من الضروري بمكان، ان نواصل التأكيد ولو للمرة الالف ونيّف، ان "كهنة" الشر الذين ابتليت بهم الانسانية، نجحوا في جعل العالم عالما فاسدا يعيش في "الخطيئة" ويصبح "مستنقعا اخلاقيا"!! يزخر بالتناقضات.
ونحن حينما نشدد، قارئاتي قرائي، على ابراز هذا اللون القاتم لزماننا، لا نقوم بذلك الا بهدف حث الواحد منا ان يكون انسانا متمردا ورافضا، انسانا يتجاسر حتى على الحلم المستحيل حتى يحقق خلاصه النهائي!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بالحاح، هو بأية آلية ننفذ ذلك؟! ولكي لا ندخل الى فيافي المتاهات، تعالوا نستعين بفكر وافكار وطروحات دكتورنا نديم البيطار الذي تحدث كثيرا عن فكرة وضرورة بناء المجتمع العربي الجديد القادر بامتياز على مواجهة ومجابهة المخاطر التي تهدد مصيره..
يركز البيطار بداية على حاجة الواحد منا الى الوعي التاريخي العقلاني، الذي يحقق للانسان السيطرة على الاحداث، لماذا؟! لأنه عرف ان الذي لا يملك وعيا تاريخيا عقلانيا يكون مقعدا في التعامل مع حاضره ومستقبله وماضيه مما يؤدي به الى الضياع والعجز عن استخدام طاقاته بشكل فعال – ثم يضيف بان هذا الوعي المنتج، يجعل من صاحبه انسانا عقلانيا يحتكم الى العقل ويعمل به، وكذلك انسانا اخلاقيا لا يصدر عنه نحو الآخرين ما لا يريده لنفسه ويقدم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ولا يقبل بغير الحرية الحقيقية، اما حجر الزاوية في مبنى المجتمع العربي الجديد، فهو برأيه الدمقراطية، التي تشكل مطلبا من اقدم المطالب التي كانت تطمح اليها الانسانية، وهي قديمة بقدم مطلب الخلود!! ولأن مد التحديث صار يمتد الى كل مكان في العالم، والانسان الحديث هو الانسان الوحيد الذي ينتجه التاريخ الحالي في تجاوزه لذاته؟! لذلك طالب مفكرنا ان تكون الدمقراطية من نوع الدمقراطية المباشرة، وهي اعلى اشكال الدمقراطية الحقة.. وهنا نبّه كاتبنا بان موضوع الدمقراطية اليوم اصبح يتطلب وعيا جديدا لطبيعتها، وامكاناتها ومكانها في حركة التاريخ.
وهذا الصباح انقل تحية صباح الخير من اخوتنا واخواتنا في "المدينة المثالية" الى كل عربي سينضم الى جبهة قافلة الساعين الى بناء المجتمع الكامل والفاضل، مجتمع الدمقراطية والحرية والمساواة، الذي تهيمن عليه فكرة التقدم والازدهار وانتصار جمال الحياة..
رشدي الماضي *
الجمعة 8/8/2008