*قائد انقلاب موريتانيا استقبل سفيري أميركا وفرنسا* الرئيس المخلوع معتقل ولا يعرف مكانه* الاتحادان الأفريقي والأوروبي يدينان انقلاب موريتانيا*
نواكشوط- وكالات- استقبل الجنرال محمد ولد عبد العزيز- قائد "مجلس الدولة" الذي يحكم موريتانيا في الوقت الحاضر بعد إطاحته بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله- دبلوماسيين أجانب، أولهم السفيران الفرنسي والأمريكي، وذلك في أعقاب الانقلاب الذي قاده، والذي أطاح بالرئيس الموريتاني، ظهر أمس الأربعاء.
وما زال الغموض يلف مصير ولد الشيخ عبد الله الذي أطيح به كما ذكر ظهر أمس، وقال المتحدث باسم الرئاسة الموريتانية عبد الله ممدو با في تصريحات صحافية إنه لم ترد أيّة أخبار أو معلومات عنه بعد اعتقاله على أيدي وحدات عسكرية تابعة للحرس الرئاسي.
وانطلقت مسيرات ومظاهرات جابت أهم شوارع العاصمة نواكشوط تؤيد هذا الطرف أو ذاك.
وفرقت قوات "مكافحة الشغب" تجمعا وسط العاصمة نواكشوط رفع أصحابه صورا وشعارات تساند الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتطالب بإعادته فورا.
وانقسم عدد كبير من المواطنين ما بين مؤيد وداعم بشكل قوي للانقلاب- الذي يأتي بعد أقل من سنتين على انتخاب ولد الشيخ عبد الله في أعقاب انقلاب شبيه على الرئيس السابق- ورافض ومستنكر له، ومشدد على أن من شأنه أن يدخل البلاد في أتون صراعات وتوترات لا حد لها.
وقالت مصادر في حزب عادل- الذي كان يوصف بالحزب الحاكم- إن فرقة خاصة من الأمن اعتقلت نائب رئيسه أحمد ولد سيدي باب الذي يعتبر أحد أبرز الداعمين لولد الشيخ عبد الله.
ويعكس الانقسام الشعبي حالة انقسام سياسي، وفي هذا السياق انضم قبل قليل حزب التحالف الشعبي التقدمي بزعامة مسعود ولد بلخير الذي يرأس مجلس النواب إلى قائمة الأحزاب الرافضة للانقلاب.
وقال بيان للحزب إنهم يسجلون "إدانتهم المطلقة، ورفضهم الحازم لهذا الانقلاب الخطير على الشرعية الدستورية، وعلى التجربة الدمقراطية الوليدة".
وقال نائب رئيس الحزب الخليل ولد الطيب في تصريحات صحافية إن "على العسكريين العودة بسرعة إلى ثكناتهم والتراجع الفوري عن هذا الانقلاب"، داعيا الطبقة السياسية والمجتمع الدولي إلى "إدانته والوقوف في وجهه".
وفي أول تعليق له على ما حدث أمس اعتبر محمد محمود ولد لمات نائب رئيس حزب تكتل القوى الدمقراطية الذي يرأسه زعيم المعارضة أحمد ولد داداه، أن حزبه "يتفهم ما حصل".
وقال ولد لمات في تصريحات صحافية إن الموقف المبدئي لحزبه هو رفض الانقلابات, "لكن ما حصل اليوم كان إعادة للأمور إلى نصابها"، وحمل المسؤولية كاملة للرئيس المخلوع، وقال إنه "من عطل المؤسسات الدستورية، واستفز المؤسسة العسكرية، وأقر صراحة بوصوله إلى السلطة بطريقة غير دمقراطية"، في إشارة إلى تصريح ولد الشيخ عبد الله الصحافي بأن أعضاء في المؤسسة العسكرية دعموه أثناء الحملة الانتخابية.
*الاتحادان الأفريقي والأوروبي يدينان انقلاب موريتانيا*
وفي هذا السياق، سارع الاتحاد الأفريقي إلى إدانة الانقلاب العسكري على حكم الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وطالب بإعادة الحكم الدستوري.
وأصدرت مفوضية الاتحاد الأفريقي بيانا في أديس أبابا ذكرت فيه أن مفوض السلم والأمن في الاتحاد راماتان لامامرا قد يتوجه إلى نواكشوط "لمعاينة الوضع على الأرض وللمساعدة في إيجاد حل سلمي للأزمة".
وذكر البيان كذلك أن مجلس السلم والأمن في الاتحاد قد يعقد اجتماعا عاجلا قريبا لبحث الوضع في هذا البلد الواقع على الساحل الغربي للقارة.
وكان ضباط كبار بينهم رئيس أركان الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز وقائد أركان الجيش محمد ولد الغزواني قد نفذوا أمس انقلابا أبيض واحتجزوا الرئيس الذي أصدر في وقت سابق قرارا بإقالتهم من مناصبهم على خلفية أزمة سياسية تفجرت مؤخرا في البلاد.
وبدورها أدانت المفوضية الأوروبية الانقلاب الموريتاني الجديد وهدد المفوض الأوروبي لشؤون التنمية لوي ميشال من بروكسل بتعليق المساعدات الأوروبية لهذا البلد.
وأوضح ميشال أن الاتحاد الأوروبي يقوم حاليا بإنجاز برنامج للمساعدات مع الحكومة الموريتانية قيمته 156 مليون يورو (241 مليون دولار أمريكي) للفترة من 2008 إلى 2013.
الصورة: الجنرال الانقلابي يصافح الرئيس المخلوع
الخميس 7/8/2008