رحلة العذاب بهدف أداء العمرة من أم الفحم إلى بلاد الحجاز



على ضوء التذمر الشديد هذا العام  للمعتمرين العرب من مواطني دولة إسرائيل، التقت "الاتحاد" الحاج عدنان عبد الهادي محاميد، من مدينة أم الفحم الذي عاد يوم الثلاثاء الأخير من بلاد الحجاز بعد تأديته مناسك العمرة، فسرد على مسامع مراسلنا المعاملات القاسية وغير الانسانية التي تلقاها هذا العام المعتمرون من المواطنين العرب في اسرائيل، حيث وصف محاميد عمرة هذا العام بـ"رحلة العبادة والعذاب الى ومن بلاد الحجاز".
يقول الحاج أبو حسام: "في صبيحة السابع من شهر تموز الجاري توجهنا على متن حافلتين قديمتين نسبيا وبدون مكيف هوائي من أم الفحم الى منطقة أريحا حيث تجمعت الحافلات في المنطقة المعدة لتجمع المعتمرين، وخلال ساعتين وصلت حوالي 65 حافلة وبدلاً من استقبالنا الساعة الثامنة والنصف صباحا اضطرنا للانتظار في العراء وتحت أشعة شمس تموز الحارقة حتى الساعة الساعة العاشرة صباحا حتى سمح لسائقي الحافلات بالتوجه الى جسر اللنبي لدخول الاراضي الاردنية".
ويضيف: "دخلنا الجانب الاردني وفي منطقة الشونة الاردنية بدأ العذاب حيث انتظرنا ست ساعات ونصف لاستلام تأشيرة الدخول للمملكة العربية السعودية الا أن انتظارنا الطويل لم يثمر لقد تمّ إبلاغ ركاب 40 حافلة بأنه لا يوجد لهم جوازات سفر أي تأشيرات دخول حيث طلب منا السفر الى إحدى ضواحي عمان حيث مكاتب وزارة الاوقاف لاستلامها من هناك، فتوجه ركاب 40 حافلة نحو عمان وبعد ساعتين ونصف من الانتظار ظهرت الجوازات وفي حافلتنا رقم 214 تبين أن تأشيرة الدخول لوالدة مرشد حافلتنا الشيخ عماد محاميد غير موجودة مما اضطره للمكوث مع والدته وقسم من أطفاله وبعد ثلاثة أيام لحق بالحافلة التي نستقلها- رقم 214.
ودفع هذا العذاب والانتظار حوالي 26 معتمرًا إلى العودة الى البلاد لعدم وجود تأشيرات دخول الى الاراضي السعودية بحوزتهم".
ويتابع الحاج أبو حسام حديثه: "وعند منطقة "المدورة" حيث الحدود الاردنية السعودية انتظرنا أكثر من 4 ساعات حتى سمح لنا بالدخول، كذلك في حارة عمار انتظرنا أيضا خمس ساعات أخرى، وعندما توجهنا للسفر الى مكة تبين لنا أن المرور من طريق المدينة المنورة- مكة بحاجة الى تصريح خاص مما دفع سائق الحافلة للبحث عن طريق بديلة ولما وصلنا الى فندق فلسطين في مكة خسرنا ليلة مبيت بالرغم من دفعنا جميع المستحقات والبالغة 640 دينارًا أردنيًّا تشمل المبيت ست ليالٍ في مكة وست ليالٍ أخرى في المدينة المنورة".

 

ويضيف محاميد قائلاً: "عندما أدينا مناسك العمرة في مكة توجهنا الى المدينة المنورة وهناك تبين انه لا غرف محجوزة لنا في فندق "سيتي بلازا موفنبيك" وبعد  احتجاج شديد حضر وفد من لجنة الحج والعمرة حيث تبين أن الحجز لحافلتنا غير متوفر فقامت اللجنة بتوفير المبيت لقسم من المعتمرين في هذا الفندق وتم توزيع الآخرين على فنادق أخرى مما خلق جوا من الغضب في صفوف ركاب حافلتنا. وبعد إنهاء مناسك العمرة ولدى عودتنا الى البلاد واجهنا نفس المشاكل خاصة في المملكة الاردنية حيث اضطررنا للانتظار ساعات طويلة في منطقة الشونة حتى استلمنا جوازات السفر الاسرائيلية ولولا تدخل النائب د. حنا سويد واتصاله بوزير السياحة الذي عجل باستلامنا الجوازات لمكثنا ساعات أخرى طويلة على الجانب الاردني من الحدود".
وردًا على سؤال مراسلنا حول الخطوات التي يتوجب على المعتمرين اتخاذها لقطع دابر الانتظار الطويل والقضايا الاخرى قال محاميد: "يجب حل اللجنة المدعوّة لجنة الحج والعمرة لعرب الـ48 وعقد اجتماع عاجل للجنة الاوقاف لبحث المشاكل التي يواجهها المعتمرون والحجاج من المواطنين العرب الفلسطينيين في اسرائيل كالإنتظار الطويل الذي لا مبررله، وقلة الاستراحات وخدماتها المتدنية وغير العصرية، والحجز في الفنادق والشقق، وانعدام المكيفات في الحافلات التي تقل المعتمرين والحجاج الى جسر اللنبي".
ويختتم محاميد حديثه بالقول: "حان الوقت لإحداث تغييرات جذرية فاللجنة التي لا تقوم بواجبها يجب حلها وهذا دور لجنة الاوقاف التي يتوجب عليها عقد اجتماع عاجل لبحث جميع هذة القضايا مجتمعة".
هذا وحاولنا الاتصال بلجنة الحج والعمرة لأخذ ردها على الموضوع الا إننا لم ننجح في الحديث مع أحد من المسؤولين. وعندما يصلنا رد اللجنة سنقوم بنشره على الفور.

تقرير: جاد الله اغبارية
الأحد 27/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع