تشييع غاضب لطفل قتل برصاص الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة



حيفا- مكتب "الاتحاد"- شارك نحو ثلاثة الاف فلسطيني أمس الاربعاء في تشييع الطفل احمد حسام (تسع سنوات) الذي قتل برصاص جندي اسرائيلي على حدود قرية نعلين في الضفة الغربية أول أمس الثلاثاء.
وما ان اقترب المشيعون من منزل اسرة الطفل وسط قرية نعلين حتى علت الزغاريد التي اطلقتها نساء القرية اللواتي توافدن الى منزل الاسرة منذ ساعات الصباح.
وهتف الشبان حاملين نعش الطفل "زغردي يا ام الشهيد ابنك في الجنة اكيد".
وحمل بعض هؤلاء جثة الطفل الى داخل منزل اسرته كي تلقي والدته نظرة الوداع. ثم ساد الصمت ارجاء المنزل حين علا صوت الاذان من جامع القرية ولم يسمع الا بكاء الام والنساء اللواتي جلسن الى جانبها.
وكان الانهيار واضحا على وجه ام الطفل التي تنتظر مولودا جديدا ولم تنجح محاولات الصحافيين في التحدث اليها اذ اكتفت باحتضان صورة طفلها واغلقت عينيها.
اما الاب حسام موسى (48 عاما) الذي يعمل في قطاع البناء فاكتفى بالقول "الله اعطاني ابني احمد واخذه شهيدا. لا اطلب من الله الا ان يرحمه".
وارتفع صوت النحيب من غرفة نوم احمد حيث انشغلت احدى قريباته بترتيب سريره المتواضع الى جانب سرير شقيقه يزيد ووضعت ملابسه الى جانب السرير.
والطفل احمد واحد من اربعة اشقاء اكبرهم يزيد.
وحمل المشاركون في التشييع الاعلام الفلسطينية ورايات كل الفصائل وبينها رايات حركتي فتح وحماس وهتفوا "يا شهيد ارتاح ارتاح وحنا حنكمل الكفاح".
ولف جثمان الطفل بالعلم الفلسطيني فيما حملت مجموعة شبان علما فلسطينيا متراميا غطى عددا كبيرا من المشيعين.
ووزعت صور للطفل احمد عند مداخل قرية نعلين التي عمها الاضراب حدادا. وشارك في التشييع متضامنون اجانب واسرائيليون اعتادوا على مشاركة اهالي القرية في المسيرات التي تنظم ضد الجدار الامني الفاصل.
وقال حسني موسى (50 عاما) عم الطفل القتيل "احمد كان دائما يضحك ويطلق النكات ولا اعرف باي حق وباي منطق في العالم يواجه هذا الطفل البريء بالرصاص".
وقتل احمد فيما كان في منطقة قريبة من الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل على حدود القرية. وروى اطفال كانوا معه في تصريحات صحافية ان جنديا اسرائيليا ترجل من سيارة عسكرية واخذ يطلق النار في اتجاه اطفال كانوا قرب الجدار من جهة اراضي القرية.
وقال الطفل احمد سعدات (عشر سنوات) لفرانس برس "احمد وانا واطفال غيرنا اقتربنا من الاسلاك الشائكة عند الجدار والتي كان شبان قطعوها في الصباح".
واضاف "كان احمد يقف بعيدا منا. وبعدما وصلنا الى تلك المنطقة اتت سيارة عسكرية نزل منها جندي يرتدي الزي العسكري واطلق النار في اتجاهنا واصيب احمد مباشرة في رأسه".
وتدخل الطفل محمود محسن (عشر سنوات) قائلا "كان احمد يحاول ان يرتدي حذاءه حين اطلق الجندي الرصاص ولم يستطع الفرار".
والقى جنود اسرائيليون اربعة قنابل غاز مسيل للدموع على المشيعين عند مدخل قرية نعلين بعدما وصلوا اليها قادمين من مستشفى رام الله.
وشارك في التشييع رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية رفيق الحسيني مندوبا عن الرئيس محمود عباس وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.
وقال الحسيني للصحافيين "ما اقترفه الجيش الاسرائيلي بحق الطفل جريمة جديدة من جرائمه وما تقوم به اسرائيل في نعلين ليس الا جزءا مما تقوم به في جميع الاراضي الفلسطينية بهدف تقويض امكان التوصل الى اتفاق سياسي".
وتنظم لجنة مواجهة الجدار في قرية نعلين مسيرات احتجاجية ضد الجدار الذي تقيمه اسرائيل على حدود القرية منذ اشهر. وهي المرة الاولى يقتل فيها فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو ثلاثة اشهر.

الخميس 31/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع