لا يمكن الحسم بواسطة إراقة الدماء!



شهد قطاع غزة المحتل، المحاصر والمجوع نهاية الأسبوع المنصرم، تصيعدا محموما للصراع الداخلي الانتحاري بين أبنائه.
في الأمس أيضا، برزت الصبغة الحمائلية للصراع، وهي ظاهرة بمنتهى الخطورة تهدد بحرب أهلية- قبلية شاملة في القطاع. حرب من ذاك النوع الذي لن يتقن أحد إخماده في حال نشب!
ونحن نعلم أن الحديث يدور عن فوارق جدية بين طروحات ورؤية حماس وبين طروحات ورؤية فتح لكننا متأكدون من أن الحسم لن يأتي بإراقة الدماء، تحت حراسة أعين الاحتلال الاسرائيلية الدامعة فرحا لهذا المشهد المأساوي بين أبناء الشعب الواحد المنشغلين بأنفسهم عن الاحتلال وعن مستقبلهم!
إننا نرى حاجة ملحة لوضع الأمور في نصابها الصح: فكل هذه المناوشات وجولات الاقتتال ارتدادات مؤسفة للهزة المؤلمة التي أحدثها انقلاب حماس في غزة، لكننا بالمقابل أيضا نرى بذلك الانقلاب وقوعا في فخ الاحتلال ونتيجة مباشرة لسياسته العدوانية الحربجية.
لن نقول أن أملنا هو ان تطلق فتح في رام الله سراح معتقلين حمساويين مقابل أن تطلق حماس في غزة سراح معتقلين فتحاويين، فهذا المشهد السيء والمسيء مسمار آخر في نعش الوحدة الوطنية ومسيرة التحرر الوطني.
الأحزاب الفلسطينية، مطالبة بالاحتكام إلى المؤسسات الوطنية لحسم الصراع القائم وإن عجزت هذه المؤسسات فلتعد الأحزاب إلى كوادرها إلى الشوارع والناس ولتطرح ما عندها وتعزز نهجها، ولكن عليها أن تسلك الطريق الصعب: أن تخاطب العقل وتقارع الحجة بالحجة، أما إثارة النزعات الحمائلية فهو نهج انتهازي خطر، يهبط إلى الحضيض بالعمل السياسي ومسيرة النضال الوطني- فهل من مجيب؟! 

الأحد 3/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع