شفاعمرو بإنتظاركم .. فلديها ما تعرضه عليكم



 تنظم مؤسسة الأفق للثقافة والفنون في مدينة شفاعمرو منذ  سنوات عدة  مسارات سياحية في مدينة شفاعمرو ، يتم خلالها زيارة قلعة الظاهر عمر ، البرج ، المدافن البيزنطية والسوق القديم .

 

 من خلال هذه المسارات يمكن للزائر أن يطلع على أهم المعالم التاريخية في مدينة شفاعمرو ، والتعرف على تاريخها العريق . كما يمكن للزائر أن يقضي يوماً كاملاً في المدينة ، فهنالك إمكانية لتنظيم برامج خاصة للسائح أو الزائر في المدينة  ، هذا بالإضافة الى إمكانية التسوق ، زيارة مؤسسات خاصة . ان مدينة شفاعمرو تحولت مؤخراً الى مركز لعدد كبير من الجمعيات والمؤسسات القطرية ، والتي اختارت شفاعمرو لتنشىء مراكزها فيها . زد على ذلك إمكانية زيارة أماكن العبادة للطوائف الإسلامية ، المسيحية ، الدرزية واليهودية،هذا الأمر الذي يميز مدينة شفاعمرو عن بقية مدننا وقرانا العربية ، حيث أنها تتمتع بهذه الخصوصية .

 

 وعن ناسها الطيبين فلا تسأل ، فما أن تطأ قدميك هذه المدينة ، حتى تشعر بطيبة أهلها ، فهم يعرفون جيداً كيف يكرمون الضيف ، وكيف يحترمون الزائر ويرحبون به ، فالشفاعمري مضياف  ، قريب الى القلب .

 

المسار السياحي

 

القلعة (السرايا)

 يبدأ المسار في قلعة الظاهر عمر ، والمشهورة أيضاً بإسم "السرايا" أو "القلعة" . بنى هذه القلعة عثمان بن ظاهر العمر في العام 1771 م . تقع القلعة على قمة مدينة شفاعمرو القديمة ، في حي الزقاق . بناء بارز ، ضخم ومتين ، توجد فيه إسطبلات تتسع ل 400 حصان ، وتوجد في إحدى زوايا ساحتها مقصلة حتى اليوم .

 

 الداخل الى القلعة يواجه ساحة واسعة وقنطرة وإيواناً عريضاً ، ومن على سطحها تستطيع مشاهدة سهل عكا بأكمله ، والجبال شرقاً وشمالاً ، والساحل حتى رأس الناقورة ، وكانت الطرق الرئيسية الواردة جميعاً من وإلى الساحل ، تقع في قبضة صاحب القلعة ، الذي أحاط قلعته بمزيد من الحصون على قمم التلال التي تطوق مدينة شفاعمرو .

 

 ونظراً لأهمية موقع شفاعمرو الإستراتيجي كتب نابليون في أثناء حملته على سوريا ، عندما وصل شفاعمرو :"هي المكان الذي لا بد من إحتلاله للهيمنة على فلسطين". وحين زار الضابط الهولندي فان دي فيلدي شفاعمرو في العام 1852 ، وصف القلعة بأنها " كبيرة عالية مشرفة على المنازل المجاورة ،إستكشفت الأقبية المقنطرة والردهات وغرفاً خراباً ، مستعملة الآن كزريبة للماعز . أما المنظر من سطحها ، المشرف على الكرمل والسهل ، فهو السرور بعينه وجدير بالمشاهدة".

 

 وفي العام 1910 م. كان حسني أفندي الألباني مديراً لشفاعمرو ، فقام بهدم أجزاء من القلعة ليبني من حجارتها مدرسة ، التي عرفت بالمدرسة الأسقفية الكاثوليكية الإبتدائية ، والتي هي حالياً بناية مهجورة في حي السوق القديم .

