بكري: أثبتم أن الأمل ليس وليد العدم.. شكرا
المئات يحتضنون بكري في تل أبيب ويردون عنه محاولات الاعتداء



*د.حنين: بكري يخوض معركتنا كلنا من أجل مجتمع معافى من الاحتلال والعنصرية*

تل أبيب- لمراسلنا- احتضنت "الضفة اليسرى" في مبنى الحزب الشيوعي في تل أبيب، مساء أمس الأول الأحد، أمسية تضامنية مع الفنان والمخرج محمد بكري، احتفاء به ومعه تزامنا وصدور قرار المحكمة المركزية في تل أبيب برد الشكوى التي قدمها ضده خمسة من جنود الاحتلال بحجة "تشويه سمعتهم" من خلال فيلمه الوثائقي الجريء "جنين جنين".
شارك في الحفل أكثر من مئتي متضامن، ممن احتضنوا بكري بحميمية وفخر وردوا عنه محاولات نفر من زعران اليمين بالاعتداء عليه خلال دخوله إلى القاعة.
وتضمن البرنامج تقديم وصلات غنائية وقراءات شعرية قدمها أصحابها تطوعا وتأكيدا على ضرورة التصدي للفاشية والحفاظ على حرية التعبير عن الرأي.
هذا وكان قد برز بين الحضور: د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، والمخرجون السينمائيون جوليانو مير خميس، آفي موجربي وأسنات طرابلسي، كما قدمت الشاعرتان شمريت أور وآجي مشعول قراءات شعرية، فيما تناوب على تقديم الفقرات العنائية والموسيقية نتان سلور، شيري مينار، وهرولد روبين.

 

*وصول بكري ومحاولات الاعتداء..*

 

 

قبل ساعة من موعد الأمسية المخطط كان قد تجمع مقابل مبنى الحزب الشيوعي في تل أبيب ومقر "الضفة اليسرى" حفنة من زعران اليمين، لم يتعد عدد أفرادها العشرين، وقاموا بترديد الشعارات التحريضية ضد بكري ومستضيفيه. إنفلاتهم هذا بلغ ذروته لدى ظهور محمد بكري وأبناء عائلته وتوجههم نحو القاعة إذ حاولوا الاعتداء عليه، ما أدى إلى اشتباك بينهم وبين منظمي الحفل وقوات الشرطة.
هذه الحملة التحريضية لم تبدأ بالأمس، إنما استمرت نحو أسبوع، إذ قال لنا أحد منظمي الحفل "في الأسبوع المنصرم، بعث النائب العنصري جلعاد أردان رسالة إلى سلطة البث الثانية تطالب بإقالة السينمائي جال أوحوفسكي عقابا له على إعلان نيته المشاركة في الأمسية، كما قام مجهول بالاتصال بسكرتير فرع الحزب في تل أبيب ومنظم الأمسية، يوآف جولدرينغ ووجه له تهديدا صريحا على حياته، وكل من يدخل إلى محرلاكات البحث في الانترنت ويكتب اسم بكري سيفاجأ من عشرات مواقع الانترنت والمنتديات التي حرضت الجمهور على التظاهر ضد استقبال بكري، هذه الأجواء الفظيعة تذكرنا بالأجواء الماكارثية التي سادت أمريكا منتصف القرن المنصرم بحجة مكافحة الشيوعية."

 

*بكري، واصل العطاء، أغنِنا*

 

 

في القسم الخطابي من البرنامج، تحدث النائب دوف حنين، فقدم مداخلة حول أهمية قرار المحكمة برد شكوى الجنود الحمسة ضد بكري، وتوجه بتحية حارة إلى بكري "الإنسان، المخرج والفنان المبدع والكبير".
وأضاف د. حنين "محاولات عرقلة هذه الأمسية والتحريض منظميها تؤكد كم هي مهمة هذه الأمسية، ليس فقط للتعبير عن وقفتنا مع محمد بكري إنما عن وقفتنا مع أنفسنا، مع حقنا بالنضال من أجل العيش بمجتمع معافى، مجتمع يحترم التعددية وفيبه متسع للدمقراطية والتعبير عن الرأي."
ومن بين المتحدثين، كان المخرج آفي مجربي، والذي تحدث بحدة ضد أولئك الجنود قائلا "توجه هؤلاء الجنود إلى المحكمة لتنظف سمعتهم، لكننا نقول بأن أي محكمة في العالم لن تتمكن من تنظيف هذه السمعة ليس لأن بكري هو الذي لطخها، إنما هم الذين لطخوها وبأنفسهم بمجرد دخولهم الاحتلالي إلى جنين."
وأما الفنان جال أوحوفسكي، والذي تعذر عليه الحضور فقد بعث برسالة حارة إلى بكري، تؤكد على حق وواجب بكري بمواصلة العطاء وإغناء الثقافة بقدراته الفذة الخاصة.

 

*وكان المغني يغني..*

 

 

أما في البرنامج الفني وإضافة إلى الوصلات الغنائية والشعرية التي ذكرت أعلاه، قدم أمجد شبيطة ويوآف جولدرينغ قراءة بالعربية والعبرية لمقطوعة المغني من قصيدة "هي الأرض" لمحمود درويش، ومما جاء فيها:
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي

.....

وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود

 

*بكري: سأواصل الكذب..*

وكان مسك الختام بكلمة محمد بكري، الذي استقبله الجمهور بعاصفة من التصفيق امتدت دقائق طويلة، وحيا بكري دون أن يخفي تأثره الحضور والمنظمين على هذه المبادرة قائلا أنها أثبتت لبكري مجددا بأن أمله لم يكن وليد العدم وأضاف "تتهمني الكلاب الداشرة في الخارج بأنني أكذب وأعترف أنني أكذب من أجل صناعة الفن والأمل والحفاظ على حياة البشر وها أنتم تثبتون أن هذا الكذب لم يذهب سدى وأن هنالك متسعا حقيقيا للأمل."
كما تحدث بكري عن لقائه الأخير قبل يومين من نوعام شليط والد الجندي المأسور، جلعاد شليط، ودعا بكري حكومة اسرائيل إلى إدارة مفاوضات حثيثة مع حماس من أجل اعادة شليط مقابل تحرير كافة الأسرى الفلسطيينين، وهي دعوة قوبلت بتصفيق حار من الحضور، ثم تم عرض فيلم "من يوم ما رحت".

*  الصور مأخوذة عن "أكتيف ستيلز" *

الثلاثاء 29/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع