يتمّ هذه الأيام، بوتيرة عالية، وبحماس منقطع النظير، انتخاب مرشحي الجبهة لرئاسة السلطات المحلية، ولعضويتها في طول البلاد وعرضها، الأمر الذي يدل على الجاهزية العالية لهذه الجبهة لخوض انتخابات السلطات المحلية، دون وجل، معتمدة على رصيد غني وحافل، ضارب جذورًا عميقة في الأرض، طولها عشرات السنوات في خدمة هذا شعبي هذه البلاد.
ومع اقتراب انتخابات السلطات المحلية، وانطلاق جبهاتنا المحلية لتحقيق النصر في مواقعها المعهودة، وتعزيز قوّتها في مواقع أخرى، وإضافة انتصارات جديدة إلى انتصاراتها الطبيعية والمفهومة ضمنًا، نقول إنّ هذا الشعب بوعيه السياسي، وفطرته الصائبة، سوف يمنح ثقته من جديد لجبهاته، لأنّه ما من جسم آخر، أثبت قدرته على العمل على مرّ عقود، دون كلل، هادفًا تحقيق مصالح الجماهير العريضة، العربية واليهودية، المهمّشة والمسحوقة، الدمقراطية والتقدمية، هذه المصالح المتمثّلة بالتطور والتقدّم الانساني والعمراني، وبتحقيق المساواة القومية والمدنية للجماهير العربية، وبتحقيق السلام العادل والشامل، على هذه الأرض، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وإزالة المستوطنات وعودة اللاجئين.
إنّ التصويت للجبهات المحلية في انتخابات السلطات المحلية، هو الضمانة لبقاء البوصلة السياسية لجماهيرنا العربية، حادّة وواضحة، وهو الضمانة لحماية هذه الجماهير من مشاريع العزل والإقصاء السياسي، في أفضل الحالات، ومن الترانسفير الفعلي في أشدّها سوءًا، ومن هنا نرى أنّ على الجبهات المحلية في كافة المواقع العمل الجاهد واليومي، للوصول إلى كل الناس، في كل مكان، وإيصال صوت الجبهة.
أثمرت هذه الانتخابات ظاهرتين مباركتين، هما خوض جبهة كرميئيل الانتخابات البلدية لأول مرة، وعرض نفسها لأهل تلك المدينة على أنّها البديل الحقيقي للعنصرية المتفشية في الواقع السياسي الاسرائيلي، والامر الثاني هو ترشيح رفيقنا، عضو الكنيست د. دوف حنين لرئاسة بلدية تل أبيب، المدينة الأكثر مركزية في إسرائيل، وهو أمر يؤّكد أنّ الجبهة تعمل حسب ما تقول، وتعرض نفسها على أنّها البديل الحقيقي لكل سياسة الانحراف يمينًا، والإفقار والقمع.
جبهتنا تعرض البديل، وأي بديل.. بديل حقيقي، هو الجواب على كافة الأسئلة الملحة في هذه المنطقة، وما علينا إلا إيصال هذه الإجابات إلى الناس، فإلى العمل.
الأثنين 29/9/2008