كلمة <<الاتحاد>>
شارون يلجأ الى التهديد البلطجي

عاد رئيس الحكومة، اريئيل شارون، الى استعمال اللغة السياسية التي لا يجيد غيرها، لغة التهديدات البلطجية العربيدة لكل من يعارض الاعمال الاجرامية التي تمارسها حكومته في المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة. ففي اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الذي عقد امس الاثنين بناء على طلب اعضاء الليكود واليمين في اللجنة لبحث موضوع جدار الفصل العنصري وبلورة الموقف من محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تبحث هذا الموضوع، في هذا الاجتماع لم يسلم الاردن من التهديد والوعيد الشاروني السافر والوقح. فشارون يتهم الاردن انه يقود العالم العربي في المحكمة الدولية، وانه نقل رسالة الى المسؤولين الاردنيين بهذا الخصوص اكد فيها ما يلي "نحن غير مرتاحين من انضمام الاردن الى البحث القضائي في المحكمة الدولية في هاج، وقد اوضحنا للاردنيين انهم سيكونون هم الخاسرين من مشاركتهم فيها"!!
ان هذا التهديد البلطجي لبلد وقّع مع حكومة اسرائيل اتفاقية سلام ويطبّع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع اسرائيل ويعتبر بلدًا صديقًا لاسرائيل، يعكس حقيقة انه لا يسلم من انياب المخططات السوداء لحكومة الاحتلال والاستيطان اليمينية أحد في المنطقة العربية. ونحن ندرك جيدًا انه لا يزال مدرجًا على جدول أجندة قوى يمينية مغامرة من دعاة ارض اسرائيل الكبرى، من داخل الليكود ومن خارجه، من موليدت الى الحزب الفاشي الجديد بزعامة بندوق حركة كهانا الفاشية، مرزل، ترحيل الفلسطينيين من وطنهم المحتل في سيارات  الترانسفير الى الاردن لاقامة دولة فلسطينية هناك وعلى حساب مصادرة الحق الفلسطيني المشروع بالدولة السيادية على ارض وطنه المحتل منذ حزيران 1967. ويتوهم هؤلاء المجرمون ان يكون جدار العزل العنصري الابرتهايدي عاملاً مساعدًا يدفع الى تيئيس الفلسطينيين وتسريع خطى مشروع الترانسفير الطوعي كبديل لاعتقال الفلسطينيين في جيتوات الجزر الفلسطينية المعزولة عن محيطها الفلسطيني التي يخلفها ويخلقها جدار الفصل العنصري. ولهذا فإننا نؤكد ان بناء جدار العزل العنصري يعتبر جريمة حرب ترتكب ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية بالتحرر والدولة المستقلة، المتضرر الاساسي من هذا المشروع الابرتهايدي، بل كذلك الاردن وغيره، جريمة بحق الانسانية جمعاء.
وما نأمله، ولمواجهة التهديدات البلطجية العربيدة التي تمارسها حكومة اليمين الشارونية والمخططات العدوانية التي تنسج خيوطها ضد شعوب وبلدان المنطقة، وبالتنسيق مع ادارة بوش الامريكية، ان تدرك الانظمة العربية مدى المخاطر الجدية المرتقبة التي تهدد الامن العربي والمنطقي. وهل تستفيق من سبات تخاذلها لتوحيد صفوفها دفاعًا عن اقفيتها وعن مصالح شعوبها؟ لا انتظر الجواب المعروف سلفًا، وللأسف.

("الاتحـــــــاد")


الثلاثاء 20/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع