سداسيه طنطوريه..



(المدرسه_القبر الجماعي_المقام_تينتان_القمر_البحر)
(شاهدتها بام عيني...لوحه حيه ستبقى للأبد أهديها لشهداء الطنطورة ومهجريها في الوطن والمنفى)



(القبر الجماعي)

هناك ..في الساحه الرمليه الشاسعه
يينام الشهداء تحت رمل الطريق..
ينامون ..بلا غفوه..
عجزت ان تذيب اجسادهم
نيران الحرب والحريق
يستلقون هناك كانهم في قيلولتهم ..
أب يحتضن إبنا..
وجد يعانق حفيد..
ورفيق يحرس رفيق..
يستلقون بين السفح الكرملي والرمل العتيق...
هناك نام الشهداء ..بعد المجزرة..
لكنهم..
يحاكون الماذن والكروم..
ويتهامسون مع نسيم الميناء الرقيق
نعم..انالشهداء يقظون ..تحت رمل الطريق
***

(المدرسه):

تطل على البلد كالمنار..
مدرسه..
لم تفرح بتخريخ تلاميذها الشطار
من شبابيكها المشرعه..
يتردد صدى أناشيد الصباح
من جدرانها الحزينه
يصرخ أنين الدم المباح..
يا لسخونه الجدران...
بعد المجزره...
لم تبردها الرياح ..
في الزوايا.. بقايا طباشير
..واقلام رصاص ..ورسوم عنب وتفاح
وخربشات عاشق, كالوشم, في قلب لم يرتاح
مدرسة.. اضربت عن التدريس
وسكتت جوقتها....
لكنها..لا زالت تلاحق السفاح..

***

 

(مقام لثلاثه قبور)

ثلاثه قبور ..
ترقد في حديقه خضراء..
حديقه..تتكلم العبرية..
والقبور تشهد ان الارض هنا
لا تعرف الا العربيه ..
ثلاثه قبور لا تغفو عقودا..
تحرس الارض من اليد الهمجيه,
ثلاثه قبور لشيوخ البلد..
تهشمت العجلات عندها
.. حين مستها جراراتهم العصريه
ثلاثه قبور تشهد للتاريخ..والمكان
تهمس للشهداء , وتواسيهم بحنيه..

****

 

(تينتان)

بشموخ العلالي
تشمخان هناك تينتان,
تغازلان القمر بهدوء..وتنتظران..
بلا ملل, رطوبه البحر وههديره.. تداعبان,
بلطف العاشق..تظللان القبور,,وتبكيان
للثمر الناضج طعم التاريخ..
منذ أدم..وابراهيم وسفيان..
كامراه خصوب حين تفتح فمها..بعد حرمان

 

تهمس "عودوا الي .."
يا من غرستموننا هنا بايديكم.
.ايها الاهل والخلان..
عودوا..ننتظركم ستين عام وعام..
عودوا..الان الان,..الان
كفى..الم يطل عليكم البعد..والفراق والزمان

****

 

(البحر)

هو البحر الطنطوري ..
مستلق على ذراعي الشاطيء والبيدر
لا يغفو..لا ينحسر.. لا يتقهقر
بلطف, يمد يديه للرمل الاغبر..
ويتحسس وجه الارض الاسمر..
فيفوح الشاطيء بخورا وعنبر,
يهمس للقبور الثلاثه بتحيه..
فترد القبور.. "الله اكبر"...
البحر يغسل التينتين برذاذ موج لا يتكسر
ويرتاح قليلا...ليعود يسامر.. ويسهر...

***

 

(القمر)

قمر.. تطل من محياه وجوه أجدادي..
بكبرياء.. يطلع من خلف الجبل..
يطل على السهل
فيترجل الى الوادي..
يضيء الميناء القديم بنوره الهادي
يهلل للضحايا ويردد "ابصركم أحياء..يا اولادي"
يا انوار عيوني وفؤادي,
تحت جفوني أخزن المجد الوضاء
واحفظ الاسماء ,,
وتفاصيل الاشياء
في قلبي أحرس حدود بلادي..
لا التين يفني..
ولا القبور تندثر..
ولا الموج يغفو
ولا الدم المسكوب يستتر..
أسمعه يهتف ..
وللعوده وللحياة... ينادي..

 

(تموز 2008- شاطيء الطنطورة)
(drziad007@hotmail.com)

د. زياد محاميد
الأحد 27/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع