اختتمت يوم الخميس 24 تموز 2008  فعاليات مؤتمر النقد الأدبي الدولي، الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك.
ناقش المؤتمر على مدى الأيام الثلاثة قضايا تداخل الأنواع الأدبية مناقشات مستفيضة في ثماني عشرة جلسة تناولت عددًا كبيرًا من الإشكاليات المتعلقة بتداخل الأنواع الأدبية.
أسهمت المناقشات التي شارك فيها أساتذة من الجامعات الأردنية والعربية والإسلامية، ومن الهند وأميركا في إغناء الحوار المنهجي والمعرفي حول النظرية النقدية المعاصرة على مستويي الرؤية والممارسة.
 افتتح رئيس جامعة اليرموك د. محمد أبو قديس المؤتمر - الذي يعقد كل عامين - ، فأشار إلى أن عقد هذا المؤتمر النقدي في جامعة اليرموك  بدئ فيه منذ ربع قرن ، وأن استمراره غدا مَعلمًا علميًا وحدثًا ثقافيًا بارزًا على مستوى الوطن العربي . وذكر أن عقده في هذا العام حول قضية مركزية وجوهرية كانت ولا تزال إشكاليه من إشكاليات الأدب العربي منذ بداية النقد عند العرب،  إذ أن تصنيف الأدب إلى أنواع ذات حدود ومعالم ثابتة لم يعد أمرًا ميسورًاَ ، وان البحث في تداخل الأنواع الأدبية يجسد حالة من الوعي تستوجب ضرورة مراجعة مبادئ النقد.
وألقى عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور فهمي الغزوي كلمة قال فيها إن تبادل موضوع تداخل الأنواع الأدبية ليس موضوعًا سهلاً بل معقدًا ، لأنه لا يتوقف عند تناول المسائل النقدية عند العرب فحسب ، بل مقاربة هذا الموضوع وما يتشعب عنه من مسائل نقدية إلى النقد الغربي وإجراء التطبيقات العلمية في إطاره.
  من جهته بين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور نبيل حداد في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح أهمية عقد مثل هذا المؤتمر الذي يعد فرصة لتبادل الآراء والأفكار حول القضايا الأدبية العربية منها خاصة والعالمية عامة . وقال إن انعقاد هذا المؤتمر في جامعة اليرموك وبمشاركة الجامعات الأردنية والعربية يعتبر إنجازًا في تواصل العناصر المعرفية،  وانصهارها في بوتقة أدبية بديعة تنتمي إلى الإنسان ، ويقدم أجمل وأجل ما ابتدعته قريحته بلغتنا العظيمة التي تشكل ركيزة وحدتنا وأساس تواصلنا وضمانة مستقبلنا المشترك ، لأن الأدب بمختلف فنونه وألوانه يعد دعوة خالدة للتواصل الإنساني بين المجتمعات الإنسانية تواصلًا يتجاوز التوزيعات الجغرافية والفوارق اللغوية والثقافية والتصنيفات العرقية،  وينبذ كل ما يفرق بين الإنسان وأخيه ضمن قوانين الكون الثابتة في الحق والخير والجمال.  وألقى كلمة المشاركين في المؤتمر د. عبد الله الفيفي شكر فيها جامعة اليرموك على عقدها هذا المؤتمر الدولي الذي يعكس دور الجامعات والمؤسسات التعليمية وتجسيد دورها الثقافي والتنويري والبحثي - الذي يعد مكملاً لدور التربوي والتعليمي وفتح آفاق الفكر والمعرفة والثقافة ، مؤكدًا أن هذه الملتقيات العلمية تعد إضافة نوعية في مد أواصر التعارف والتثاقف والتعاون.

التوصيات

في  الجلسة الختامية أقر  المشاركون جملة من التوصيات التي استندوا فيها على القيم البحثية التي جاءت في أوراق العمل طيلة أيام المؤتمر، ومن هذه التوصيات:
 * إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمؤتمر يكون قاعدة معرفية للأبحاث والمشاركات والمناقشات والندوات والاقتراحات.
* العمل على توحيد المصطلحات النقدية والأدبية واستخدامها في البحوث والدراسات.
* ضرورة تحكيم الأبحاث والدراسات المقدمة على المؤتمر لتحقيق مشاركة نوعية.
 *أن يكون موضوع المؤتمر القادم: إشكالات النقد العربي المعاصر.
* تأسيس جمعية للنقاد العرب تعقد اجتماعاتها دوريًا خلال المؤتمر في جامعة اليرموك.
لخص  د. نبيل حداد رئيس قسم اللغة العربية في اليرموك ، فأشار إلى أنه  حقق أهدافه التي وضعها القائمون عليه، لافتًا بأن المؤتمر شهد جلسات مفعمة بالحيوية والعطاء الثقافي واكبه أحدث النظريات العالمية في الأدب والنقد.
وأضاف أن نحو مائة  ناقد وأكاديمي من عشرين قطرًا عربيًا وإسلاميًا وأجنبيًا شارك في فعاليات المؤتمر، وقدمت مائة ورقة عمل شكلت إضافة نوعية في موضوعها  تداخل الأنواع الأدبية.
وأكد أن المؤتمر استطاع طباعة الأبحاث المتقدمة في مجلدين ضخمين بمستوى إخراجي وطباعي متقدم ، حيث يضم دراسات المشاركين حول  المناهج النقدية والبلاغية وتداخل الأنواع ، والقصيدة وتداخل الأنواع وفنون السرد والأعمال المسرحية بالإضافة إلى محاور حول تداخل الأدب مع الفنون الأخرى والموروث الأدبي العربي وتداخل الأنواع ومناهج التحليـل اللغوي.
والكتاب موسوم بعنوان : تداخل الأنواع الأدبية  ، وهو من إصدار عالم الكتب الحديث .
* - كانت مشاركة مواسي حول " القصة القصيرة جدًا ومدى التماس مع قصيدة النثر " ، حيث رأست الجلسة  الكاتبة سميحة خريس . وكان مواسي قد رأس جلسة أخرى قدم فيها مداخلة وتعليقات تغني الحواريات النقدية .