ذكرت صحيفة »واشنطن بوست« الأميركية أمس أن »الاستراتيجية الجديدة للدفاع الوطني«، التي أقرها وزير الدفاع روبرت غيتس الشهر الماضي، تدعو إلى عدم التركيز على الحروب التقليدية مع الدول الأخرى، بل على الحروب »غير النظامية«، وخصوصاً على جبهتي العراق وأفغانستان. واعتبرت »الاستراتيجية« انه حتى لو انتصرت واشنطن في »جبهتي العراق وأفغانستان فإن ذلك لن ينهي الحرب الطويلة ضد التطرف المسلح«، داعيةً إلى جعل »المعركة ضد القاعدة والمجموعات الإرهابية، الأولوية العسكرية للولايات المتحدة، في العقود المقبل«. ويشدد غيتس، في الاستراتيجية الجديدة، على أن »الجهود العسكرية لاعتقال الإرهابيين أو قتلهم، يرجح أن تكون مكملة لإجراءات لتشجيع المشاركة المحلية في برامج حكومية واقتصادية لتحفيز التنمية، بالإضافة الى الجهود لتفهّم ومعالجة التظلم الذي يكمن غالباً في قلب عمليات التمرد« موضحاً أنه »لهذه الأسباب، قد يكون المكوّن العسكري الأكثر أهمية في الصراع ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف، ليس القتال الذي نخوضه نحن، وإنما كيف نسهم في إعداد شركائنا لحماية وإدارة أنفسهم«. ودعا الجيش الأميركي إلى »الاهتمام بطريقة نشوء الحركات المتطرفة وسلوكها« معتبراً أن إيران وكوريا الشمالية تشكلان »تهديداً« للنظام الدولي. وحذرت الوثيقة من »التهديدات المحتملة من الصين وروسيا«. وفي حين حثت على بناء »علاقات تعاونية« معهما، فإنها دعت إلى العمل »على تطويق قدراتهما العسكرية«. إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن القيادي في القاعدة في الفلوجة عبد الله الأنصاري أن زعيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري غادر إلى أفغانستان عبر إيران، لكن المسؤول العسكري الأميركي في العراق ستيفن بويلان قال »نعتقد أنه (المصري) لا يزال في العراق«. وأضافت الصحيفة أن مقاتلي القاعدة يعانون من »انتكاسات هائلة في العراق«، والدليل تراجع عدد المتسللين إلى البلاد، ولهذا فهم يحولون أنظارهم إلى أفغانستان وباكستان، ناقلةً عن المسؤول الاستخباراتي الأميركي بريان كيلر قوله »القاعدة أجرت تعديلات بشأن استمرار معركتها في العراق.. ونحن نسعى إلى معرفة ما إذا كان الأمر تغييراً استراتيجياً«. إلى ذلك، أعلن تنظيم القاعدة في بيان إلكتروني أمس مقتل ابو عبد الله الشامي، الذي يعد من ابرز قادته في أفغانستان، في غارة اميركية، وذلك بعد ثلاث سنوات من فراره من سجن قاعدة باغرام الاميركية في هذا البلد، من دون أن يحدد البيان زمان الغارة ومكانها. (»السفير«، ا ف ب، رويترز)