علاقة استراتيجية لها مدلولها السياسي !
انهى الرئيس السوري بشار الاسد والوفد رفيع المستوى المرافق له الزيارة الرسمية الى ايران، والتي استمرت يومين، وكانت حصيلتها تعزيز وتوثيق العلاقات الاستراتيجية متعددة الجوانب القائمة بين البلدين والنظامين والتي في مركزها مناهضة استراتيجية الهيمنة الامبريالية الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة. لقد رافق هذه الزيارة، عشية وابان قيامها، حملة تشكيكية مغرضة شنتها وسائل الاعلام المجندة في خدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية في المنطقة، حملة دعائية مدلولها السياسي وكأن وراء زيارة الاسد الى ايران مهمة اوكلتها الادارة الامريكية اليه للضغط على حليفته النظام الايراني بالتراجع عن برنامجه النووي وايجاد لغة تفاهم مع المحتل الامريكي للعراق تقود الى التعاون بينهما وبشكل يخدم مصالحهما المناقضة والمعادية للمصالح الوطنية الحقيقية للشعب العراقي. وقد جاء الرد سريعا الذي ينسف هذه الاكاذيب والادعاءات الباطلة، جاء ليس فقط من قبل الرئيس السوري الذي اكد بشكل قاطع انه لم توكل اليه اية مهمة امريكية وهو رسول سوريا الى ايران وليس رسول الادارة الامريكية، بل كذلك من التأكيدات التي جاءت في البيان الختامي السوري – الايراني الذي توج زيارة الاسد ورفاقه الى طهران. ففي الموقف من الملف النووي الايراني جرى التأكيد للمرة التي لا تعد ولا تحصى ان هدف ايران هو التطوير للاهداف السلمية وليس العسكرية العدوانية واعرب الطرفان السوري والايراني "عن قناعتهما الراسخة بان الملف النووي يجب تداوله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخذين بعين الاعتبار التقرير الاخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونخص بالذكر التأكيد على سلمية البرنامج النووي الايراني. كما اكد الجانبان على ضرورة ايجاد حل سياسي خلال الحوار بما يحفظ الحق الثابت لايران الطرف في معاهدة خطر انتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. واكد الجانبان عن قناعتهما الراسخة بضرورة جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وقوتها الاسلحة النووية، وطالبا المجتمع الدولي بالانتباه ومواجهة التهديدات للامن والسلام الاقليمي والدولي التي تؤلفها الترسانة النووية الاسرائيلية وضرورة قيام المؤسسات الدولية باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد. كما تضمن البيان الختامي دعم ايران لحق سوريا الشرعي والانساني في استعادة هضبة الجولان السورية المحتلة على ايدي الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي ودعم الكفاح العادل للشعب العربي الفلسطيني في التحرر والاستقلال الوطني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وقد ناشد البيان الاخوة الفلسطينيين الى اعادة اللحمة لوحدة الصف الكفاحية الوطني الفلسطينية ونبذ الانقسام والتشرذم الذي لا يستفيد من ورائه سوى المحتل الغاصب واعداء الحقوق الوطنية الفلسطينية. كما اكد البيان على اهمية ضمان الامن والاستقرار وجلاء المحتل الاجنبي من العراق المحتل. زيارة الاسد عززت اكثر التعاون والعلاقة الاستراتيجية بين سوريا وايران. الثلاثاء 5/8/2008 |