وتدرك ليفني وحكومة اسرائيل انه في شهر اب الماضي من عام الفين وثمانية الحالي عقد اجتماعي تحضيري لممثلي 21 دولة افريقية لتنسيق مواقفهم استعدادا لمؤتمر مناهضة العنصرية المرتقب في جنيف، ومن ضمن ما اتفق عليه ممثلو البلدان الافريقية نصا يوصي مؤتمر جنيف بمناقشة معاناة الشعب العربي الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الاجنبي"! وحقيقة هي انها ليست المرة الاولى التي تقاطع فيها اسرائيل مؤتمرات تتضمن اجندة ابحاثها مواضيع تتعلق بالتمييز العنصري والعرقي وبحق الشعوب في الحرية والسيادة الوطنية. ففي العام الفين وواحد قاطعت اسرائيل الرسمية والولايات المتحدة الامريكية مؤتمر مناهضة العنصرية الذي عقد في مدينة دوربان بجنوب افريقيا وذلك احتجاجا على اعتبار اسرائيل دولة عنصرية تضمنها نص مسودة البيان الختامي، والتي شطبت تحت ضغط وتهديد عدد من ممثلي الانظمة الاوروبية المدجنة امريكيا وصهيونيا. وبالنسبة لقضية المشاركة في مؤتمر جنيف القادم فقد بدأت تنطلق التهديدات بالمقاطعة من الانظمة المتواطئة مع اسرائيل العدوان والعنصرية والمعادية للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية وحق هذا الشعب بالتحرر والاستقلال الوطني. فقد اعلنت كندا مقاطعتها للمؤتمر بينما اكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وهولدا وفرنسا "انها قد تقرر مقاطعة المؤتمر اذا شعرت ان المؤتمرين يوكزون على القضية الفلسطينة على حساب القضايا الاخرى"!!
ان ما يبعث على التفاؤل ان الوجدان العالمي اوساط واسعة في الرأي العام العالمي ودول العالم قد كشف حقيقة الهوية العدوانية الاجرامية والعنصرية للسياسة الرسمية الاسرائيلية المنتجة، ويدينها عمليا ويعبر عن تضامنه مع ضحايا الاحتلال والعنصرية، مع الشعب العربي الفلسطيني المناضل من اجل حريته واستقلاله الوطني. وبالنسبة لنا نحن ضحايا السياسة التمييزية الرسمية العنصرية، نحن المناضلين ضد التصعيد العدواني لقطعان الفاشية العنصرية المعادية للعرب وللدمقراطية بالنسبة لنا فمعركتنا طويلة لانجاز حقنا بالمساواة القومية والمدنية وفق سياسة التمييز العنصرية.
الجمعة 21/11/2008