 

 وهنالك شعر كان مكتوباً فوق العتبة العليا للبايكة الوسطى للقلعة ليؤكد بأن عثمان ابن الظاهر عمر هو الذي أشادها ، لكن نتيجة عملية هدم أجزاء من القلعة التي قام بها حسني أفندي ، هدم الحجر الذي دون فيه تاريخ بناء القلعة . أما أبيات الشعر التي بقيت فهي :

 

قف على دار بها الحسنـى        تجلت بالزيادة
دارة البدر بها اللــــي        استوى والعود عاد
شادها عثمان ذو  الإحسان        من أعطي السيادة
فانظر التاريخ سهـــلا          هذه دار السعادة

 


المدافن البيزنطية

 

 

 هي قبور منحوتة بالصخر منذ القرن الرابع ميلادي ، موجودة في حي البركة ، قريبة من البرج وتسمى منطقة الصافح ، نظراً لكونها منطقة صخرية وتظهر فيها الصخور على سطح الأرض مثل قطعة الصفيح . تجد في مداخل هذه المدافن نقوش في الصخر لعنب الكرمة ، أنواع من الطيور ، أسد ، سعف نخل ، وصلبان لاتينية . وهنالك آثار لكتابة يونانية والرسم أو النحت بدائي ، يشبه النقش على نقود بيزنطية من القرنين الخامس والسادس ميلادي .

 

 عناقيد العنب المحفورة على الصخر ترمز للخصب ، أما سعف النخيل فهي رمز للموتى . في داخل المدافن توجد دهاليز ضلع كل واحد منها 105 سنتمتر ، ويوجد على الجدار الشمالي لكل مدفن حفر لأسد وما يشبه الشبل ، وعلى الحائط الأيمن نحت مثله بالإضافة الى الطير . بعد المدخل يوجد درج يقودك الى المقصورة الداخلية ، التي تنخفض عن الخارج بخمسة وخمسين سنتمتراً وعلوها 180 سنتمتراً . 

 

 في المقصورة ثلاث خلايا توازي الخلف واليمين والشمال ، وتقوم في وسط المقصورة أقواس مقنطرة علوها 163 سنتمتراً .

 

 يصف بوركر ، الرحالة الوحيد الذي زار هذه الكهوف بعد البعثة التي قام بها الراهب دي هام الذي زار شفاعمرو في العام 1898 :" في القرية وحولها قبور صخرية كثيرة كتلك التي قرب مدينة القدس . داخل القبر مقسوم الى مقصورات تحت الأرض ، فيها خلية لحفظ الجثة . لكن طريقة وضع الجثة غريبة ، ولم أر مثلها إلا في مكانين من الجبال الشرقية للبنان . حفرت المقصورة بعمق على جانبيها ، وضعت الجثة بطريقة تكون القدمان متجهتين الى المقصورة الرئيسية . بين الجثث توجد حواجز صخرية رقيقة . لبعض القبور واجهات بسيطة ، أما غيرها فيحمل حفراً جميلاً يظهر نقشاً بارعاً لأوراق الكرمة وعناقيد العنب".

البرج

 يقع في جنوبي شفاعمرو ، على تلة سفوحها كهوف وآبار وآثار حصن بجدران سميكة . إنه من حصون القرون الوسطى ويسمى "البرج" . هناك أيضاً برج آخر بين كفرتا (كريات آتا) وشفاعمرو ، وجدت فيه أدوات عليها كتابة عربية ، ويبدو أن الأبراج كانت تحيط بشفاعمرو ، ومنها أيضاً برج السكر بين عكا وشفاعمرو .

 

 يجمع المؤرخون أن الصليبيين أقاموا هذا البرج على أنقاض حصن بيزنطي بحجة وجود قبور مذهلة محفورة في صخر سفوح التلة . البرج أقدم من القلعة بكثير ويفصل بينه وبين القلعة واد .

بقلم : عفيف شليوط
الأحد 3/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع