وداعا يا فائق وراد



برحيل فائق وراد فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية مناضلا سياسيا وثوريا عنيدا كرس حياته في الدفاع عن قضايا شعبه، وعن المثل الثورية والانسانية التي آمن بها، مثل التحرر الوطني واخوة الشعوب والتضامن الاممي والسلام والاشتراكية والعدالة الاجتماعية.
فائق وراد من جيل الاحلام والصلوات الخمسينية في الثقافة والسياسة والفكر الحر، حين كانت الماركسية الخيار الاكثر صعوبة في امتيازات المشاريع الفكرية والثقافية واصطفافات المستقبل، استيقظ على النضال، واستند الى عقيدة ثورية علمية، وعرف اجتماعات الخلايا السياسية والحزبية، فانتمى الى الحزب الشيوعي الفلسطيني وتقلد مناصب قيادية عدة، وانخرط في نضال الحركة الوطنية الفلسطينية ووظف كل طاقاته في خدمة القضية الوطنية والثورية – الطبقية، قضية الخلاص والاستقلال والانعتاق، ورأى في نفسه صوت الذين لا صوت لهم، صوت الفقراء والمقهورين والمعذبين لا اكثر ولا اقل.
كان فائق وراد مكافحا اصيلا صلبا، مخلصا للقضية ووفيا لها، امينا صادقا للمبادئ السامية التي آمن بها وحارب لتحقيقها، وانسانا حالما في عمله النضالي، وثوريا صادقا في كتاباته السياسية – الفكرية، مجسدا بذلك الروح الحقيقية للمثقف الفلسطيني المتنور المساهم مع كل قوى الثورة والتغيير من اجل انشاء مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية الخالي من الاستغلال والظلم والقهر الطبقي.
لقد عاش فائق وراد حياة عريضة غنية معطاءة وحافلة بالنضالات والتضحيات والتحديات، وابقى وراءه تاريخا وميراثا سياسيا – نضاليا، وفكريا – ثقافيا كان وسيبقى مشعلا ينير درب كل المناضلين والمقاتلين ضد مستغلي الانسان ومضطهدي الشعوب ومشعلي نار الحروب.
فائق وراد شخصية سياسية ووطنية وقيادية شاملة الاهتمامات، عرف كيف يجمع جمعا حقيقيا بين الفكر والنضال، تسلح بثقافة شاملة ورؤيا طبقية واعتنق الماركسية اعتناقا علميا عميقا، وتميز بانسايته الصادقة المفعمة بالحياة، واضطلع بمهمات ومسؤوليات هامة ومتعددة، واكتسب مكانة بارزة ومرموقة في صفوف حزبه والحركة الوطنية الفلسطينية.
فائق وراد هو الصدق الساطع ازاء الزيف والرياء والانتهازية، انه باختصار شديد، الفلسطيني الحقيقي المنحاز الى جمهور الفقراء والمسحوقين المتطلعين نحو النور والمستقبل، والانسان القيادي الثوري الذي يحمل الكراهية للظلم والظالمين في حجم عبء الالم والعذاب الذي حمله في قلبه طوال سني حياته.
فوداعا يا فائق وراد، وستخلد ذكراك في التراث الفكري والسياسي والثقافي الهام للحركة الوطنية الفلسطينية وفي قلوب ابناء شعبك وجميع انصار الحياة والحرية والسلام.

(مصمص)

شاكر فريد حسن *
الثلاثاء 29/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع