لا بديل للوحدة الوطنية الكفاحية



ان شعبنا يشحن وحدته الوطنية الكفاحية الممهورة ببرنامج كفاحي واضح المعالم ومتمسك بثوابت حقوقه الشرعية، حقه الوطني في التحرر والاستقلال الوطني، شعب كهذا في نضاله للتخلص من براثن الاحتلال واستعداده للتضحية مهرا للحرية والاستقلال، شعب كهذا النصر حليفه وهو عصي على الخنوع والاستسلام. هذه هي العبرة الاساسية، تحصيل الحاصل، من تجربة كفاح مختلف حركات التحرر القومي الوطنية في مختلف البلدان والقارات. وما يثير قلقنا ان الشعب العربي الفلسطيني والعديد من فصائل مقاومته وقادته تعرف هذه الحقيقة الموضوعية من تجربة نضال شعبها عبر مراحله المتعددة، ومن تجربة حركات التحرر القومي العالمية، تعرف هذه الحقيقة وتحرف وتتجاهل مدلولها السياسي الهام والمصيري. فالوحدة الوطنية الكفاحية الممهورة ببرنامج كفاحي للتحرر والاستقلال الوطني تعتبر الالف باء، البديهية الاولى، لقاعدة انطلاق شعب يرزح تحت نير الاحتلال في نضاله ضد العدو المشترك المحتل، الذي يستدعي وحدة مختلف فئات وتيارات ضحاياه وبغض النظر عن هوية الانتماء الفكري والسياسي او الديني او الطائفي المذهبي. ومنذ نكبة الشعب العربي الفلسطيني في الثمانية والاربعين والهزيمة العربية واحتلال المناطق الفلسطينية – الضفة والقطاع – في السبعة والستين يراهن المحتل الاسرائيلي وسنده الامبريالي، وخاصة الامريكي، على فرقة وتمزيق وحدة الصف الفلسطينية كوسيلة اساسية من وسائل دفن الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره، حقه في الحرية والدولة والقدس والعودة. فالانقسام الحاصل اليوم بين فتح وحماس، بين السلطة الوطنية والسلطة الانقلابية لحماس في قطاع غزة ومنذ انقلاب حماس العسكري على الشرعية الفلسطينية قبل عام، هذا الانقسام قد اضعف التضامن العالمي مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني وصعد من عدوانية وجرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع. فالمحتل الاسرائيلي لا يخفي برنامجه الاستعماري لمنع تجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني، لا يوقف تصعيد وتوسيع عملية الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، ويواصل تصعيد ارتكاب جرائم الحرب والعقوبات الجماعية من مجازر وحصار اقتصادي وتجويعي ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع. ويواصل المحتل مفاوضات "طحن الماء" على السلطة الوطنية لتضليل الرأي العام العالمي. والجريمة البشعة التي ارتكبت يوم الجمعة الماضي على شاطئ غزة بتفجيرات همجية قصفت ارواح ستة فلسطينيين بينهم طفلة صغيرة، هي جريمة وحشية من انتاج الانقسام بين فتح وحماس التي لا يمكن تبرئة المحتل الاسرائيلي من اشعال نيران فتنها وتأجيجها.

 

ان التصعيد الاحتلالي الاخير لجرائمه من مواصلة الاستيطان وبناء جدار العزل العنصري واعتداء اوباش مستوطنيه بالصواريخ والقذائف على اهالي القرى الفلسطينية المحتلة وملاحقة واغتيال قادة ونشطاء ومقاومي احتلال فلسطين وحصار ومذابح وتنكر لتسوية عادلة، كل هذا وغيره يجعل من الاهمية المصيرية بمكانة وخدمة المصلحة الوطنية العليا بالتحرر والاستقلال، بمكانة اخرى التأكيد انه لا مفر ولا بديل للوحدة الوطنية الفلسطينية ولانجاح الحوار الفلسطيني- الفلسطيني الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس.

الثلاثاء 29/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع