معاريف تكشف تفاصيل مثيرة عن اتصالات اسرائيلية سورية سرية بواسطة عزمي بشارة الذي كان مبعوثاً للحكومة الاسرائيلية


كشفت صحيفة "معاريف" النقاب، في عددها الصادر اليوم (الجمعة)، عن ان حكومة ايهود باراك كانت قد اقترحت على الرئيس السوري حافظ الاسد التنازل عن 200 متر على حدود بحيرة طبريا مقابل اكثر من 200 دونما من الاراضي في منطقة عين غيب.
ونشرت الصحيفة ان هذه الرسالة نقلتها الحكومة الاسرائيلية بواسطة عضو الكنيست عزمي بشارة الذي اجتمع من اجل ذلك عدة مرات مع داني ياتوم رئيس الموساد الاسبق ورئيس الطاقم السياسي والامني لايهود باراك آنذاك.
وقد اجتمع بشارة الى ياتوم والى شخصية اخرى سمتها الصحيفة " الرجل الثالث" وهو ضابط ( احتياط) كبير في احدى الوحدات الخاصة تربطه علاقات خاصة مع بشارة، وطلب بشارة الا يعقد اللقاء في مكتب رئيس الوزراء خوفا من ان يكشف الموضوع لجمهور ناخبيه وينكشف امره بانه مبعوث حكومة اسرائيل، وعليه عقد اللقاء في منزل خاص.
داني ياتوم وخلال اللقاء قام برسم تفاصيل الاقتراح على شكل خريطة على ورقة محرمة تقضي بتبادل اراضي تحصل اسرائيل بموجبها على السيطرة على حدود بحيرة طبريه (200 متر حدودية على البحيرة) وتقوم اسرائيل مقابل ذلك باعطاء سوريا 200 دونم من الاراضي في منطقة عين غيف وهكذا اعتقدالاسرائيليون ان الطرفان سيكونان راضيان، ونقل ياتوم لبشارة وبحضور " الرجل الثالث" هذا الاقتراح نيابة عن ايهود براك في محاولة لتحقيق انطلاقة تؤدي الى انتصار باراك في الانتخابات لاحقا.
وتذكر الصحيفة بان رئيس الدولة قال آنذاك للقناة الاولى " لقد سمحنا لبشارة زيارة سوريا" وكذلك قال الوزير جدعون عزرا ( وهو نائب سابق لرئيس الشاباك) من على منصة الكنيست " لقد ارسلوك الى دمشق!" وتبين انهما كانا على علم بالموضوع.
كذلك طرح داني ياتوم و"الرجل الثالث" على بشارة موضوع ضرورة وضع محطات الانذار المبكر الاسرائيلي في الاراضي السورية التي سوف تنسحب منها القوات الاسرائيلية ونزع الاراضي السورية من الاسلحة بالاضافة الى تطبيع كامل للعلاقات الاسرائيلية السورية.
لماذا رفض الاسد اقتراح " المحرمة" الذي قدمه باراك؟
لأن الاسد اعتقد وبحق ان اسرائيل تلعب معه وانها عمليا لم تقرر استراتيجيا الانسحاب من الجولان، فرابين حاول ثم قتل وبيرس اراد ولكنه خسر المعركة ونتنياهو جر رجليه جرا واما باراك فاصابه الخوف.
حافظ الاسد رفض الاقتراح وقرر تكريس كل جهده آنذاك لنقل السلطة لابنه بشار، والحقيقة ان حافظ الاسد كان على حق، لايوجد الآن في حكومة اسرائيل من يريد ومن يستطيع التنازل او الانسحاب من الجولان، وتحديدا ليس في وضع سوريا الصعب والهدوء الذي يعم الجولان، ومتى سيتغير  موقف الحكومة الاسرائيلية ؟ عندما ستضعف حكومة اسرائيل ويختفي الهدوء من الجولان، فنحن لا نفهم لغة إلاّ لغة القوة، على حد قول المراسل السياسي لصحيفة معاريف.
الجمعة 16/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع