أبقيتَ لنا المجد على شرفات الكرملِِِ
حيثُ ينتصب ُ الصنوبرُ
وينتظرُ
ربما تأتي من بلادِ الشامِ طفلاً،
كم وددت العودةَ للشامِ
حيثُ الحريرُ
وشعرة معاوية
وقاسيون
وجادة المالكي وابو فراس
وابنُ عمّه الاميرُ
فهل تعود مع القافلةِ حريراً
هنا ينتظرك الكبيرُ والصغيرُ..
هنا تنتظرك أختٌ وأختُ
وأختٌ
وأخٌ رشيدُ وأخٌ نديمُ
وزوجةٌ
وأولادٌ خمسةُ
ينتظرك الحيُّ بأكملهِ
وسياج الحيِّ والجيرانُ
والبيتُ!
ولربما عُدتَ من حلبٍ
كم غنيتَ للشهباءُ:
"يا رايحين عَ حلب
حببي معكم راح.."
فهل حمّلت من عنبٌ كفافكَ
وتزوّدتَ بالتفاح؟
هنا انا وحدي على أحر من جمر الفراقُ
أسائل من رياحُ الشرقُ نسمةَ عائدٍ-
ان كنتَ تحتَ جناحها اصمدْ
فلربما انكسرَ الجناحُ...
ولربما للشوفِ انتقلتَ لوهلةٍ،
فلطالما اشتدّتْ اليكَ سماؤُها
وفؤادُها الذي احببتَ من لينِ الخشونةِ،
وشيخُها الازرقْ..
فاعتق حنينك من جبالِ البُعد
كي تاتي الجبالُ الى الرسولِ
ولا يأتي الرسولُ الى الجبالِ وصمتها الاخرقْ ،
فهنا الجبالُ ، وبحرُكَ الممدودُ
من حيفا الى بيروت
فنارُهُ العكّيُّ كالبيرق!
فعدْ الى أثوابِ كرملِكَ المسجّى
بين أكنافِ الاقاربِ والرفاقِ،
علَّمتنا الذهابَ
على رؤوسِ الشعرِ للأعمق !
هنا وُلِدت قصائدك الحزينةُ
بحرها عنب الخليلِ
ووزنها صبرُ الجليلِ
سلافتها
لونُ الاصيلِ وطولها
سُعُفُ النخيلِ ، شعارُها
كفٌّ من الالوانِ:
أحمرٌ في محيّاها
أخضرٌ لونُ عينيها
أصفرٌ شعرُها الذهبيُّ
ابيضٌ قلبُها الآدميُّ،
وسماؤُها الأزرقْ...
فاعتقْ حنينَ قبيلة قطعتْ بعيدَ الحزنِ
تنتظركْ
فاترك حنينكَ للشمالِ وعرِّجْ
الى الشرقِ مع الفرسانِ عُدْ!
او ابعثْ مع مع الغنّامِ نايات
وبِتْ ليلةً اخرى ولا تشرُد!
هنا على شرفات الكرمل وأدراج الجليلِ
أبقيتَ لنا المجدَ
حيث الصنوبر والسنديانُ
فيأيها الكرمليُّ الذي يطلُّ من الخليجِ
الى المحيطِ من المحيط الى الخليج
ببحةِ الموصليِّ وحسرة مهيار
أيها الكرمليُّ عدْ!!!
نعيم عرايدي*
الثلاثاء 29/7/2008