إنني لا اْكتب لأعيش ،ولا أعيش لأكتب، وإنما لأكون حاضرا. وأنت يا محمود ما زلت حاضرا تعيش فينا
الطيبة - من وائل إدريس - مدرسة الطيبة الثانوية تختتم أسبوع محمود درويش بندوة عقدت في القاعة الرياضية الرحبة والتي اتسعت مدرجاتها لطلاب العواشر والحادي عشر،إذ كانت مكبرات الصوت تصدح بإشعار الشاعر الكبير بصوته الشخصي ،وقصائد مغناة من قبل الفنان الملتزم مارسيل خليفة.
أدار الندوة الدكتور بطرس دله فدعا الجمهور للوقوف دقيقة حداد لروح فقيد الوطن الشاعر المحتفى به. واستهل كلمته بالتساؤل:هل مات المتنبي قبل ألف عام ؟ لماذا تملأ أشعاره كتبنا ودفاترنا حتى الآن؟
وأنت يا محمود ما زلت تعيش فينا ، قصيدة الأرض الأبدية ، خير رسول ، وحنجرة لنا لشعوب الأرض، توأم الوطن والمنفى.
وتلاه مدير المدرسة حسني حاج يحيى، مرحبا بكلمته بالضيوف ،وشاكرا مركزة موضوع اللغة العربية المربية سماح الشيخ يوسف والطاقم الذي عمل معها ، وفرع التربية الاجتماعية. واكد في كلمته أن إدارة المدرسة تشجع إحياء جميع المناسبات الوطنية لكي يطلع الطلاب على جذورنا ،ماضينا وحاضرنا ،وهذا واجب إدارة المدرسة تعليم الثقافة الوطنية.
ومن ثم قدم الأستاذ دله مركزة الموضوع المربية سماح الشيخ يوسف وفي بداية كلمتها ،رفعت التعازي لعائلة المرحوم خاصة والباقون في الوطن والعالم العربي عامة . وقالت لم يمت درويش ، اْنه شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس،أنا امضي قبل ميلادي ، ومجنون التراب ،والمدافع عن الفردوس المفقود ،محبا مخلصا من الوريد إلى الوريد ، أنا لا اكتب لأعيش ولا أعيش لأكتب ،وإنما لأاْكد حاضر أدب المقاومة والنضال، بهذه الكلمات وشحت الشيخ يوسف كلمتها المؤثرة والمعبرة جدا. ويذكرأن المربية سماح الشيخ يوسف تمحورت برسالة الماجستير التي اعدتها باللغة العربية حول الشاعر محمود درويش. وفي نهاية كلمتها شكرت الضيوف والأساتذة والمربيات والطلاب وإدارة المدرسة .
وبين كل متحدث وآخر سمعنا بحس مرهف شجي ، الأستاذ الأديب بطرس دله يستشهد بأشعار درويش ، إذ يقول ، يحبونني ميتا ، فهل حقا يحبونك ؟ تواقا للحرية والاستقلال وملحمة الموت في جداريتك الرائعة . كنت اكبر من كل الهزائم عندما خرجت من بيروت. لم تكن متشائما كالمعري ولا متفائلا بفردوس دانتي .
وبعد هذه الكلمات الجميلة المفعمة بالحس والوجدان قدم الدكتور دله الشاعر الأديب الأستاذ عبد الرحيم الشيخ يوسف . الذي قدم مداخلة عن شعر الشاعر درويش.وقال أن شعره يدخل القلوب والنفوس وينتقل من جيل إلى جيل ، واضاف ولد محمود درويش مرتين الأولى عندما أنجبته أمه ، والثانية عندما رحل مودعا إيانا . وهناك بعض الأقوال والمأثورات العقم التي لا تلد مثلها ، ولمحمود درويش أقوال مثلها وعلى سبيل المثال ، لا وقت للموت ، لا هناك سوى هنا ، قتلتني ولكن مثلك نسيت أن أموت ، عرب أضاعوا روحهم ، أقرا باسم الفدائي الذي خلق ، واختتم كلمته بقصيدة مهداة إلى روح الشاعر ، تحت عنوان يا عاشق الشعر .
كما تخلل الندوة مسابقة بين طلاب من الصفوف العاشرة وطلاب من الصفوف الحادية عشرة ، حول حياة وشعر محمود درويش. إذ قامت المربية ومعلمة اللغة العربية معالي مصاروه وهي من الطاقم الذي قام واشرف على إنجاح أسبوع محمود درويش باجراء المسابقة التي فاز فيها طلاب الصف العاشرة .
أما الشاعر الدسوقي فرحب بالحضور واستهل كلمته إلى روح فقيدنا الغالي محمود درويش الذي وقع نباْ رحيله المبكر وقوع الصاعقة إذ اختطفه الموت من بيننا وهو في قمة عطائه ، وقد جاء في قصيدته :
ما زلت اذكر والجموع تردد البعد والأحزان نار توقد
يا مشعلا للشعر ضاء بنوره والنجم في وسط الازاهر يحسد
ما جئت ابكي لا العويل ولا البكى يوفيك حقك ... والمناقب تسرد
كما قامت الطالبات بلسم برانسي وفاتن أبو راس وسماح حاج يحيى بتقديم كلمات نثرية مؤثرة عن الشاعر وحياته بحبك أدبي رائع .
وفي الختام قدم الشاعر الشعبي ابن قرية أبو سنان شحاذه خوري قصيدتان الأولى مهداة لروح الشاعر محمود درويش والثانية للمدرسة بشكل زجلي شعبي غنائي تفاعل معه الطلاب والحضور بشكل رائع ومميز .
واختتم الندوة الدكتور بطرس دله ، شاكرا إدارة المدرسة والطلاب والشعراء وكل من ساهم بإنجاح هذه الندوة منهيا الندوة بكلمات رائعة ومؤثرة ، أيها الرجل الكبير كفاك موتا ، ولا وقت لدينا للموت فإننا على موعد مع العرس الفلسطيني .
وبدوره شكر مدير المدرسة الأستاذ حسني حاج يحيى ، الحضور والمشاركون وطلاب المدرسة ، والذين ساهموا بإنجاح هذا الأسبوع حول شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش .
الجمعة 24/10/2008