لِمَ تقول وداعاً
وقد فتحتَ ذراعيك
وحضنتَ أهلك وكل من حَجّوا اليك
لِمَ تقول وداعاً
وقد حملوك من الجليل تراباً
ليعودوا بك من القدس تراباً للجليل
لِمَ تقول وداعاً
ونحن نخيط مع الشمس اثواب
الحواري بانتظارك
لِمَ تقول وداعاً
وأنت ظِلُّنا وأسمُنا وروحُنا
لِمَ تقول وداعاً
وترضى ان تموتَ بعيداً
لمَ تقول وداعاً
وترضى ان تموتَ وحيداً
فمن يؤمُ الوافدين الى الصلاةِ عليكْ
ومن يدل القافلة حين تتوه في الصحراء
من يرسم الكلماتِ للعائدين من المنافي
في حدودِ الارض
تمزقنا حدودُ الارض
وليس يجمعنا سوى وطنٍ مسافرْ
صبراً صبرا وآلَ ياسر
***
لِمَ تقول وداعاً
وكيف تمضي على هواكْ
وما مِن أحد سوف يرثيك سواك
لا أحدٌ يرثيك سواك
فكم عربٍ اتوكَ اليومَ
يحسدونك وأنت تحمل رايتيكْ
كم حَرّضوا حيفا عليكْ
واميرُهم يرقص في المنابر
كَمْ حاولوا رميها بدائهم
وحيفا تعرف عشقَها وعشيقَها
وتشُمُّ عِبق عطره في حضنها
وإن ظل على سفرٍ مسافر
صبراً صبرا وآلَ ياسر
***
يسكننا غبار الموت
وتسكننا المقابر
ويمضي يومنا مثلما يمضي كلُّ يومٍ
منذ ما شَقّت عصاه البحرَ
ليصير "يهوَ" حاكماً
وتلتئم المهاجر
نموتُ، ولا يموت الموتُ فينا او يغادر
نسكرُ مع نسيم البحر
يُسكرنا الحنين
ويُلهينا التكاثر
ويسكننا غبار الموت
وتسكننا المقابر
صبراً صبرا وآلَ ياسر
***
ليس الغريب فينا ان نموتْ
بل الغريب ان نحيا
وان نحيا كما نريد أنْ نحيا
وان نموتَ كما نحن نريد ان نموتْ
نعصى على الموت ان شِئنا
وإن شِئنا نُطيحُ به
فالموت غادرْ
نعصى على الموت ان شئنا
وإن شِئنا نُطيحُ به
فالموت غادرْ
صبراً صبرا وآل ياسر
13/08/200
شعر حسين سويطي
الأثنين 18/8/2008