كلمة <<الاتحاد>>
إصلاح في مصلحة الأغنياء

حاول وزير المالية، بنيامين نتنياهو، في مطلع هذا الاسبوع الايحاء بان قلبه يوجعه على الفقراء من اصحاب المداخيل القليلة، وانه "تأثر" من تقارير حالة الفقر التي تعاني منها الالوف  المؤلفة من سكان تحت خط الفقر ومن العاطلين عن العمل واصحاب الحد الادنى من الاجور. فقد أعلن نتنياهو عن "تعديل" جديد في اطار ما يسميه بالاصلاح الضرائبي يكلف خزينة الدولة ستمائة وخمسين مليون شاقل. وان هذا التعديل جاء لتحسين اوضاع الفئات المسحوقة  من ذوي الدخل المنخفض والاجور المنخفضة. فمن الامور التي من الجدير تأكيدها ان الاصلاح الضرائبي  الذي أقرته الحكومة ووزارة المالية قبل التعديل الاخير جاء لتقديم امتيازات جديدة وتسهيلات جديدة لاصحاب المداخيل العالية من ارباب الشركات الاحتكارية والبنوك والرأسمال الكبير تحت يافطة  تشجيع الاستثمار في الاقتصاد وتشجيع زيادة التصدير في ظل الركود الاقتصادي العميق. وعمليًا الاصلاح الضرائبي المذكور لا يشمل اصحاب الدخل القليل الذي يراوح حول وتحت الحد الادنى من الاجور لان مستوى دخلهم، دخل اكثر من ثلث مجمل العاملين في اسرائيل، لا يصل الى مستوى الدرجة الدنيا من سلم ضريبة الدخل. ولهذا، فقد اجرى نتنياهو التعديل الجديد لكي يتقمص شخصية من ياخذ بالاعتبار مصلحة ومستوى معيشة الفئات الاجتماعية المسحوقة من ذوي المداخيل الهزيلة، وانه سيحسن وضعها  بزيادة مدخولها. فالتعديل الضرائبي  الجديد يشمل اصحاب المداخيل الواطئة "بزيادة دخل" حتى من دخله الشهري ثلاثة آلاف وخمسمائة شاقل؟؟ والمعروف عن نتنياهو انه فنان في مجال الديماغوغيا  السياسية والاجتماعية. فنظرة واحدة الى معطيات درجات سلم التعديل الضرائبي  تعكس حقيقة  ان نتنياهو لم يتخل عن هويته الطبقية الاجتماعية كخادم امين لمصالح الفئات الغنية من المجتمع الاسرائيلي اولا، ولا يقدم للمحتاجين سوى فتات المائدة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع. فوفقًا لهذا التعديل الجديد فإن الزيادة الصافية شهريًا لمن يبلغ دخله ثلاثة آلاف وخمسمائة شاقل لا تتعدى  خمسة وخمسين شاقلا فقط، ومن يبلغ دخله اربعة آلاف شاقل لا تتعدى الزيادة الصافية ستة وثمانين شاقلا اما القطط السمان من الاغنياء الذين يصل دخلهم الشهري الى اربعين الفًا وخمسة وأربعين الفًا وخمسين الف شاقل شهريًا، فإن الزيادة الصافية التي تدخل جيوبهم تبلغ اكثر من عشرة آلاف شاقل. تعديل لن يخرج ابدًا اصحاب الدخل المنخفض والمحدود من دائرة الفقر والحاجة ويحسن اوضاعهم.
 وفي رأينا ان هذا التعجيل يندرج في اطار الديماغوغيا الاجتماعية وقد لجأ اليه نتنياهو لتحسين وتجميل صورته بين الاوساط الفقيرة وفي اطار استعداداته للمنافسة على رئاسة الليكود. ولكن معطيات  التعديل لا تغير الصورة الحقيقية لنتنياهو وحكومته ولا للسياسة المنهجية التي يمارسونها، سياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء.

("الاتحـــــــــــــــاد")


الثلاثاء 13/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع