بركة: سياسة شارون تكرس مئة سنة أخرى من العداء بين الشعبين


حيفا- مكتب "الاتحاد"- "المستوطنات هي شوكة في حلق البلاد وفي حلق الشعب الفلسطيني وخطة رئيس الحكومة لاخلاء المستوطنات ما هي الا لعبة اعلامية متواصلة ومتعبة وهي محاولات متكررة من طرف الحكومة ورئيسها للعب في الراي العام في الدولة، اذ انه لا يكف عن اللعب في هذا الموضوع والمستوطنين من ناحيتهم يتظاهرون ضدهم ويشاركون في العرض وفي النهاية تكتمل المسرحية".
هذا ما قاله النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، في اطار البحث الذي جرى في الكنيست بناء على طلب 40 عضو كنيست حول خطة رئيس الحكومة لاخلاء المستوطنات، والتي تلزم رئيس الحكومة، بحسب دستور الكنيست، بالتواجد والرد على هذا الموضوع.
واضاف بركة اننا نتواجد في هذا الوضع منذ ثلاث سنوات ومن الواضح ان كل ما اعلن عنه رئيس الحكومة هو كلام في الهواء لا يمت للواقع بصلة اذ ان المستوطنات ما زالت قائمة وبحسب تصريحات رئيس الحكومة فاننا نرى انه مليء بالمبادرات، اذ انه وافق على خطة ميتشل وقبل بالمبادرة المصرية الاردنية واختار المبادرة السعودية وتبنى خارطة الطريق واعلن عن خطة مارشال وسافر للولايات المتحدة، عدا عن تصريحاته حول التنازلات المؤلمة ومواجهته مع اعضاء حزبه، كل هذه الصورة تعكس وضعا وكأننا في اوج عملية سياسية تدور حولها بعض الخلافات ولكننا في الواقع لا نرى اي عملية واي  تقدم.
واشار بركة الى ان قتل المواطنين الفلسطينيين الابرياء يتواصل والاحتلال الهمجي لا يتوقف والوحش الاستعماري يكبر ويتوسع من خلال نهب الاراضي والاعمال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يدل على ان الكلام هو سياسي وما يدور على ارض الواقع هو حرب قاسية.
وتطرق بركة الى المبادرة السورية لتجديد المفوضات مع اسرائيل حيث قال انه في البداية قيل ان المبادرة السورية غير جدية واتت بسبب المشاكل التي تواجهها سوريا امام الولايات المتحدة، وبعد ذلك قيل انه سيتم تجديد المفاوضات بشرط محاربة الارهاب وبعدها قال رئيس الحكومة انه سيبدأ المفوضات من نقطة الصفر اي انه تغاضى والغى ما يقارب ال80% من اتفاق السلام مع السوريين الذي بدات فيه حكومات سابقة وفي النهاية ارسلوا وزير الزراعة كاتس لينشر فكرة زيادة المستوطنات في هضبة الجولان، من هنا يمكن القول ان شارون يمكن ان يتلاعب مع الامريكان والسوريين ولكن لا يجب عليه التلاعب مع الشعب في اسرائيل لهذا عليه ان يصرح بانه لا يريد السلام.
وفيما يتعلق بدعوة رئيس الدولة موشيه كتساف للرئيس السوري للحضور الى القدس قال النائب بركة ان المشكلة ليست في حضور الرئيس السوري او عدم حضوره انما استعداد هذه الحكومة للدخول في عملية سلام او عدم استعدادها، والواضح ان المجتمع يريد السلام مع الفلسطينيين والسوريين ولكن الحكومة لا يمكنها ان ترفض هذا الطلب علانية لهذا يبدأون بمختلف المراوغات للتنصل من هذا المطلب.
وانهى بركة حديثه حيث وجه كلامه لرئيس الحكومة وقال له ان اخلاء مستوطنة واحدة هو امر جيد لاننا مقتنعون بان المستوطنات ولدت بإثم وعلى اساس سلب الاراضي والعنف ضد الفلسطينيين، ولكن على الرغم من اخلاء هذه المستوطنة او تلك تحت ضغط امريكي فالمستوطنات لا زالت قائمة وجدار الفصل العنصري يقوم على مصادرة الاراضي الفلسطينية وضم غالبيتها للمستوطنات  وادخال الفلسطينيين الى جيتوات  وتخريب آبارهم وقطع اشجارهم من اجل التضييق على حياتهم، وهذا الامر سيؤدي الى عدائية كبيرة بين الشعبين لأن وجهة رئيس الحكومة ليست في اتجاه سلام او انهاء اكثر من 100 سنة نزاع انما من اجل تكريس وضمان 100 سنة اخرى من النزاع.


الأربعاء 14/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع