كلمة <<الاتحاد>>
فاشيّة عمياء قاتمة

كتب صاحب الضمير الانساني الحي ونصير السلام العادل وحقوق الانسان، دوف يرميا، من مدينة نهاريا، امس في "الاتحاد" تعليقًا بعنوان "فاشية ازرق أبيض"، فاشية اسرائيلية  بلون العلم الاسرائيلي، كان السطر الاخير فيه من حيث المدلول السياسي قول يرميا "اعرف، ان الفاشية الكلاسيكية تحكم اسرائيل منذ زمن". هذا صحيح يا نصير السلام والدمقراطية، فالفاشية التقليدية تعشش منذ زمن طويل في مستنقع السياسة الرسمية الممارسة، في مستنقع الاحتلال الاسرائيلي وفي داخل اسرائيل. ولكن الجديد الذي يحمل في طياته المزيد من المخاطر هو استفحال الفاشية السافرة العمياء والقاتمة على مختلف الصعد، والتي تشحذ انيابها الصفراء لافتراس الضحايا والدمقراطية معهم. وسنورد بعض الامثلة "الطازجة" عن الاستشراء الفاشي في الآونة الاخيرة.
المثل الاول، ما صرحت به امس المدعية العامة للدولة، عدنه اربيل. فقد أكدت  ان وزير الأمن، شاؤول موفاز، الذي يرتكب جيش حكومته، السبعة وذمتها من جرائم في المناطق الفلسطينية المحتلة، لم ينفذ قرار لجنة الاستئناف برئاسة القاضي المتقاعد، ابراهام حليمة، الذي يلزمه باخلاء اوباش المستوطنين الفاشيين الذين اقتحموا الحوانيت الفلسطينية في السوق العمومية واحرقوا محتوياتها واستوطنوا في المكان عنوة وتحت مظلة قوات الاحتلال للمدينة. وقد جاء تبرير عدم تنفيذ الاخلاء اشبه ما يكون عذرا اقبح من ذنب. فحسب ما توصلت اليه نتائج أبحاث شارك فيها عدد من قياديي الجيش والمخابرات العامة (الشاباك) والنيابة العامة فانهم "قد ابدوا تخوفهم من ان اخلاء افراد عصابة المستوطنين الفاشية سيكلف ثمنًا غاليًا لدرجة سفك الدماء، ويتطلب ذلك تخصيص الموارد وقوات معززة من الجيش"!! انه اعتراف صريح بمخاطر الفاشية البلطجية العربيدة، ولكن من يصدق انه كان بامكان زعران الاستيطان الفاشيين التجرؤ على ارتكاب جريمتهم لو لم يتغذوا من نفس حكومة الاحتلال الاستيطاني ومن سياسة جنرال المجازر والاستيطان، ومن حماية جيش الاحتلال لاقزامه الفاشيين.
والمثل الثاني، الحملة التحريضية الهستيرية الفاشية التي يطلقها نواب وابواق اليمين وحتى من قوى تضع نفسها في خانة اليسار ضد رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، النائب محمد بركة، ولمصادرة حقه الدمقراطي في التعبير عن موقفه في اطار مسؤوليته البرلمانية بالكشف عن الحقائق انتصارًا للحق ونصيرًا للمظلومين. "فالجريمة" التي ارتكبها بركة الى درجة المطالبة برفع الحصانة البرلمانية عنه لمحاكمته  واقالته من نيابة رئاسة الكنيست انه أبدى استعداده لتقديم افادة في محكمة لاهاي الدولية عن الجرائم التي يخلفها بناء جدار الفصل العنصري الابرتهايدي الذي يبنيه المحتل ويعتبر بمثابة جريمة حرب ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وجوده وارضه ومصيره التحرري السيادي. ان الهجمة على النائب بركة هي هجمة لكم افواه جميع قوى السلام والدمقراطية، اليهودية والعربية التي تكافح ضد سياسة الكوارث التي تمارسها حكومة الاحتلال والاستيطان والدماء اليمينية الشارونية. وصد الحملة اليمينية الهستيرية الفاشية عن النائب بركة والتضامن مع بركة هما مسؤولية كل مناضل من اجل السلام العادل وحق الشعوب بالحرية والاستقلال الوطني، مسؤولية كل من يرى بالاحتلال الاستيطاني وموبقاته جريمة ضد الانسانية.

("الاتحــــــــــاد")


السبت 17/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع