واشنطن تنتظر اليوم رد إيران وأوروبا تفضل عدم استعجالها
أبدى الاتحاد الاوروبي امس، ليونة ازاء ايران التي تنتظر منها الدول الكبرى ردا على آخر عرض للحوافز عرضته عليها، مؤكدا انه مستعد للانتظار بضعة أيام أخرى بعد المهلة غير الرسمية التي تنتهي اليوم السبت للحصول على رد، فيما جاء الموقف الاميركي متناقضا، اذ تمسكت واشنطن بمهلة نهاية الاسبوع الحالي، بعد ساعات من تأكيدها انها لن تلتزم بهذا الموعد. وقال دبلوماسيون اوروبيون ان منسق السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا، لن يتعجل او يعلن ان إيران لم تلتزم بالموعد النهائي إذا لم ترد بحلول اليوم. وأوضح مسؤول في الاتحاد »ينبغي للمرء ألا يركز كثيرا على السبت.. إذا لم يكن السبت فليكن الأسبوع المقبل، نحن لن نثير ضجة كبيرة حول هذا. ما يهم هو الحصول سريعا على رد واضح في الأيام المقبلة«. وقال دبلوماسي آخر »نواصل نهجنا المزدوج من الحوار والضغط. إذا لم ينجح الحوار، فقد نواصل بمزيد من الضغط.. في الأمم المتحدة او على مستوى الاتحاد الأوروبي«. كما أكد دبلوماسي ثالث انه من المستبعد أن يجتمع سولانا ومسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي قريبا، لكنهما قد يتحدثان بالهاتف في الأيام القليلة المقبلة. وأضاف »تعلمنا التحلي بالصبر«. من جهتها، اكدت الولايات المتحدة انها تنتظر ردا من ايران نهاية هذا الاسبوع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غونزالو غاليغوس »ننتظر ردا في عطلة نهاية هذا الاسبوع. وقد اقرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو بأن معرفة النوايا الايرانية »امر بالغ الصعوبة« مشيرة الى ان الايرانيين كانوا »غير واضحين« وارسلوا في الايام الاخيرة اشارات »ضبابية«. ولم توضح بيرينو ما اذا كانت مهلة الاسبوعين حاسمة. بيد انها قالت ان الدول الست »ستبقى على اتصال في ما بينها« وستقرر الخطوة التالية. وأضافت ان الايرانيين »يعرضون انفسهم لتبعات سلبية في حال لم يقدموا ردا ايجابيا على إجراءاتنا التحفيزية السخية، وقد تتخذ (الانعكاسات) شكل عقوبات«. وكان المتحدث الآخر باسم الوزارة شون ماكورماك، قال قبل ساعات »لم أحص الايام والرد سيأتي قريبا«، مشددا على عدم وجود قرار يحدد مهلة صارمة. في مقابل ذلك، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إيران »ستقاوم الأعداء بكل قوة« للدفاع عن حقوقها في المجال النووي. وأوضح »بالنسبة لهم، تمثل قضايا مثل الملف النووي ذرائع. والسبب الرئيسي لتكالب أعداء إيران عليها في السنوات الثلاثين الأخيــرة هو أنهم يريدون منا التراجع ليقولوا لاحقاً إننا خضعنا« لهم. وأضاف »غير أن الشعب الإيراني سيقاوم بقوة الأعداء«. ودعا آية الله أحمد جنتي خلال خطبة الجمعة في العاصمة الايرانية، الى »الصمود في وجه العقوبات والحظر المفروض.. من أجل صيانة الدولة الاسلامية«، مؤكدا ان هذه القضية »ذات بعدين سياسي وديني«. في هذا الوقت، ذكرت صحيفة »فاينانشال تايمز« ان شركة »شتات أويل هيدرو« النروجية للنفط والغاز لن تستثمر في مشروع تطوير حقل فارس النفطي في ايران، في أعقاب ضغوط من الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة هيلغ لوند »كنا نجري تقييما لقراراتنا الاستثمارية وأخطرنا السلطات في النروج والاتحاد الاوروبي وبحثنا المسألة مع الولايات المتحدة، ورأينا ان هذا القرار يحقق أفضل مصلحة للمساهمين والشركة«. في مقابل ذلك، قال مسؤولون كبار في شركة »إيسار« الهندية، ان الشركة تجري محادثات لبيع البنزين الى إيران. وقال عضو مجلس الادارة المنتدب لـ»إيسار« ناريش ناير، ان الشركة ستستورد مليون برميل من الخام الايراني الثقيل و٦٠٠ ألف برميل من خام نوروز. وأوضح مسؤول آخر في »إيسار« في وقت لاحق، ان ناير كان يشير الى مشتريات شهرية للشركة. (»السفير«، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)